أما قبل..
فقد كنت أحسبني مهما يا سيدي..
مهما، لتلك الدرجة التي يتصدق فيها بروحه دون تردد..
ويبيع النبض لينقذني من سقوط لم يكن هو سببه..
ثم؟!..
ثم اكتشفت أنني غارق في حسن الظن..
فليست كل القلوب بيضاء كما كنت مقتنعا..
وليست كل الطيور على أشكالها تقع..
وليست كل الرياح حينما يغضب الموج تحنو على السفن..
اكتشفت يا سيدي أنني واهمٌ..
أنني آاااثمٌ..
من حيث أتيت أبتغي القربى..
وأن يده التي خلتها ستنقذني..
هي التي دفعتني لأسقط حتى آخر دركة فالتهمني الوجع..
وكم كنت ذلك الأحمق..
حين جننت بخيالات الهوى..
فصممت أذني عن كل نصيحة..
لم ألتفت..
وألف نداء يحذرني..
أيها الغبي توقف..
نحن على مشارف المجهول..
هذا شعب..هذا درب..
أما الثالث منعطف..
لكنني يا سيدي..
تبعت قلبي وألقيت دفاتر النصح في سلال المهملات..
فما كان إلا أن تبعتها مُلقى..
ولااااا أسف..
-#يليه..
وفي الصفحة الأولى من الفصل الأربعين بعد اللا معدود من الحزن..
أيها المصلوب على خشبة الخيبة من ألف خيبة..
آن لك أن ترخي قبضتك قليلا..
وقد أينعت سنابل اللا مبالاة وحان وقت الحصاد..
فدعهم يعبرون..
ولا تلتفتْ لما يسقطِ..
ومن يسقطُ..
ومن يرجو..
ومن يقنط..
فلن ينبت بين كفيك زهرٌ على حجرٍ..
والله، إن قُدرتْ هنا عودةٌ..
سيقتلك الحجرُ عندما يفرُطُ..
رفعت الأقلام..
وجفت الصحف..
انتهى..
النص تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..
ملحوظة: يفرُط يعني يعاجل بالعقوبة..