تصحو وتنام على صوته.. لا تأكل إلا إذا أكل.. ولا تخرج إلا بعد استئذانه.. ولا ترى قطعة ملابس إلا لتعجبه.. ولا تبتكر تسريحة جديدة إلا لتنال رضاه،ولا تكلم البعض بناء على أوامره..
بصراحة تكون خاتما في إصبعه.. وبعد كل ذلك يحدث الفراق ،فكيف تنسى الحبيب الذي يسكن القلب ويأبى الخروج منه مثل الورم السرطاني.. وكيف يستطيع الأحبة رجالا ونساء أن ينسوا من تسببوا في جروحهم ،ويبكون حتى جفت الدموع؟!
ولأن الحب مثل الهواء الذي يتنفسه الجميع، فإن خبرة الحياة والآخرين هي أفضل دليل نسيان الحب الذي يؤلمك.. فكيف إذن النسيان؟
أولاً:
أن تحمد الله سبحانه وتعالى أنك علمت الحقيقة مبكرا بدلا من ضياع عمرك مع من لا يستحق.. هذا يعطيك مبررا قويا لتصدق بأن ما حدث كان لصالحك وتؤمن بالحديث القدسي الذي يقول: “يا ابن آدم لو اجتمعت الجن والإنس على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشئ قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا علي أن يضروك بشئ ماضروك بشئ إلا وقد كتبه الله عليك”.
ثانياً:
“أن تؤمن بنفسك وبقدرتك على العطاء ،وأنك لم تكن مقصرا في شيء ،وبالتالي فأنت الطرف المظلوم.. والإحساس بالظلم أفضل من أن تكون ظالما فهذا يعطيك أرضية ثابتة لتقف عليها.. منتظراً عودة حقك إليك عاجلاً او آجلا ،وستكون مرتاح الضمير لأنك لم تسبب جرحاً لأحد ولم تسيء لأحد.
ثالثا:
التوقف عن سماع الأغنيات التي تذكرك بالحبيب.
رابعاً:
تغيير رنات هاتفك المحمول التي تذكرك بالحبيب وشطب رقم هاتفه.
خامسا:
التخلص من الذكريات المادية التي تخص هذا الحبيب ،سواء بإهدائها لآخرين،أو وضعها في أقرب سلة قمامة لأن صاحبها لا يستحق.
سادسا:
التخلص من ملابسك التي تذكرك بالحبيب ،لأنها لن تكون سترا لجسدك ،بل ستكون نارا تنهش في جلدك ومشاعرك.
سابعاً:
الاعتقاد بقوة بأن الطرف الآخر يعاني بظلمه لك ،وأنه ليس سعيداً في حياته.. وبالتالي الإحساس بالراحة الداخلية بأن حقك سيعود إليك لأنك لم تكن ظالماً.
ثامناً:
عدم الدخول في تجربة حب جديدة ؛دون التخلص من العدوان القديم على قلبك ومشاعرك ،حتى لا تظلم طرفاً جديداً بقلبك المجروح ،لأنك إن فعلت سوف تتعامل مع حبك الجديد بالقلم والمسطرة قياسا على آلام الطرف الآخر التي تركها بداخلك ،وحتى لا تسقط في دوامة المقارنة فتخسر حبك الجديد.
تاسعا:
إذا أعاد لك حبيبك السابق هداياك التي أهديتها إليه يوماً ما ،فلا تفتحها لتقلب عليك المواجع،ولاتحتفظ بها ولو لدقائق ،بل تخلص منها كما هي فورا.
عاشراً:
لا تتردد على الأماكن والطرقات التي كنتما تقضيان فيها بعض الوقت كالكازينوهات والكورنيش وغيرها من أماكن.
حادي عشر:
تغيير عادات الأكل والنوم والاستيقاظ من الألف إلى الياء.
ثاني عشر:
عدم التحدث عن الشخص أو العلاقة مع أي طرف ثالث سواء من ناحيتك أو من ناحية الحبيب،لأن الحديث فيما فات سيعيدك إلى نقطة الصفر.
ثالث عشر:
لا تكتم بكاءك إذا اضطررت إليه ،خاصة وأنت وحدك لأن البكاء يعطيك قوة دفع للأمام وندما على ما فات ،ويخلصك من التوتر الناشئ عن الوحدة بعد فراق الحبيب.
رابع عشر:
لا تتذكر من الحبيب إلا سيئاته ،وسوف يعطيك ذلك مبررا بأنه لم يستحق تضحيتك أو الاستمرار معه.
خامس عشر:
كل الجروح تحتاج إلى ما يخفف آلامها،وجرح الحبيب يحتاج إلى نظام جديد من النزهة وترضية النفس وليس جلد الذات والبكاء على ما فات.
سادس عشر:
إفراغ شحنة التوتر والمشاعر المجروحة في هواية مفيدة،كالرسم،او الموسيقي،أو المشي،أو الرياضة،او القراءة،او أي شئ يجعل تفكيرك مشغولا بعيدا عن الماضي .
سابع عشر:
الدخول في صداقات جديدة بعيدا مؤقتا عن الصداقات المشتركة مع الحبيب السابق.
ثامن عشر:
الابتعاد تماما عن المهدئات أو المخدرات ،لأنها لن تحل المشكلة،بل تؤجل المواجهة حتى لحظة الإفاقة من المهدئ ،أو المخدر فيضطر المجروح لزيادة الجريمة ،وبالتالي يذهب مطيعا إلي الإدمان.
تاسع عشر:
لا تستسلم إلى الراحة وكثرة النوم،فالنوم صديق الوحدة،والوحدة قرين التفكير، والتفكير سيقودك للذكريات.. فأخرج إلى الشارع والرحلات والأنشطة ،حتى إذا حل موعد نومك، نمت نوما عميقاً لا تشوبه الهواجس والكوابيس والأرق.
عشرون:
اتبع المثل الصيني العميق الذي يقول “كنت أبكي لأنني أمشي بدون حذاء، ولكنني توقفت عن البكاء عندما رأيت رجلاً بلا قدمين”. واحمد الله على ما حدث فرب ضارة نافعة.