انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة وجود المشردين من حالات المرضى النفسيين والمختلين عقليا والمسنون الذين تخلى عنهم أبناؤهم بعد وصولهم مرحلة الشيخوخة وهم يهيمون في الشوارع بلا مأوى او رعاية او علاج وهم يلبسون ملابس رثة ويتعرضون للأسف الشديد لكافة أنواع المهانة والضرب والتحرش سواء من بعض الناس أصحاب القلوب الحجر والضمائر الميتة او من قبل البلطجية نتيجة نومهم في الشوارع وتحت الكباري لأنهم لا يجدون يد الرحمة التي تمتد إليهم وتنقذهم من هذا الواقع المؤلم والمميت
وقد أطلقت الدولة مشكورة المبادرة الرئاسية أطفال بلا مأوى من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي لحصر هؤلاء الأطفال وتقديم الرعاية لهم فإن هؤلاء المشردون من حالات المرضى النفسيين والمختلين عقليا والمسنون يستحقون الاهتمام لأنهم يتزايدون يوما بعد يوم في ظل عدم الاهتمام بهم من قبل المختصين وجمعيات حقوق الإنسان و أينما ذهبت عيونك تجدهم في الشوارع العامة وأمام دور السينما وفي الأماكن المهجورة و بجانب صناديق القمامة وعلى الطرق السريعة ويشاركون القطط والكلاب الضالة في أكلهم ونومهم وهناك من يقدم لهم العطف و الإحسان والآخر قد يتجرد من مشاعره الانسانية و يتصرف معهم بقسوة متناهية غير مبالي بحالتهم النفسية والعقلية وكثيرون منهم لا يعرفون لهم عنوانا او اسما.
وبلا شك هؤلاء المشردين خاصة من حالات المرضى النفسيين والمختلين عقليا هم قنابل موقوتة في الشارع المصري لانهم يمكن ان يصدر عنهم اي تصرفات دون وعي او ادراك يؤذي أنفسهم او يؤذي الآخرين ويرتكبون جرائم جنائية منها القتل وهذا ما قرأنا عنه خلال الفترة الأخيرة وهناك ما هو أخطر حيث يقوم هؤلاء المشردون بعبور الشارع والطرق السريعة دون الانتباه للسيارات المارة فيقعون صرعى تحت عجلاتها دون ذنب او جريرة من سائق السيارة الذي يتم محاكمته وحبسه خلف القضبان بتهمة القتل الخطأ وهناك أمثلة كثيرة علي ذلك.
ويجب علي المختصين ووزارة التضامن الاجتماعي التي لديها فرق التدخل السريع ووزارة الصحة ودور المسنين وجمعيات حقوق الإنسان ومؤسسات المجتمع المدني ان يبذلوا مزيدا من الجهد ومد يد الرحمة لهؤلاء المشردين وإيجاد إيواء مناسب لهم وتقديم الرعاية الطبية لهم لان المرض النفسي والعقلي هو مرض مثل جميع الأمراض يحتاج إلى العلاج والرعاية وهم لهم الحق في المعاملة الإنسانية الكريمة والاهتمام بدلا من تركهم يهيمون على وجوههم في الشوارع مهددين المجتمع بمزيد من الجرائم وربنا يعافينا جميعا من شر الأمراض وتقلب الزمن.