كتبت: سامية الفقى
“معايير دولية” يجب أن يطبقها أي صرح “طبي تعليمي بحثي”، للحصول على شهادة دولية في جودة الخدمة المقدمة للمرضى والمجتمع، من أعلى جهة اعتماد في مجال جودة الرعاية الصحية بالعالم وهي هيئة “jci”، ونظرا لكثرة أعداد المعايير التي تصل إلى 1200، فإنه من الصعب تحقيقها، وهو الأمر الذي اجتازته مستشفى سرطان الأطفال مصر 57357، منذ 6 سنوات، حصلت وقتها فيها على الاعتماد الدولي لأول مرة في 2016، ولمدة 3 سنوات، ثم تم تجديد الاعتماد لثاني مرة عام 2019، ثم لثالث مرة في 2022.
في هذا التقرير نرصد كيف حصلت 57357 على الاعتماد الدولي في جودة الرعاية الصحية من jci؟، كنموذج طبي وبحثي وتعليمي، يحتذى به في علاج الأطفال من السرطان بالمجان.
أكد الدكتور شريف أبوالنجا، الرئيس التنفيذي لمجموعة 57357، مدير عام المستشفى، أن هناك معايير عالمية للجودة، يجب مراعاتها من أجل الحصول على الاعتماد الدولي في جودة الرعاية الصحية من قبل هيئة ال jci، وهو ما طبقته 57357 في جميع مجالات الخدمات الطبية، وغير الطبية، بهدف تحقيق أمان المريض، وفي كل المجالات ذات الصلة به، وتطبيق المعايير الدولية في الممارسات التمريضية والطبية، والتدريب، ومكافحة العدوى، والنظافة العامة، وسلامة الغذاء، وغيرها.
الجودة
وأكدت د. شيماء المنياوي، مدير الجودة بمستشفى 57357، أن ما دعم تجديد شهادة ال jci، هو الارتكاز على ثقافة الجودة في كافة المجالات، ولذلك يعمل الجميع في إطار جودة الخدمة الطبية السليمة والآمنة للمرضى، وكذلك الجانبين التعليمي، والبحث العلمي.
ويتميز الاعتماد الدولي بأنه يغطي 14 فصلا، تضم 1200 معيارا، تتوافر جميعها في 57357، ويرتكز المستشفى على التكنولوجيا في تحديث الخدمة الصحية، وتطور المعامل وميكنتها، والأشعة، والعلاج الإشعاعي، والسايبر نايف، والميكنة في صرف العلاج، وكافة إجراءات الخدمة الطبية، للقضاء على الأخطاء، ورفع نسب الشفاء، وتخفيض الهدر
مكافحة العدوى
مكافحة العدوي تأتي على رأس القائمة في الأقسام التي فحصها ممثلوا ال jci، حيث أن هذه هي المراجعة الأولى في وجود جائحة الكورونا، كما يعد أمان البيئة والمريض من العناصر الأساسية للنجاح.
وأكدت د. نجوى خميس، استشاري ورئيس قسم مكافحة العدوى بمستشفى سرطان الأطفال مصر 57357، على اتباع المعايير العالمية في مكافحة العدوي، ويضم القسم معملا خاصا لتقييم إجراءات التطهير وأمان البيئة، وسلامة الغذاء، وأكياس الدم، ووحدات تحضير كوكتيل الأدوية، والهواء، والأسطح وكافة الأقسام بالمستشفى، وتعتمد تلك المعامل على تطبيق الإجراءات كاملة، ومراجعتها، ومتابعتها.
ويتم ذلك بالحصول على عينات من كافة الأماكن بالمستشفى، للتأكد من مطابقتها لمكافحة العدوى، وعدم وجود ملوثات ضارة، كالبكتيريا أو غيرها، حيث يرفع المستشفى شعار “منع العدوي”، والذي يستلزم تطبيق إجراءات عزل مشددة، ومعرفة أنواع الميكروبات، التي من الممكن أن تتواجد على الأسطح أو الهواء في أي مكان داخل المستشفى، وبالتالي كيفية التعامل مع هذه الميكروبات في حالة تواجدها.
علاج اليوم الواحد
منى الهرميل، مدير وحدات علاج اليوم الواحد، أكدت على أن فريق jci اطلع على نظام عمل الوحدات واطمأن على تقديم الخدمة بجودة عالية، وأمان كامل، وطبقا للمعايير العالمية، فكل فرد بالفريق الطبي يقوم بواجباته كاملة طبقا للسياسات والإجراءات الصحية المحددة.
وقالت الهرميل، أن العلاج الكيماوي، يكون له مواصفات عالمية، ويلتزم فيه التمريض بمسئولياته، ويتابع الصيادلة مراحل المراجعة، وكل ما يحقق أمان المريض، والتأكد من اسمه الرباعي، ورقمه الطبي، لضمان وصول الجرعات للمريض المطلوب، إضافة إلى قيام الأطباء بمسئولياتهم تجاه المرضى، من حيث المتابعة الدقيقة في كل مراحل العلاج.
وقالت أن فريق الاعتماد الدولي، أثنى على منهج 57357 في توفير الخدمة لأطفال المستشفى، وفي كافة مراحل العلاج والمتابعة.
البحث العلمي
أما وحدة الأبحاث الإكلينيكية في مستشفى 57357، فأطلع د. محمد كمال، مدير الوحدة، فريق هيئة الاعتماد الدولية لجودة الرعاية الصحية، على دورها الرئيسي، وهو التأكد من أن كل مريض يتلقى علاجه بناء على دليل علمى معتمد، من خلال البروتوكولات العلاجية العالمية، إضافة إلى المتابعة الدقيقة لخطة علاج كل مريض، لضمان أن ما يتم تقديمه من خدمة طبية يتطابق مع البروتوكول العلاجى، وأن كل ذلك يتم تنفيذه فى التوقيت المناسب، وبالجودة المطلوبة.
كما تعني وحدة الأبحاث الإكلينيكية، بقياس مؤشرات الآداء دوريا لكل بروتوكول علاجى، للتأكد من أن جميع أقسام المستشفى التي تساهم فى تنفيذ الخطة العلاجية، تؤدى دورها بكفاءة ودقة وسرعة، إضافة إلى قياس مؤشرات الآداء لنتيجة البروتوكول العلاجى، من خلال نسبة الشفاء، للتأكد من أنه يحقق النتيجة المرجوة منه.
الصيدلية
وفي الصيدلية، قال د. محمد عطية، نائب مدير صيدلية مستشفى 57357، أن المستشفى يحقق أعلى جودة داخل الصيدلية، حيث اطلع وفد هيئة الاعتماد الدولي، على كيفية تقديم الخدمات الصيدلانية للمرضى، بداية من مراجعة الأدوية الطبية، والخطط العلاجية، ومشاركة الصيدلي مع الفريق الطبي في وضع الخطة العلاجية للمريض، والتأكد من حساب الجرعات بشكل سليم، ثم تقديم العلاج بأعلى جودة في متابعة معايير التحضير، بالمناطق التي تحفظ أمان العلاج أثناء التحضير.
وأضاف، يتم تحضير الأدوية بجرعاتها المحددة لكل مريض، ويراجعها الصيادلة بالأدوار بشكل دقيق، قبل تسليمها للتمريض، وإعطاء إرشادات للمرضى عن الأدوية، وكيفية تأثيرها في الجسم، ومتابعة أي آثار جانبية قد تحدث، بهدف منعها أو تخفيف تأثيرها على المرضى.
وأشار د. شريف كمال، مدير صيدلية مستشفى 57357، إلى أن الصيدلية تعني بضمان تطبيق المعايير الطبية والصيدلانية العالمية، على كافة المرضى بالأقسام الداخلية، إضافة إلى خدمة أكثر من 300 مريض خارجي يوميا، وتجهيز أكثر من 3000 جرعة دواء، سواء كيماوي أو مضادات حيوية للمرضى بالصيدلية الرئيسية، ويطبق ذلك دوريا، ويراقب ذلك قسم الجودة من خلال متابعة معدلات الآداء الشهرية، للتأكد من استمرار تقديم الخدمة الطبية على أعلى مستوى، طوال فترة تواجد المريض بالمستشفى.
التغذية العلاجية وسلامة الغذاء
د. جلسن صالح، رئيس قسم التغذية العلاجية بالمستشفى، قالت أن التغذية العلاجية في 57357، ترتكز على 3 أنواع، هي التغذية المعروفة بشكلها الطبيعي للوجبات، أو التغذية الوريدية، أو الأنبوبية، حسب حالة كل طفل مريض، فهي ما يحدد شكل بروتوكول التغذية، وطريقة تناول الغذاء للمريض، ويتم عمل تقييم تغذوي خلال أول 24 ساعة لدخول المريض المستشفى، من خلال فحوصاته وحالته الصحية، وطوال فترة تواجده فى المستشفى، ويتم على أساسه إعداد خطة التغذية.
وأشارت د. عفاف أمين، استشاري ورئيس قسم سلامة الغذاء ب 57357، إلى تطبيق إجراءات مشددة بالمطبخ، من حيث النظافة، والتعقيم، والتطهير، للأشخاص وكافة الأسطح، وتنفيذ كافة معايير سلامة الغذاء وبدقة عالية، وتراقب نظافة العاملين، وتعقيم الأيدي وغسلها بشكل متواصل كل ثلثي ساعة، وارتداء القفازات وغيرها، وحمل كافة العاملين لشهادات صحية، إضافة إلى اختلاف طرق تخزين الطعام في درجات حرارة وبرودة متباينة، حسب كل نوع، ولون، وذلك منذ استلام الأغذية من قبل لجنة متخصصة.