التنمية البشرية علم قديم وليس مستحدثة كما يقول المهتمون به فالمستحدث فيه تسميته فقط أما العلم ذاته فموجود ويستخدم منذ ظهور الإسلام الذي جعل من الإنسان جل اهتمامه ووضع الضوابط والأساليب لتنمية عقله وفكره وتطويرها كما ووضع الضوابط للوصول إلى الحلول الأصول للمشكلات إلى آخر اهتمامات التنمية البشرية فمن يتأمل علاقة علم النفس الإسلامي بالتنمية البشرية يجدها علاقة وثيقة الصلة وقديمة قدم ظهور هذا الدين
-تبلورت ملامحها تدريجياً من خلال تأكيد الدين الإسلامي على أن الإرادة الإنسانية تعد من أهم دوافع تقويم النفس البشرية وتطويرها ونماءها وذلك عن طريق إعمال العقل الذي سخره الله تعالى للإنسان ليميز الطالح من الصالح والصواب من الخطأ ، وبين له طريق الهداية وطريق الضلال
ويترك له الخيار بين كل هذه المسالك حسب مايهديه عقله وتدعمه إرادته ، فهذا العلم العتيق تعامل مع النفس البشرية كواقع وحاول تفسيرها من كل الجوانب وتفسير كل ما يحيط بها للتيسير عليها والرفق بها بعكس علوم النفس المستحدثة التي تزيد من أمور حياة النفس البشرية تعقيدا وتسلك طريقاً يخالف الصواب في التعامل معها ، بل وتحاول التشكيك في المنهج الإسلامي أو إستنساخ محتواه ببعض المصطلحات البراقة الجديدة لتثبت نجاحهاالمزعوم .
_ وللنفس البشرية سمات مميزة أوضحها تفصيلا الدين الإسلامي بالأدلة القاطعة والآيات الدامغة التي توضح الفرق بين الإنسان الإيجابي المنتج المتنامي والإنسان السلبي المتراخي ومن هذه السمات والتي ورد ذكرها صريحة في آيات الله الكريمة :
*الإشتهــــاء
وهو الرغبة والحب لشئ معين سواء كان من المحرمات أو الأمور المباحة والنفس السوية لا تشتهي إلا ماحلل الله وتتجنب ما حرمه يقول تعالى : لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا ۖ وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ “
*الوسوســـة
وهي حديث النفس الداخلي سواء بالخير أو الشر يقول تعالى :
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ
والوسواس يكون بالعقل أو القلب وتحويل إتجاه الأحاديث الخفية هو ما ركز عليه علم النفس الإسلامي في تنميته البشرية لأبناء آدم
*الظلـــــــــم
وهو تجاوز حد الحقوق سواء بالنسبة للنفس أو الغير وأسوء انواع الظلم هو ظلم النفس بالكفر بالله ثم تجاوز ذلك نحو ظلم الآخرين يقول تعالى :
وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ ۗ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ ۖ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ ۚ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ’