يشير بحث جديد إلى أنه، بعد ما يقرب من 13.8 مليار سنة من التوسع المستمر، يمكن للكون أن يصل إلى طريق مسدود، ثم يبدأ في الانكماش ببطء.
في هذا البحث، حاول العلماء تصميم نموذج لطبيعة الطاقة المظلمة -وهي قوة غامضة يبدو أنها تتسبب في توسع الكون بشكل أسرع. في النموذج الذي أعده الفريق، لا تكون الطاقة المظلمة قوة ثابتة من قوى الطبيعة، ولكنها كيان يسمى “الجوهر”، ويمكن أن يتحلل بمرور الوقت.
وجد الباحثون أنه، رغم تسارع توسع الكون على مدى مليارات السنين، فإن القوة الطاردة الناتجة عن الطاقة المظلمة قد تضعف، وبالتالي يمكن أن ينتهي تسارع الكون خلال 65 مليون سنة مقبلة. ثم، في غضون 100 مليون سنة، يمكن أن يتوقف الكون تمامًا، ويدخل عصر الانكماش البطيء الذي ينتهي بموت -أو ربما إعادة ميلاد الزمكان (الزمان والمكان).
منذ التسعينيات، أدرك العلماء أن تمدد الكون يتسارع؛ تتسع المسافة بين المجرات حاليًا بشكل أسرع مما كانت عليه قبل مليارات السنين. أطلق العلماء على المصدر الغامض لهذا التسارع الطاقة المظلمة، وهي كيان غير مرئي يعمل عكس الجاذبية، ويدفع الأجسام الضخمة في الكون لتتباعد عن بعضها البعض.
قال المؤلف المشارك في الدراسة بول شتاينهاردت، مدير مركز برينستون للعلوم النظرية بجامعة برينستون: “السؤال الذي نطرحه: هل يستمر هذا التسارع إلى الأبد؟” “وإذا لم يكن الأمر كذلك، فما هي البدائل، ومتى تتغير الأمور؟”
في هذا السيناريو، يتباطأ التمدد المتسارع للكون بالفعل. وربما يتوقف هذا التسارع تمامًا، ثم، في غضون 100 مليون سنة من الآن، يمكن أن تصبح الطاقة المظلمة قوة جذب، مما يتسبب في بدء الكون بأكمله في الانكماش، ثم الانهيار على نفسه.
وقال شتاينهاردت إنه، يمكن أن يحدث أحد أمرين. إما أن يتقلص الكون حتى ينهار على نفسه، أو ينتهي “الزمكان” الذي نعرفه، أو يتقلص الكون بما يكفي ليعود إلى حالة مشابهة لظروفه الأصلية، ويحدث انفجار عظيم آخر، مما يخلق كونًا جديدًا من رماد الكون القديم.
في هذا السيناريو الثاني، يتبع الكون نمطًا دوريًا من التمدد والانكماش، والانكماش والارتداد، حيث ينهار باستمرار ويعاد تشكيله. وإذا كان هذا صحيحًا، فقد لا يكون كوننا الحالي هو الأول أو الوحيد، ولكنه فقط الأحدث في سلسلة لا نهائية من الأكوان التي توسعت وتقلصت قبل كوننا.
المذهل أن القرآن الكريم جاء بكل هذه المعاني قبل ما يزيد على 14قرنًا. ويمكن الدخول على الإنترنت لقراءة تفسير آيات “يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب، كما بدأنا أول خلق نعيده”، و “أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رَتْقًا ففتقناهما”، وغير ذلك من الآيات والمعجزات القرآنية التي يقف أمامها العقل مذهولًا!