والشَّعَائِر الدِّينِيَّةِ هي مَظَاهِرُ العِبَادَةِ وَتَقَالِيدُهَا وَمُمَارَسَتُهَا والشعائر جمع شعيرة وهي ما ندب الشرع إليه وأمر بالقيام به. والابتعاد عمّا نهى عنه..
من اللافت للنظر انه رغم كثرة الشعائر في الإسلام وعظمتها وكل الشعائر عظيمة الا ان هناك تخصيص وتفصيل واشارة الى شعائر الحج.. وهي اعمال الحج وقرن معها القول ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب..
ولعل في هذا انذار ورسالة للجميع وتحذير من خطورة التهاون والاستهتار في قضية الشعائر كل الشعائر وليس الحج فقط..
من الأخطاء القاتلة التي يقع فيها الكثيرون السقوط في فخ الاستهانة بالشعائر الدينية تحت دعاوى غريبة ما انزل الله بها من سلطان من قبيل الكلام ده كان زمان ..او خوفا من اتهامات او ايحاءات من العلمانيين او المتعالمين وزبانيتهم ان هذا من قبيل التخلف والرجعية او ما يعتبره البعض من التسهيلات والسماحة والترخص وليس الرخصة في الدين لينطلقوا الى مزيد من التحرر والتحلل ومن ثم الى الانحلال والتفلت الى ظل ذي ثلاث شعب لا ظليل ولا يغني من اللهب!.
اخشى ان يقع البعض تحت طائلة من لا يعظمون شعائر الله وهم يبحثون تكأة او مهرب من التزام ديني او تحرر من واجب او التحلل من سنة تحت أي بند او باستخدام محلل شرعي او غير شرعي سمح له بشبه الهروب او الخلع.. فيتباطأ ويتكاسل ثم يتحلل ويتحرر..
خواطر كثيرة تواردت الى الذهن ونحن نعيش أيام الحج وما يصاحبها من شعائر امرنا الله بان نعظمها وجعلها دليلا على تقوى القلوب وقوة ايمانها..
فالبعض تكاسل عن الاضحية بحجة ان الغلاء فاحش والاسعار نار ..
والبعض الاخر قال ان الحمى القلاعية وانتشارها لا يشجع واوهم نفسه ان عدم الاضحية افضل من بهيمة مصابة متناسيا ان من شروط الاضحية سلامتها وحسنها سواء كان هناك مرض او لا ففي كل الحالات لايجوز التضحية ببهيمة معيبة..
أيضا هناك خطأ قاتل يروج له المتعالمون بانه يجوز التضحية بغير البهائم والضأن..قالوا بالديك والفرخة في واحدة من النكت السمجة والاستدلالات المعيبة والقبيحة المخالفة حتى للنص القرآني الواضح.. بهيمة الانعام ..والبدن..وهذا التنطع يدخل في باب عدم تعظيم شعائر الله المطلوب والمأمور به.!
ويرتبط بذلك محاولة الهروب من الاضحية او المشاركة فيها بالقول انه سيوزع نقودا بزعم ان ذلك افضل لحال الفقير.. وهو لا يعنيه في الأصل الفقير وشئونه ولو انهم كانوا يعقلون لعلموا ان رب الفقير هو الادرى والاعلم بما يصلح به الامر وايهما انفع الاطعام ام منح النقود ام الذبح واراقة الدماء في أيام الحج.
يدخل في هذا الباب الاستهانة بفرحة العيد والانتقاص منها والترديد بانه لم تعد هناك أعياد .. كان زمان ..وهذا خطأ فادح وفيه تعمد لقتل الفرحة وسرقتها وتشويه للشعيرة وابطال للسنة النبوية وعدم الامتثال للاوامر باظهار الفرح بالعيد وإظهار الوحدة والتكافل والتعاضد ونبذ الكراهية ونزع الغل والحقد من النفوس..
ان هؤلاء واشياعهم يسقطون في فخ الغواية ودعوات عدم التمسك باهداب الدين واضعافه في النفوس.. لم يستوعب هؤلاء الحكمة الإلهية من وراء تعظيم الشعائر والحث عليها وضرورة أن يكون هذا التعظيم كما أراده الله وليس بناءً على هوى النفس..
والاية الكريمة واضحة وصريحة “ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب” ولهذا عد كثير من العلماء إقامة الشعائر والتمسك بها دليلا وإشارة على الارتقاء في اعلى درجات الايمان والاستقامة أيضا.. فضلا عن كون تعظيم الشعائر من أسباب صلاح القلب واستقامته..
واذا كان تعظيم الشعائر دليلا على التقوى فان من تعدّى شعائر اللهفي المقابل فقد توعّده الله بالخسران ..قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ * حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ﴾ [الحج: 30 – 31].
من تعظيم الشعائر التهليل والتكبير في الأيام العشر وصوم يوم عرفة لغير الحاج وكثرة الابتهال الى الله سبحانه وتعالى في كل الأحوال والإخلاص له في العبادة ..
**”سأل عمر رضي الله عنه أُبَي بن كعب فقال له: ما التقوى؟ فقال أُبَي: يا أمير المؤمنين أما سلكت طريقًا فيه شوك؟ قال: نعم، قال: مافعلت؟ قال عمر: أشمّر عن ساقي وأنظر إلى مواضع قدمي وأقدم قدمًا وأؤخر أخرى مخافة أن تصيبني شوكة، فقال أُبَي بن كعب: تلك التقوى!
** قال طلق بن حبيب: إذا وقعت الفتنة فأطفئوها بالتقوى، قالوا: و ما التقوى؟ قال: أن تعمل بطاعة الله، على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله، على نورٍ من الله، تخاف عقاب الله..”
**يقول الحسن البصري: “ما زالت التقوى بالمتقين، حتى تركوا كثيرا من الحلال مخافة الوقوع في الحرام”، حيث قد تدفعك خشية الله تعالى إلى ترك بعض ما تحب خوفًا من الوقوع في الحرمات.
** غدا هو يوم عرفة وله فضل عظيم فاكثروا فيه من الدعاء لأنه من أكثر الأيام التي يعتق فيها الله عباده من النار وهو من المواقيت التي يستجيب الله تعالى فيها الدعاء..ومن افضل دعاء يوم عرفة ما جاء عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أنه قَالَ:«أَفْضَلُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ. وَأَفْضَلُ مَا قُلْتُ أَنَا، وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَحْدَهُ، لاَ شَرِيكَ لَهُ».
.. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
ـ اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني.
ـ ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات.
اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما تعطيهما من تشاء وتمنع منهما من تشاء ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك.
**اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ الْيُسْرَ بَعْدَ الْعُسْرِ وَالْفَرَجَ بَعْدَ الْكَرْبِ وَالرَّخاءَ بَعْدَ الشِّدَةِ. اللّهُمَّ ما بِنا مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْكَ وحدل لا إله إلّا أنتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَ أتُوبُ إلَيْكَ
**اللهم إليك مددت يدي، وفيما عندك عظمت رغبتي ، فاقبل توبتي، وارحم ضعف قوتي، واغفر خطيئتي، واقبل معذرتي، واجعل لي من كل خير نصيباً، وإلى كل خير سبيلاً برحمتك يا أرحم الراحمين.
وكل عام وانت بخير ..
Megahedkh@hotmail.com