تستضيف مصر الدورة 27 مؤتمر الأطراف للأمم المتحدة بمدينة شرم الشيخ فى شهر نوفمبر من هذا العام 2022 لمواجهة أزمة التغيرات المناخية
فى البداية..
هذا المؤتمر فرصة لمصر لاستعراض رؤية واستراتيجية التنمية المستدامة وخطط البحث العلمى فى كيفية التغلب على المشاكل التى تسببها التغيرات المناخية والارتفاعات الحادة فى درجات الحرارة
إلى جانب ان هذا المؤتمر فرصة لمصر لتعزيز العلاقات مع دول العالم المختلفة وزيادة فرص الاستثمار
المقصود بالتغيرات المناخية…
هى ناتجة عن التقلبات الجوية الحادة فى درجات الحرارة الناتجة عن حرق الوقود الاحفورى،الفحم والمنتجات البترولية والأنشطة الصناعية وحرق الغابات وقطع الأشجار الامر الذى ينتج عنه انبعاث غازات الكربون وثاني اكسيد الكربون وغازات أخرى تسبب ظاهرة الاحتباس الحرارى فى الغلاف الجوى يؤدى إلى ارتفاع درجات الحرارة ارتفاعات حادة كما رأينا فى مواسم الصيف السابقة والموسم الحالى
هذا يؤدى إلى تغيرات ومشاكل كبيرة فى البيئة مثل الفياضانات والاعاصير والأمطار الغزيرة كما رأينا فى بلدان كثيرة
ونجد أن قطاع الزراعة وقطاع السياحة من القطاعات الأكثر تأثرا بالتغيرات المناخية وقطاع الزراعة على الأخص هو الأكثر تأثرا
من هنا نجد المشكلة الأهم هى ذويان الجليد مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات مياه البحار والمحيطات الامر الذى من شأنه ان يؤدى إلى تدهور اراضى الدلتا الواقعة على سواحل البحر الأبيض المتوسط وذلك بتداخل المياه المالحة على المياه الجوفية مما يؤدي إلى تملح وتدهور هذه الأراضي وخروجها من الخدمة الامر الذى يؤدى قلة إنتاجية المحاصيل وزيادة الفجوة الغذائية بين الإنتاج والاستهلاك وخاصة مع الزيادة السكانية.
قطاع السياحة..
من المعروف أن كل المنشآت السياحية تقع على سواحل البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط إلى جانب الشعاب المرجانية ذات الأهمية الكبيرة للحياة البحرية والجذب السياحى ، ارتفاع درجات الحرارة ارتفاعات حادة يؤدى إلى مشاكل كبيرة .
نجد ان الدولة بذلت وتبذل جهود كبيرة فى التغلب والتكيف مع التغيرات المناخية فى هذا القطاع.
الخطوة الاستباقية والنظرة الثاقبة للدولة متمثلة فى فخامة الرئيس فى العمل على التكيف مع التغيرات المناخية
فى ظل خروج مساحة كبيرة من الأراضي الجيدة والخصبة بالدلتا والوادى من الخدمة وذلك بالتعدى على الأراضي الزراعية إلى جانب الممارسات الخاطئة مثل الرى بالغمر الذى من شأنه ان يؤدى إلى تملح وتدهور هذه الأراضي
فكانت النظرة الثاقبة للقيادة السياسية بالتوسع فى المشروعات الزراعية العملاقة مثل الدلتا الجديدة ومستقبل مصر وتوشكى والوادى الجديد والتوسعات الضخمة فى المشروعات الزراعية فى شمال ووسط سيناء وغيرة الكثير من المشروعات وذلك للتغلب والتكيف مع الآثار السلبية لظاهرة الاحتباس الحرارى وتحقيق الامن الغذائي وتقليل الفجوة الغذائية بين الإنتاج والاستهلاك وتقليل فاتورة الاستيراد وزيادة الصادرات لدعم الاقتصاد القومى من العملة الصعبة إلى جانب نقل الكثافات السكانية من الدلتا والوادى وخلق مجتمعات تنموية زراعية وصناعية وسكانية لزيادة المساحة المأهولة بالسكان إلى مايقرب من 25% من المساحة الكلية لمصر.
…
جهود البحث العلمى فى كيفية التغلب والتكيف مع التغيرات المناخية….
وهى استخدام كل التقنيات والتكنولوجيات الحديثة فى استصلاح واستزراع الأراضي الصحراوية وذلك بتعظيم الاستفادة من وحدتى الأرض والمياه وانتاجية المحاصيل
وذلك باستخدام نظم الرى الحديثة والرى الذكى واستنباط أصناف المحاصيل المتحملة لارتفاع درجات الحرارة ونقص المياه والملوحة العالية
إلى جانب استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة فى إستخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح فى توليد الطاقة بدلا من استخدام البترول لتقليل الانبعاثات الحرارية
إلى إستخدام الطاقة النظيفة فى تحلية المياه ومعاجة المياه وفى قطاع النقل نرى فخامة الرئيس افتتح القطار الكهربائي وتحويل السيارات من استخدام البنزين إلى إستخدام الغاز الطبيعى
إلى جانب اسهامات البحث العلمى المتعددة فى مختلف المجالات للتكيف مع التغيرات المناخية.
كاتب المقال ا.د .عبدالعزيز طلعت استاذ الأراضي والمياه ورئيس شعبة مصادر المياه والأراضي الصحراوية السابق بمركز بحوث الصحراء