.
أرتّقُ ما تبقّى من نشيدي = بأنّاتِ المواجعِ في القصيدِ
.
يطير فؤاديَ المجروحُ خلفي = إلى ذكرى الأوائل والجدودِ
.
إذا جُرحت عروبتُنا بظفرٍ= تطاولَ نابُهم مثلَ الأسودِ
.
عروجًا كانت الدنيا إلينا = تمدُّ لنا ضحىً كفَّ العهود
.
فأيُّ عروبةٍ آوي إليها = وقد لُقّبتُ فيها بالطريد
.
إذا قالوا الشآم احمرَّ وجهي = كأن القلبَ ينبض من جديد
.
دموع الناس فوق الخدّ تجري = ودمع الشام يسري في وريدي
.
ألا يا شام قولي ما الحكايا = فقد غابت مراسيلُ البريدِ
.
سألتك لهفةً أن تخبريني = عن الأطفال عن كعكٍ وعيدِ
.
هل الحنّاءُ ما زالت تغني = على أيدي ال ( البثينةِ) والعنودِ
.
إذا سُئلَ الجناةُ عن العذارى = تفنّنَ غاصبوها في الردودِ
.
إذا ما هّنّدَ الجبناءُ فُرْسًا = تباعُ نساءُ بيتكَ للهنودِ
.
بكاؤكِ يابثينةُ مثلَ فأسٍ = يكسّرُ أضلعي لا ، لا تعيدي
.
يسيل هواك فوق الدمع نورًا = يواسي ظلمة المنفى البعيد
.
على كف الهموم وضعت خدي= أصابعُ حيرةٍ قضّت رقودي
.
فأقسى الحزنِ ما بي من ضياعٍ= وما أقسى المسيرِ إلى الشرودِ
.
وما لي من ديارٍ غير جسمي = لتبسطَ حزنها فوق الوصيدِ
.
بلاد الله تفصلها حدودٌ = وقد صارت قراك بلا حدودِ
.
لِمَ الأبوابُ قد فُتحت لفرسٍ = تناسلَ غيّهم فوق اللحودِ
.
فيا خضراءَ فوق الروح داسوا = وقد جلبت خطاهم كل بيد
.
وما راعَوا عهودًا فيك يومًا = فقد سفك الوعيدُ دمَ الوعودِ
.
صدورهمُ بيوتٌ من ظلامٍ = أضالعها أظن من الجريدِ
.
وقد جاءوا بمحرابٍ جديدٍ = لهُ حشدوا وصلوا بالحشود
.
هنا أقدامهم وهناك مالت = رؤوسهمُ بأقوال العبيدِ
.
صلاتهمُ تظلُّ بلا سلامٍ = أصابعُ زيفهم لمن الشهودِ
.
بفتنتهم يقولون اتّحدنا = وما النيرانُ تُطقأُ بالوقود
.
إذا كثرَ الجدالُ بدار قومٍ = حديثهمُ بلا قولٍ سديد
.
وحولَ صِحافِكِ الأممُ استدارت وقد ملؤوا الوثائقَ بالبنودِ
.
رحىً تهوِي البيوتٌ على بيوتٍ = وسحرُ قراك ماضٍ في الصعودِ
.
نخيلك مرضعاتٌ راضعاتٌ = من الطين المحنّط بالصمودِ
.
يقولون المنابر قد تهاوت = سترفعُ رأسها بعد السجودِ
.
يقولون الشآم تموت عسرًا = فقلت اليسرُ يُولدُ من شديد
.
يبيتُ غبارُ بيتٍ إ ذ تهاوى = بقصرٍ فينِا من دمنا مَشيدِ
.
سيخنقُ عطرُ صبرك كل غيمٍ= فزيدي من أريج الصبر زيدي
.
ظننتِ الحبَّ يهزمُ أيَّ حربٍ= وقلتِ الورد أقوى من جنودِ
.
فيا مسكينةً ربّيتِ جيلًا = على حمل المزاهر لا الحديدِ
.
فَشُدّي فوق خصر الحبِّ قوسًا = وخلّي طلقةً في كلِّ جيدِ
.
أريدكِ مثل حرف الله حقًّا = كآياتٍ بقرآنٍ مجيدِ
.
حمامُكِ طار يبحث عن ملاذٍ = وفيكِ الذئبُ في عيشٍ رغيدِ
.
ونوركِ لم يزل يعلو اتّقادًا = برغم القاحلات من السدودِ
.
أراكِ على شفير النار غيمًا = = تشبث بالشظايا ، بالجليدِ
.
رصيدكِ من حروفي نهرُ شعرٍ= وما لي غير شعري من رصيدِ
.
حملتُ هواكِ في أيام عمري = إذا وهنت يشدُّ هواكِ عودي
.
هرمنا ، مذ بعدنا عنكِ ، نأتي = بعكاز التحدي والصدودِ
.
يبيتُ صباحُك المخطوفُ عني = على ريحِ المنافي والرعودِ
.
إذا أُبعدتُ أو سجنوك عني= فلا الأرواحُ تُسجنُ بالقيود
.
فيا ليلى أنا ما عدتُ مثلي = عزفتُ عن النهودِ ، عن القدودِ
.
تقولينَ ارتحلتِ ، أمتَّ عمري = فقلتُ الشامُ أولى بالخلودِ