وهذه الدورات تهدف إلى بناء وعي رشيد مستنير
ويؤكد :
قضية المصطلحات والمفاهيم ضرورية للإعلامي كونها قضية قديمة ومتجددة
وطرح القضايا يختلف باختلاف ثقافة المستمع وما يستوعبه المتلقي
كتب عادل يحيى
في إطار الدور الريادي الذي تقوم به وزارة الأوقاف المصرية في نشر الفكر الوسطي وتصحيح المفاهيم، عُقدت المحاضرة الثانية اليوم السبت 14/ 5/ 2022م لدورة اتحاد الإذاعات الإسلامية بأكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين بمدينة السادس من أكتوبر، للأستاذ الدكتور/ أحمد حسين عميد كلية الدعوة الإسلامية جامعة الأزهر بالقاهرة، بعنوان: “تصحيح المفاهيم المغلوطة”.
وفي بدايتها أشاد أ.د/ أحمد حسين بهذه الدورة التي تهدف إلى تلاقي الوجوه وتقارب وجهات النظر وإلى بناء وعي رشيد مستنير ، مشيدًا بأكاديمية الأوقاف الدولية، مؤكدًا أنها صرح أكاديمي عظيم يسعى إلى خدمة الدين والشعوب.
وفيما يخص تصحيح المفاهيم المغلوطة أكد عميد كلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة أن لدينا علومًا شتى تقوم على فكرة المفاهيم، وأنه ليس هناك مفهوم مما شاع إلا وله تعريف وذكر لدى العلماء، فقضية توضيح وتصحيح المصطلحات والمفاهيم ضرورية للإعلامي، حيث إنه يخاطب الجماهير على مستويات متعددة من الثقافة، فليس الكل لديه الإحاطة الكاملة بكل المفاهيم، ولا يمكن لمن يتحدث عن قضية من القضايا أن يكون غير ملم بالمفاهيم الخاصة بها.
وأشار إلى أن طرح القضايا يختلف باختلاف ثقافة المستمع، كما أن هناك العديد من القضايا التي يرجع فيها إلى الأحكام الشرعية في إطار قول النبي (صلى الله عليه وسلم): “إنَّ اللهَ حَدَّ حدودًا فلا تَعْتَدُوها، وفرض فرائضَ فلا تُضَيِّعُوها، وحَرَّمَ أشياءَ فلا تَنْتَهِكُوها، وتَرَكَ أشياءَ من غيرِ نِسْيَانٍ من ربِّكم ولكن رحمة منه لكم فاقْبَلُوها، ولا تَبْحَثُوا عنها”، وأكد أنه لابد من أن نتحلى بأدب الحوار وأن نفرق بين ما هو مباح وما هو واجب، مؤكدًا أن النبي (صلى الله عليه وسلم) لم يضيق على أمته فيما هو مباح، وأن النصوص مفصلة فيما هو ثابت بينما أجملت فيما هو مباح.
وتناول فضيلته بعض المصطلحات التي تحتاج إلى تصحيح بالذكر والبيان والتوضيح ومنها مصطلح : التكفير والجهاد والجزية، مبينًا أن الكفر والتكفير لم ينتشرا إلا بظهور الخوارج، وقد جاء النهي عن إطلاق هذه الكلمة، حيث قال النبي (صلى الله عليه وسلم) : “إذا قال الرجلُ لأخيهِ يا كافِرُ باءَ بِه أحَدُهما”، مؤكدًا أن الجهل هو السبب الرئيس لاستعمال الخوارج لمصطلحات التكفير، حيث إنهم لم يتجهزوا بعلوم السنة والشريعة فجعلوا للمرء دائرتين الإيمان والكفر، وفي الجانب الآخر فإن المعتزلة جعلوا الأحكام دائرة بين ثلاثة منازل الإيمان والكفر والمنزلة بين المنزلتين، وحكم كل من الخوارج والمعتزلة على كل من ارتكب ذنبًا بالخلود في النار، سواء أكان هذا الذنب صغيرًا أم كبيرًا.
وفيما يتعلق بمصطلح الجهاد أكد أن هناك فرقًا بين جهاد الدفع وجهاد الطلب وأن النبي (صلى الله عليه وسلم) لم يرد عنه أنه جاهد جهاد طلب قط، ولكنه كان يدافع ويرد حرب الخصوم، مضيفًا أن الإسلام يؤكد على حرية المعتقدات، حيث يقول الله (عز وجل) : “لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ”، مضيفًا أن النبي (صلى الله عليه وسلم) لم يبدأ بقتال غيره ولم يغِر على عدوه ابتداءً وإنما كان جهاده جهاد دفع وليس جهاد طلب، مضيفًا أن مصطلح الجزية من المصطلحات التي لم يعد لها استخدام في عصرنا لأن هذا المصطلح نشأ في ظروف معينة وبعد مشاركة غير المسلم للمسلم في الدفاع عن وطنهم وأرضهم لم يعد لهذا المصطلح استخدام في عصرنا الحاضر.