كتب مصطفى الدمرداش – إبراهيم أحمد
دعا الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) حكومات العالم إلى تقديم مزيدٍ من الدعم لحلول النقل الآمن لبطاريات الليثيوم، من خلال تطوير واعتماد مجموعةٍ من المعايير الخاصة بالفحص والاختبار ضد الحرائق ومشاركة المعلومات حول الحوادث.
وتبرز الحاجة إلى اعتماد معايير فعّالة على مستوى العالم لضمان أعلى مستويات السلامة، كما هي الحال بالنسبة للعديد من المنتجات المنقولة جواً. ويتمثل التحدي في نمو الطلب العالمي المتسارع على بطاريات الليثيوم (يسجل السوق نمواً سنوياً بنسبة 30%)، ما يُسهم في دخول العديد من شركات الشحن الجديدة ضمن سلاسل توريد الشحن الجوي. وفي هذا السياق، تُعد حالات الشحنات غير المصرح بها أو المصرح بها بطريقة خاطئة، على سبيل المثال، من أبرز المخاطر التي يواجهها القطاع.
ولطالما دعت إياتا حكومات العالم لتعزيز جهودها الرامية إلى تطبيق لوائح السلامة الخاصة بنقل بطاريات الليثيوم، وتشمل هذه الجهود تشديد العقوبات المفروضة على عمليات الشحن الاحتيالية وتجريم المخالفات الفاضحة أو المتعمدة. كما طالبت إياتا الحكومات بتعزيز هذه الأنشطة من خلال تدابير إضافية:
· تطوير معايير وعمليات الفحص المتعلقة بالسلامة لبطاريات الليثيوم
تستطيع الحكومات وضع مجموعة من المعايير والعمليات المحددة لدعم النقل الآمن لبطاريات الليثيوم، كتلك المعتمدة لضمان أمن الشحن الجوي، ما يعزز كفاءة العمليات الخاصة بشركات شحن بطاريات الليثيوم. ومن المهم أن تستند هذه المعايير والعمليات على النتائج وتتسم بطابع من العالمية والاتساق.
· تطوير وتنفيذ معيار للاختبار ضد الحرائق لاحتواء الحرائق الناجمة عن بطاريات الليثيوم
يتعين على الحكومات أن تعتمد معياراً اختبارياً للحرائق، بما فيها تلك الناجمة عن بطاريات الليثيوم، من أجل تقييم تدابير الحماية التكميلية التي يُمكن إضافتها على أنظمة إطفاء الحرائق المثبتة بالفعل في مقصورة الشحن.
· تعزيز مساعي جمع بيانات السلامة وتبادل المعلومات بين الحكومات
تتسم بيانات السلامة بأهمية كبيرة لفهم المخاطر المتعلقة ببطاريات الليثيوم والتعامل معها بكفاءة، علماً أنّ عدم توافر ما يكفي من البيانات ذات الصلة يحدّ من القدرة على فهم فعالية أيّ من هذه التدابير، ويُعدّ تحسين آفاق التنسيق وتبادل المعلومات بين الحكومات والأطراف الفاعلة في القطاع بشأن الحوادث الناجمة عن بطاريات الليثيوم عاملاً رئيسياً للمساعدة في التعامل مع المخاطر المتعلقة بهذا النوع من المنتجات بكل فعالية.
وتدعم هذه التدابير المبادرات البارزة التي تطرحها شركات الطيران وشركات الشحن والجهات المُصنعة لضمان النقل الآمن لبطاريات الليثيوم. وتضم هذه التدابير:
· تحديث اللوائح الناظمة المتعلقة بالبضائع الخطيرة وإعداد المواد الإرشادية التكميلية.
· إطلاق نظام الإبلاغ عن حوادث البضائع الخطرة، والذي يُزود شركات الطيران بآلية لتبادل المعلومات بشأن الحوادث المتعلقة بالبضائع الخطرة غير المصرح بها أو المصرح بها بطريقة خاطئة.
· وضع إطار عمل لإدارة مخاطر السلامة المرتبطة بنقل بطاريات الليثيوم على وجه التحديد.
· إطلاق مركز تميّز المدققين المستقلين لبطاريات الليثيوم (CEIV) التابع للاتحاد الدولي للنقل الجوي، من أجل تحسين عمليات المناولة والنقل الآمن لبطاريات الليثيوم على امتداد سلسلة التوريد.
وقال ويلي والش، المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي: “تتفق شركات الطيران والشحن والجهات المُصنّعة والحكومات على أهمية النقل الجوي الآمن لبطاريات الليثيوم، إذ تعدّ مسؤولية مشتركة بين جميع هذه الأطراف. ويؤكد القطاع ضرورة التطبيق المستمر للمعايير المعتمدة ومشاركة البيانات الهامة بشأن عمليات الشحن الاحتيالية، لكن يتسم دور القيادات الحكومية بأهمية كبيرة في بعض المجالات؛ مثل الالتزام الصارم باللوائح الناظمة الحالية وتجريم المخالفات لتحذير شركات الشحن الاحتيالية على نحوٍ واضح. كما بإمكان القطاع أن يكون أكثر مرونةً وكفاءة، من خلال تسريع جهود وضع معايير الفحص وتبادل المعلومات واحتواء الحرائق”.