كتب عادل يحيى
في إطار الدور الريادي لجمهورية مصر العربية، ودور وزارة الأوقاف في نشر الفكر الوسطي المستنير داخل مصر وخارجها، عُقدت المحاضرة الثانية للمشاركين بالدورة العلمية المتقدمة المتخصصة لعدد ( ١٨ ) عالمًا من كبار علماء الهند، وعمداء كلياتها، وأساتذة جامعاتها، ورؤساء مؤسساتها الدينية والثقافية بأكاديمية الأوقاف الدولية بمدينة السادس من أكتوبر، حيث حاضر فيها فضيلة أ.د/ شوقي علام مفتي جمهورية مصر العربية اليوم السبت 16/ 7/ 2022م تحت عنوان: “أهم القضايا الفقهية المعاصرة”، بحضور د. أيمن أبو عمر رئيس الإدارة المركزية لشئون الدعوة.
وفي بداية محاضرته رحب أ.د شوقي إبراهيم علام مفتي الجمهورية بالحضور، معربًا عن شكره وتقديره لوزارة الأوقاف على الدعوة الكريمة وإتاحة الفرصة للقاء أهل العلم الذين أتوا من دولة الهند والتي تتميز بالوسطية والاعتدال على نهج الأزهر الشريف.
موضحًا أن الفتوى تحدد المعالم الأساسية للواقع المعاصر مع معالجة قضاياه، ومن هنا كان لا بد من معرفة الواقع المعاصر ومعرفة محددات الشريعة الإسلامية، حيث إن الواقع المعاصر تغير عن عصر النبوة، وإن كانت القضايا المعاصرة لم يأت عليها نص صريح في القرآن الكريم ولا في سنة النبي (صلى الله عليه وسلم) بصورة تفصيلية جزئية إلا أن النص الشريف يقدم الحلول للمشكلات العصرية في كل زمان ومكان بصورة تتميز بالحضارية والرحمة التي تميزت بها شريعة الإسلام، يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): “إنَّما أنا رحمةٌ مُهداةٌ”، فالرحمة استقرار وتعاون وتشارك وعمارة وتهذيب للنفس الإنسانية، والرحمة متغلغلة في كل التكاليف الشرعية ولا يوجد تكليف من التكليفات الشرعية منعزل عن الرحمة.
موضحًا أن المسلم يكرر ذكر اسم الله “الرحمن الرحيم” أكثر من ستين مرة يوميًّا، وينغمس فيه بصورة لفظية وسلوكية في كل لحظة من لحظات حياته، فالرحمة هي عنوان التكاليف الشرعية، وبتتبع التكاليف الشرعية نجد أن الشريعة إنما جاءت لجلب المصالح للخلق ودفع المفاسد عنهم في العاجل والآجل، ومن هنا فإن الفتوى تعمل على استقرار المجتمع وعمران الأرض والتعاون بين المجتمع ومراعاة الرحمة.
مشيرًا إلى أنه عند تطور المجتمعات ينبغي أن تكون الشريعة حاضرة وبفهم الواقع الذي نعيشه، فالشريعة قادرة على أن تعطي الأحكام عندما يدرك المجتهد والفقيه والمفتي النص الشرعي فهمًا، ومقصدًا، ومرامي، وغايات، مع تحصيل العلوم اللازمة لتحقيق ذلك، والتأكيد على أن عمل المجتهد أو المفتي عمل عقلي علمي في إطار النص الشرعي، بحيث يقوم بإنزال النص الشرعي على أرض الواقع المتطور، مع ضرورة إدراك الواقع بمعرفة علومه.