الاخبارية – وكالات
أشارت دراسة بريطانية حديثة إلى أن مكملات الكالسيوم التي يتناولها ملايين البريطانيين لتعزيز صحة العظام يمكن أن تسبب تلفا في القلب لدى بعض الأشخاص.
ويأتي التحذير في الوقت الذي تظهر فيه الأبحاث الجديدة أن كبار السن الذين يعانون من مشكلة قلبية شائعة هم أكثر عرضة للوفاة بنسبة الثلث، لأي سبب، إذا تناولوا الحبوب. وتضاف هذه النتائج إلى الأدلة المتزايدة على أن الكالسيوم الزائد في الجسم يمكن أن يكون له تأثير سلبي على صحة الإنسان، وفقا لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
وعادة ما توصي هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا NHS، بأن يتناول الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما مكملات مجمعة من الكالسيوم وفيتامين Dللمساعدة في الحفاظ على صحة العظام، في حال لم يكن النظام الغذائي لدى الشخص صحيا. حيث يعد فيتامين D ضروري لمساعدة الجسم على امتصاص الكالسيوم بشكل صحيح. ومع ذلك، فقد أثارت عدد من الدراسات في السنوات الأخيرة تساؤلات حول سلامة هذه النصيحة.
في عام 2019، حلل علماء من جامعة تافتس في ماساتشوستس السجلات الطبية لـ 27 ألف شخص في الولايات المتحدة ووجدوا روابط بين الجرعات العالية من الكالسيوم والسرطان. كما وجدت مراجعة نشرت في المجلة الطبية البريطانية (BMJ) في عام 2010، حدوث معدلات أعلى بشكل ملحوظ من النوبات القلبية لدى أولئك الذين يتناولون الكالسيوم، على الرغم من أن سبب ظهور هذه المشكلات بالضبط لم يكن واضحا.
في حين تشير الدراسة الحديثة التي نشرت في مجلة “القلب”، إلى أن أولئك الذين يعانون من تضيق الأبهر ويتناولون الكالسيوم، مع أو بدون فيتامين D، كانوا أكثر عرضة للوفاة من مشاكل في القلب من أولئك الذين لم يتناولوا المكملات، حيث كان لديهم أيضا خطرا أعلى بنسبة 48% للحاجة إلى جراحة لاستبدال الصمام، وكانوا أكثر عرضة للوفاة بنسبة 31 % لأي سبب.
ويحدث تضيق الأبهر نتيجة تراكم الكالسيوم على وريقات الصمام، الأنسجة الرقيقة التي تفتح وتنغلق، والتي تؤدي بمرور الوقت إلى تيبسها، مما يؤثر على قدرتها على الفتح والإغلاق.
ووينصح الخبراء في الوقت الحالي أي شخص ليس لديه حاجة طبية محددة بعدم تناول الحبوب، حيث وصفها أحد علماء التغذية بأنها خطيرة وبدون أي فائدة واضحة. حيث قال البروفيسور تيم سبيكتور، عالم الأوبئة في كينغز كوليدج لندن: “في رأيي، هناك أدلة كافية للقول إن الكالسيوم مكمل خطير لا ينبغي أن يكون متاحا بدون وصفة طبية، ولا ينبغي وصفه إلا إذا كان شخص ما يعاني من نقص كبير في الكالسيوم”. فيما أشار البروفيسور ديفيد نيوبي، رئيس مؤسسة دوق إدنبرة لأمراض القلب في جامعة إدنبرة، إلى أنه “بالنسبة للأشخاص الذين ليس لديهم أي مؤشر طبي للكالسيوم، ويأخذونه لأنهم يعتقدون أنه يجب عليهم ذلك، فقد يترافق الكالسيوم مع تهيج صمامات القلب وقد يرغبون في مناقشة هذا الأمر مع طبيبهم أو التفكير فيه عن كثب”.
ويعد الكالسيوم عنصر غذائي حيوي ضروري لصحة العظام والأسنان وهو مهم أيضا لتنظيم تقلصات العضلات، بما في ذلك ضربات القلب، والتأكد من تجلط الدم بشكل طبيعي، حيث يتواجد الكالسيوم بشكله الطبيعي في منتجات الألبان والخضروات ذات الأوراق الخضراء وبعض الأسماك. ويمكن أن يؤدي نقص الكالسيوم إلى حالة تسمى الكساح عند الأطفال، والتي تؤثر على نمو العظام، وأمراض ترقق العظام وهشاشة العظام في وقت لاحق من عمر الإنسان، ما يزيد من خطر الإصابة بكسور مؤلمة.
وتوصي الإرشادات السريرية الوطنية لهشاشة العظام بحد أدنى 700 مغ من الكالسيوم يوميا، والتي يمكن تحقيقها عن طريق استهلاك حصتين صغيرتين من الجبن الصلب مثل الشيدر والزبادي أو كوب صغير من الحليب. كما أن العديد من الأطعمة، بما في ذلك حبوب الإفطار وبعض الخبز، مدعمة بالكالسيوم، حيث تعتبر الأسماك التي تؤكل كاملة مع العظام، مثل السردين والبلشارد وسمك وايتبيت، مصادر غنية أيضا. في حين يمكن أن تحتوي المكملات الغذائية على ما يصل إلى 1200 مغ لكل جرعة.