متقلبونَ
وأنتِ أنتِ
حفيَّةٌ بيقينكِ القدسيِّ
موقنةٌ بغيمِكِ
سوف يرجعُ ذاتَ يومٍ
مثقلاً
بجميلِ ما نثَرته كفُّكِ
من ألقْ!
متقلِّبونَ
وأنتِ واقفةٌ
على النبعِ القديمِ
تطرِّزينَ ملاءةَ العشبِ الكسولِ
بما ابتدعتِ من البهاءِ
وما اقترحتِ من العَبقْ
متقلِّبونَ
ويا لصبركِ أنتِ
يا امرأةً
تظنُّ بأنَّها
منذورةٌ أبداً
لتُصلحَ ما يُخلِّفُه الخواءُ
من الخرابِ
وما يُسبِّبُه التحاسدُ
من رَهَقْ!
حتى متى
ستُغلِّقينَ
نوافذَ المنفى
وأبوابَ القلقْ!؟
أوَما تعبتِ
من ابتداعِ معاذرٍ
للآخرين
كأنها لا تستقيمُ مع السياقِ
ولا تسيرُ مع النَسَقْ!؟
هو حقُّكِ البشريُّ
في غضبٍ يليقُ
بما احتملتِ من الجراحِ
وما وجدتِ من الحُرَقْ
هو حقُّكِ الفطريُّ
في بعضِ النَزَقْ!
لم لا تردِّينَ السهامَ إلى مصادِرها
تُعيدين الرماحَ
لذاتِ وجهتِها
لماذا تنفقين الوقت كالمعتادِ
بحثاً عن بصيصِ الضوءِ
في هذا النفَقْ!؟
متقلِّبونَ
وأنتِ صاعدةٌ
إلى مرقى التغافلِ
والطريقُ طويلةٌ
شوكٌ
وأحجارٌ مسنَّنةٌ
ولا رفقاءَ في السفرِ الأشقْ
لله درك
كيف تبتكرينَ
آلافَ المرافىء
تصنعينَ قوارباً
سفناً وأشرعةً وأحلاماً
ولا تُلقينَ بالاً للغرقْ!
لله درك
كيف تستعلينَ
فوقَ الجرحِ
إثر الجرحِ
إثر الجرحِ
يا امرأةً تسامت وسعها
وعلت
تُرتِّقُ بالتسامي
كل فتق!