تعتبر الرمال أحد أهم عناصر البيئة، وهي ثروة وطنية كبرى لم تحظَ بالاهتمام الاستثماري الكافي على الرغم من أن عوائد استثمارها عالية جداً، حيث تقدر القيمة السوقية لسوق الرمال بـ»70» مليار دولار على الأقل، وهذا في تزايد مستمر مع التقدم الحاصل في الصناعات المعتمدة على الرمال بأنواعها المختلفة الصفراء والسوداء والبيضاء، واليوم تعتبر الرمال سلعة تباع وتشترى؛ لأن لها استخدامات عديدة تعتمد عليها حياة الإنسان والحيوان والنبات، ناهيك عن أنها تدخل في كثير من المنتجات الصناعية الحديثة ذات الأهمية الاقتصادية. هذا وقد أكد خبراء الاقتصاد أن استثمار مادة السيليكا «رمال الكوارتز» يعد أحد أهم عناصر الاستثمار التي لم تحظَ بالاهتمام المناسب مع أن الرمال توجد بوفرة منقطعة النظير، حيث تغطي أغلب مساحة مصر
ومن أهم المعادن الموجودة بمصر ویمكن عرضها كما یلي:
١ -معدن الباريت Barite) المحتمل منه ٢ مليون طن) ويتواجد الباريت فـي مصر بأكثر من ١٠ مواقع منتشرة بالصحراء الشرقية والغربية وبعض هذه المواقع قابلة للاستغلال الاقتصادي من أهم هذه المواقع جبل الهودى شرق أسوان وحماطه ووادي دبب ووادي شعيث وجبل علبه بالقرب من الحـدود السودانية. ويستخدم بصفة أساسية في سوائل حفر آبار البترول وفى تحضير مركبات الباريوم وفى صناعة الطلاء والمنسوجات والورق وبعض العقاقير الطبية.
٢ -التيتانيوم Titanium فهو من المعادن التي حبا االله بهـا مـصر، (ومـن المحتمل منه ٤٢٫٩٤٨ مليون طن) ويتمثل الخام الرئيسي لعنصر التيتانيوم في معدن الإلمنيت llmenite الذي يتكون من أكسيد حديد وتيتـانيوم Fe TiO3وهو يتواجد في مناطق أبو غلقة وأبو ضهر وأم عفين وجبل حمـرة دوم، بسلسلة جبال الصحراء الشرقية المطلة علي ساحل البحر الأحمر إلي الشمال من مدينة مرسي علم،، كما يوجد الإلمنيت أيـضا كأحـد مكونـات الرمال السوداء التي تركزت بفعل الرياح والأمواج في شمال الـدلتا بـين رشيد والعريش. وله العديد من الاستخدام التي تساهم وبفاعليه على الحد من استيراده – بالطبع إذا كنا نقوم أصلا بهذه الصناعات – فهو يـستخدم فـي صناعة السيارات، والمجوهرات وصناعة الأنابيب الإلكترونية المـستخدمة في القياس والتحكم والتقنيات الكهربائية،
وكذلك في صـناعة الكـاميرات والتليفزيونات، وكذلك يدخل في صناعة الأصباغ المستخدمة في صـناعة الدهان والمطاط والورق لما يميزه من خاصية بيضاء غير شفافة تجعل منه مادة ذات تميز لا يمكن الاستغناء عنها، ويدخل في صناعة صواريخ الفضاء وبناء الطائرات، لما يتميز به من قدرة علي درجات الحـرارة المرتفعـة، ويدخل كذلك في أجهزة الكشف عن أعماق البحار، وهو عنـصر لا يمكـن الاستغناء عنه عند إنشاء أي بنية تحتية للاتصالات متعددة الوسائط في العالم الحديث، ويستخدم مع عناصر أخري في صناعة السبائك، ويدخل التيتانيوم في الصناعات البتروكيميائية وإنتاج بعض الأحمـاض ، وكـذلك يـستخدم العنصر في المستلزمات الطبية والتجميلية، حيث يعمل التيتانيوم علي عكس الأشعة فوق البنفسجية التي تؤثر علي الأوعية الدموية وتسبب الـسرطان، لذلك اعتبرت المستحضرات التي تحتوي علي عناصر التيتانيوم من أفضل المستحضرات الواقية من أشعة الشمس، وله استخدامات ضخمة باعتبـاره أكثر المواد مقاومة للتآكل.
٣ -معدن التلك Talc يوجد في مصر في جنوب الصحراء الشرقية تحديدا في درهيب وأم الساتيت، وهو عنصر يدخل في صـناعة الـورق والـصابون والعقاقير الطبية والمنظفات الصناعية.
٤ -أما معادن التنتالوم والنيوبيوم من العناصر ذات الأهمية الاستراتيجية فـي التطبيقات المتطورة (المؤكد منـه ١٢٠مليـون طـن ) مثـل التوربينـات والمكثّفات والمزروعات الطبية والأفلام الرقيقة للطلاء. ويعتبـر معـدني النيوبيوم والتانتاليوم من المعادن قليلة الوجود في الطبيعة ويتـشابهان فـي كثير من الخواص ولذا فإنهما متلازمان في وجودهما في معظم الرواسـب، ويوجدان في الصحراء الشرقية خصوصا أبو دباب وحمرة معبد كمعـادن ثانوية في نوع من صخور الجرانيت يعرف بالابوجرانيـت . ويعـد إنتـاج المكونات الإلكترونية الاستخدام الرئيسي للتنتالوم، لكنه يستخدم أيضاً فـي إنتاج مختلف السبائك التي تحتاج بالإضافة إلي نقاط انصهار عالية القـوة، ويكثر استعمال التنتالوم في صناعة معدات الجراحة والأجهزة المزروعـة في الجسم البشري.
٥ –الحديد Iron ويتواجد في شكل رواسب حديديه في ثلاث مناطق رئيسية في مصر هي شرق أسوان والواحات والصحراء الشرقية. ويتمثل العائـد الاقتصادي في خامات الحديد المختلفة في هدف رئيسي وهو إنتاج الحديد الزهر الذي يمكن بعد ذلك إنتاج أنواع الصلب المختلفة لاسيما أن الحديـد من العناصر الأساسية اللازمة في كل مجال سواء علي المستوي المـدني أو العسكري، وعلى الرغم من وجود احتياطيات ضخمة منه في مـصر (المؤكد منه ٦,٧٧٧ مليون طن والمحتمل منه ١٤٨٢ مليون طن) إلا أن وجود مصانع الحديد والصلب في حلوان بعيدا عن مراكز استخراجه فـي الصعيد، ساهم في ارتفاع تكاليف النقل لخام الحديد مـن الـصعيد إلـي أطراف القاهرة، وهو أمر يستوجب إعادة النظر في قطاع الحديـد مـن خلال إقامة مصانع لإنتاج الحديد والصلب في صـعيد مـصر لتقلـيص هامش التكاليف وعمل إطار تنموي متكامل للنهوض بالجنوب الأكثر فقرا وزيادة فرص العمل به كأحد وسائل رفع مستوى المعيشة
٦ –الذهب Gold فالبحث عنه من أقدم الأنشطة اهتماما في مجال التعـدين عموما، وفى مصر حوالي ١٢٠ منجما لإنتاج الذهب وتعد جبـال البحـر الأحمر المنطقة الرئيسية لإنتاج الذهب في مصر، ومن أشـهر المنـاجم هناك منجم السكري وحمش، ويظهر الذهب علي هيئـة حبيبـات دقيقـة منتشرة غالبا في عروق الكوارتز القاطعة للصخور الجرانيتية المنتـشرة بطول وعرض الصحراء الشرقية، وقيمة المعدن الأصفر أشهر مـن أي حديث عنها ويكفي أنه المعدن الذي تقدر به الاحتياطات النقدية للدول فـي مختلف أنحاء العالم
٧ -رمل الزجاج Sand Glass يتواجد بوفرة الرمال البيضاء عاليـة الجـودة بالقرب من منطقة أبو زنيمة بسيناء وفى منطقة الزعفرانـة علـى خلـيج السويس ووادي النطرون وأبو الدرج ووادي قنا. ويستخدم هذا النوع مـن الرمال في صناعة الزجاج. ٨ -خامات الرخام والجرانيت ٠ تتميز مصر بمخزون استراتيجي من فالرخـام البيج يستخرج من جبال الجلالة بالسويس، والرخام الروز والأصـفر مـن منطقة خشم الرقبة بالبحر الأحمر
٩ -الجرانيت، وينتشر الجرانيت في الصحراء الشرقية علـى امتـداد طريـق القصير فقط حوالي ٩٠ كيلو شرق سفاجا، وحوالي ٨٠ كم شـرق قنـا والجرانيت الأحمر والروز من جبال أسوان، والجرانيت يوجد في الغردقـة الروز الأحمر الداكن، والجرانيت الأبيض الداكن يوجد في وادي العلاقي، وجرانيت جندولا الأحمر الداكن من سيناء، وينتشر حجر الـسربنتين فـي الصحراء الشرقية فقط امتداد القصير حـوالي ٩٠ كـم فـي وادي عطـا ،ويستخدم في أغراض الزينة والبناء وبمصر مخزون عظيم من تلك الخامات بشهادة الايطاليين أنفسهم ويوجد اكبر مخزون استراتيجي في العـالم مـن الرخام البيج والكريمى في مصر ففي منطقة الجلالة مخـزون حـوالي ٨٠ كيلو جرام، ومنطقة خشم الرقبة ٧٠كيلو جرام، وسـيناء ٥٠كيلـو جـرام بخلاف سوهاج وأسوان والمنيا
١٠ -أملاح الصوديوم Salts Potassium تتواجد رواسب كربونات الصوديوم )النطرون) بوادي النطرون بمحافظـة البحيـرة . أمـا رواسـب كلوريـد الصوديوم (الملح الصخري) فتستخلص من مياه البحر عن طريق التبخيـر بالملاحات الصناعية المنتشرة على البحر الأبيض المتوسـط فـي مرسـى مطروح وإدكو والإسكندرية ورشيد وبورسعيد وبحيرة قارون بالفيوم، وتعد هذه الرواسب المصدر الرئيسي لكل من الصوديوم والكلور اللذين بـدخلان في قائمة طويلة من الصناعات الكيميائية أهمها الصودا الكاويـة وحمـض الهيدروكلوريك.
١١ -الفلسبار Feldspar من المعادن التي لا نسمع عنها وموجودة في مصر (والمحتمل منه ١٠١٤ مليون طن) يتواجد في عدة مواقع أهمهـا منطقـة أسوان ووادي أم ديسي والعنيجي، وكذلك في جنوب سيناء جنوب مدينـة دهب، ويستخدم في صناعة السيراميك والخزف والـصيني والحراريـا ت والزجاج. الفوسفات- Phosphate يتواجد بوفرة (المحتمل منه ٣٠٠٠ مليون طن ويحتاج لإعادة تقييم قد يصل ٤٠١٤ (في المنطقة المحصورة بين أدفو وقنا خصوصا في المحاميد والسباعية وتقدر احتياطيات خام الفوسفات في منطقة المحاميد وحدها بحوالي ٢٠٠ مليون طن، كذلك يوجد احتياطي ضخم فـي ساحل البحر الأحمر بين سفاجا والقصير خصوصا في جبل ضوي،
١٣ -احتياطي للفوسفات في مصر في منطقة الواحات بالصحراء الغربية تحديدا في هضبة أبو طرطور التي يوجد بها أكبر مخزون للفوسفات في مصر.
١٤ -معدن الكوارتز Quartz من أهم المعادن الموجودة في مصر (والمحتمل منه ٥٠ مليون طن) فيستخدم في البصريات أساسـا وصـناعة الخلايـا الشمسية، ويوجد في عدة مواقع بالصحراء الشرقية أهمهـا جبـل الـدب ومنطقة أم هيجليج.
١٥ -معدن الكروم، وهو موجود بكثرة في الصحراء الشرقية، ويستخدم فـي صناعة الصلب القوي والسبائك المقاومة للحرارة، والمحركـات النفاثـة ودباغة الجلود، والأصباغ والصناعات الحرارية والتصوير الفوتـوغرافي وصناعة الطوب الحراري المستخدم في الأفران المفتوحة وفي صـناعة الحديد وأفران النحاس والزجاج والإسمنت.
١٦ -معدن الكاولين Kaolin ويتواجد في وادي نتش ومسبع سلامة وفـرش الغزلان وجميعها في شبه جزيرة سيناء. وكذلك على الساحل الغربي لخلـيج السويس في أبو الدرج والجلالة البحرية.و في منطقة قلابشة وأسوان. وهو من الخامات ذات الاحتياطيات الكبيرة التي تصل إلى ما يزيد عـن ٣٠٠٠ مليون طن المستخدم في صناعة السيراميك والخزف والمطاط والورق.
١٧ -معادن المنجنيز Manganese) المؤكد منه٢٫٣٨٥ (والنحاسCopper ) المؤكد منه ٢٨٥ ،مليون طن)، والقصدير)Tin المؤكد منه ٢,١ مليـون طن والمحتمل ٤ مليون طن)، والتنجستين Tungsten) المؤكد منه ٢٥٠ ، مليون طن) ويستخدم في سوائل حفر آبار البترول وصـناعات الزجاج والسيراميك وشاشات التليفزيون ودهانات الحوائط.
، أن من أهم المعادن الموجودة فـي مـصر وأكثرها قيمة اقتصادية خامات الذهب والفوسفات والكولين والكوارتز والحديد والتيتانيوم. كما أن المعادن في مصر تمثل تنوعا فريدا في الخامات والرواسب المعدنية وهي موارد اقتصادية تنتظر فقط القرار السياسي من أجل تحويل هذه الهبات إلي مصادر دخل لدعم الاقتصاد ككل، وعمل نهضة صناعية حقيقيـة قائمة علي استخراج المعادن والصناعات المكملة لها، فالخامات الأولية أساسية للصناعات المحلية، وتتضاعف قيمتها عند تصديرها مصنعة ولـيس كمـواد خام.
وأهم المعوقات على الجانب الاقتصادي تتمثل فيما يلي:
١ – مـن أهـم المعوقـات الاقتصادية التي واجهت قطاع التعدين طرح مشروعات الثروة المعدنيـة بنظام المشاركة مع الحكومة ، والذي يخفض معدل العائد على الاستثمار في المشروع إلى ١١ %مقارنة بدول أخرى يزيـد فيهـا العائـد علـى الاستثمار عن ذلك كالصين يزيد معدل العائد على الاسـتثمار فـي تلـك المشروعات لأكثر من ١٧ ،%رغم أن معدل الضرائب قد يكون أعلى من الموجود في مصر، مما يتطلب ضرورة توفير مناخ جـاذب للاسـتثمار ، يشجع على دخول المزيد من الاستثمارات المحلية، والأجنبيـة فـي هـذا المجال، للعمل على الاستفادة المثلى من الموارد الهائلة المتاحة في مصر من الثروة المعدنية. ونلاحظ أن نسبة مساهمة قطاع الصناعة ككل فـي الناتج المحلى الإجمالي بما فيه قطاع التعدين والـصناعات الاسـتخراجية والتحويلية منه قد شهد ارتفاعا طفيفا مـن ٢٠٠٧ إلـى ٢٠١١ بمقـدار ١,١٧ %ثم انخفاضا في ٢٠١٢ بمقدار ١,١٦ %بفرق٩%،نقطـة مـن العام السابق عليه. فلزيادة مساهمة قطاع الصناعة فـ ي زيـادة النـاتج المحلى يتطلب ذلك زيادة معدلات الاستثمار في قطـاع التعـدين كإنتـاج للمواد الخام، وكوسيلة لتغذية الصناعات التحويلية وزيادة معدلات التشغيل بها. ٢ -تصدير الثروة التعدينية كمواد خام: فأحد المعوقات الاقتصادية تـصدير الثروة التعدينية كمواد خام وأحد الأمثلة على ذلـك كميـات الفوسـفات المتوفرة في هضبة أبو طرطور والتي تقدر ب٤ مليارات طـن ، وهـى منطقة يتمركز فيها معظم الفوسفات في مـصر، إلا ان٩٠ ٪مـن خـام الفوسفات يتم تصديره كمواد خام، وهو ما يؤدي إلي انخفاض العائد عيه، فمثلا نصدر خام الفوسـفات ب١٠٠ دولار للطـن، ونـستورد حـامض الفوسفوريك بأكثر من ٣٠٠٠ آلاف جنيه للطن، لأهداف زراعية.
“إن الهدف من مشروع فوسفات أبو طرطور الذي تكلف نحو ١٢ مليار جنيه طبقا لتقرير الجهاز المركزي للمحاسـبات هو توفير احتياجات السوق المحلية من الفوسفات بمعدل مليون طن سنويا وتصدير ٧ ملايين طن سنويا إلي الاتحاد السوفيتي الـذي قـام بتوريـد معدات إنتاج الفوسفات، لم يتحقق ذلك ولكن توالت خسائر هذا المـشروع بالرغم من وجود مشروعات للبنية الأساسية كاملة لخدمة هذا المـشروع ، ومنها مدن سكنية وخط سكة حديد من الموقع إلي ميناء سفاجا علي البحر الأحمر. بالإضافة إلى أن عدم تشغيل المناجم بكامل طاقتها وسرقة أكثـر من خمسين كيلو متر من خط السكة الحديد، وتسريح العمال الـذين تـم تعيينهم لتشغيل المشروع، كل هذا أدي إلي تهديد المشروع بالإغلاق، لكن التغير الذي حدث علي أرض الواقع شيء جيد ونرجو الاستمرار في دعم هذا المشروع
٣ -عدم تشغيل مناجم الذهب بكامل طاقتها، فمصر والتـي عرفـت بإنتـاج الذهب منذ فجر التاريخ، لم تعد تنتج من الذهب إلا القليل ومن بـين ١٢٠ منجما، هناك منجم واحد فقط هو منجم السكري فيمـا تواجـه بقيـة المناجم التعثر ولم تعرف طريقها بعد إلي للتشغيل، ويتركز إنتاج الـذهب في مصر في ثلاثة مواقع بالصحراء الشرقية هي جبل السكري ومنطقـة حمش ووادي العلاقي، وهي الأماكن ذاتها التي استخرج منهـا الفراعنـة الذهب وتركوا خلفهم عددا من مناجم الذهب القديمة يبلغ ١٢٠ منجما فـي الصحراء الشرقية. والاتفاقيات التي تم توقيعها لاستغلال هذا الذهب فـي العصر الحديث يجب مراجعتها وذلك لأن إحدى الشركات قامت بتـضخيم المصروفات، مما أدي إلي أن الدولة لا تحصل إلا علي عائد الإتاوة فقط، وكان من الأولي أن تنص الاتفاقيات مع الشركات المختلفة علي ضـرورة أن تحصل مصر علي عائدها بنسبة من الإنتاج كما هو المتبـع فـي دول العالم المختلفة، وليس بعد خصم المصروفات كما هو واقـع حاليـا فـي العقود المبرمة ما يجعل حجم المستفاد ضئيلا جدا.
٤ -ضعف الترويج الإعلامي لهذه الثروة ذلك أن عدم الترويج الإعلامي يمثل احد أهم العوائق التي تواجه النهوض بالمشاريع الاسـتخراجية وغيـاب التعريف بمواصفات وجودة الخامات المحلية بـدلاً مـن التركيـز علـى استيراد المنتجات من الخارج التي تصنع من الخامات الأولية المشابهة لما هو موجود في مصر.
٥ -مشاكل الطاقة والمياه، ذلك أن ارتفاع تكاليف الطاقة وصعوبة الحـصول على المياه يمثل عائقاً كبيراً أمام الصناعات الاستخراجية مما يؤدي إلـى ارتفاع تكاليف الإنتاج، كما يمثل عبئاً كبيـراً علـى المـستثمرين الـذين يلجاؤن إلى شراء مولدات الطاقة لمشاريعهم الأمـر الـذي يـؤدي إلـى انخفاض الحافز على الاستثمار في هذه الموارد. لذا من الضروري علـی الحكومة المصرية تكثيف جهودها من اجل تامين حاجة هذه المشاريع من وسائل الطاقة والمياه لاستمرار عملها.
٦ -مشاكل النقل والمواصلات: تقع أغلب مواقع خامات الثـروات الطبيعيـة في المناطق الجبلية العالية وفي المنطقة الزاحفة وتعاني تلك المناطق مـن مشاكل الطرق والنقل وخاصة في موسم الشتاء. تلجأ بعض الـدول إلـى تبني فكرة إنشاء خطوط سكك الحديد المحلية لغرض نقل خامات المـواد الأولية من المناجم إلى المعمل إذا كانت المسافة بين المعمل والمـنجم لا يزيد عن عدده كيلومترات عليه يمكن الاستفادة من هذه الفكـرة مـستقبلا لضمان عدم زيادة تكاليف النقل وبالتالي زيادة تكاليف الإنتاجية وانخفاض هامش الأرباح المحتملة عند تصنيعها
يمثل قطاع التعدين أهميـة قـصوى علـى الـصعيدي الاقتـصادي والاجتماعي،
ويتضح ذلك من خلال دوره التنموي ليس فقط كقطـاع مـستقل بذاته كدافع لعملية التنمية، بل هو يمثل قوة دفع للخلف وللأمام لـدفع عجلـة التنمية لجميع قطاعات الاقتصاد القومي بما يشمله مـن تقديمـه للـصناعات الاستخراجية والصناعات التحويلية وما يقدمه في مجـالات التـصدير سـواء حول البعد التنموي والأهمية الاقتصادية والاجتماعية لقطاع التعدين كمنتج خام أو منتج تام الصنع. هذا ويمكن عرض البعد التنموي لقطاع التعدين كما يلي:
أولا:- على المستوى الاقتصادي
(١ (يحقق قطاع التعدين الاستخدام الأمثـل للمـوارد المحليـة : إذ يـؤدى استخراج هذه المعادن وإعادة تصنيعها في المجالات المختلفة، إلى أن يكـون استخدام الموارد الطبيعية التعدينية استخداما أمثل بكثير مما لو تـم تـصديرها كمادة خام، حيث أن تصنيع هذه الموارد محليا يعمل على خلق قيمـة مـضافة اکبر، بالإضافة إلى الدور الذي يمکن أن تلعبه هذه العملية في تنشيط قطاعـات كثيرة في الاقتصاد، إذ من المعلوم أن أسعار المنتجات والسلع المـصنعة فـي الأسواق العالمية أعلي بكثير من أسعار المواد الأولية والخامات المحلية.
أن ارتفاع أسعار المعادن على المستوى الدولي يجعل البحث عن المعادن فـي مصر ذا جدوى اقتصادية كبرى، ذاكرا أن مصر تستورد ما يزيد عـن ٢٠٠ ألف طن من النحاس الخام سنويا، رغم أن مصر غنية بخام النحـاس الـذي يمكن استخراجه حاليا بجدوى اقتصادية، ويمكـن أن يتجـاوز المنـتج منـه الاحتياجات الاستيرادية سابقة الذكر، وأشار إلـي ضـرورة الاسـتفادة مـن التوجهات العالمية في استخدام الخلايا الضوئية لتوليد الطاقة، والتي تـستخدم السليكون في تصنيعها، حيث يمكن استغلال الرمال البيـضاء المتـوفرة فـي مصر بقدرات كبيرة في تصنيع السليكون، وذكر خامات أخرى كالليثيوم الـذي يدخل في صناعة البطاريات الكهربائية المستخدمة في السيارات، والتـي مـن المتوقع طبقاً للدراسات وجود ٢٥٠ مليون سيارة على مستوى العـالم تـسير بتلك التكنولوجيا بحلول عام ٢٠٢٠ ،وهو ما يفتح أفاق لزيـادة الاسـتثمارات التعدينية في مثل تلك النوعية من الخامات، والمتوفرة في مصر أيضا بكميات كبيرة، كذلك مشروع فوسفات أبو طرطور، التي تشرف عليه شركة “فوسفات مصر” قد حقق أرباحا هي الأولي منذ ثلاثة عقود مع ارتفاع كميات التـصدير والإنتاج الحالية من المشروع. وأن المشروع قد ودع خانة الخسائر بعد زيادة إنتاج المشروع حاليا، والتي بلغت ٢ مليون طن سنويا من الفوسفات، وزيـادة حجم التصدير من المنجم. و”النتائج الختاميـة للعـام المـالي ٢٠١٠-٢٠١١ أظهرت أن المشروع حقق صافي أرباح بلغت ٨٣ مليون جنيه .
كما يؤدى الاستثمار في مجال التعدين إلى زيادة مستمرة فـي الـدخل القومي: وأكدت تجارب التصنيع في الدول المتقدمـة العلاقـة الوثيقـة بـين معدلات إنجاز التنمية الصناعية ولاسيما الصناعة التحويلية من جهة ومعدلات نمو الناتج القومي الإجمالي من جهة أخری، وقد تعمق ذلك من خلال تجارب التصنيع في الدول النامية ذاتها مع بداية عقد الخمسينيات إذ أن التغيرات فـي اقتصاديات هذه الدول جاءت مصاحبة للزيادة في متوسط دخل الفرد وارتفـاع نصيب الصناعة وانخفاض نصيب الزراعة في النـاتج المحلـي الإجمـالي ، بالإضافة إلى إحداث تنوع في الاقتصاد القومي في الدول المختلفة مما سـاهم في تخفيض الآثار الضارة عن تقلب أسعار المواد الأولية علی الدخل القومي.
كذلك يساهم هذا القطاع في تحسين وضعية الميزان التجاري وميـزان المدفوعات إذا ما تم الاهتمام به وتوجيه مزيد مـن الاسـتثمارات الأجنبيـة والمحلية إليه على السواء: فعلى صعيد المواد الأولية والخامـات قـد يـؤدي استخراج هذه المعادن إلی إيجاد أسواق خارجية جديدة وقد يغني کليا أو جزئيا عن استيراد مواد مماثلة مما يخلف آثار إيجابية علی تحسين الميزان التجاري وميزان المدفوعات وشروط التبادل الدولي ويؤدي إلى استمرار وزيادة النقـد الأجنبي والدخل القومي عن طريق تنويع الصادرات.
وكذلك فإن استخراج هذه المعادن قد يسهم في توفير مستلزمات تنميـة بقية قطاعات الاقتصاد القومي إذ يوفر استخراجها القاعدة الماديـة التقنيـة الأساسية لتنمية بقية قطاعات وفروع الاقتـصاد القـومي ولاسـيما القطـاع الصناعة. فعلى سبيل المثال يلعب الحديد دورا اقتصاديا بـارزا فـي قطـاع التشييد والبناء والمقاولات باعتباره أحد الدعائم الأساسية للنمو وهو ذو تـأثير متبادل مع الأداء الاقتصادي لأي دولة. بالإضافة إلى ذلك هو يعمل على خلق وتعميق الروابط بين القطاعات والأنشطة الاقتصادية ويمکن أن تکـون تلـك الروابط خلفية عندما تحفز صناعة الحديد والصلب مثلا قيام استثمارات فـي استخراج المعادن (كالحديد) لتجهيز الصناعة المذكورة. أو أن تکون الـروابط أمامية عندما تحفز الصناعة نفسها (الحديد) لقيـام بنـاء المـساكن، أن مثـل هذه الروابط تحفز النمو في معظم القطاعات والأنـشطة المكونـة للاقتـصاد القومي. كما أن له تأثيرا غير مباشر فمن خلال استخراج المعادن واسـتخدامها الاستخدام الأمثل خاصة في القطاع الصناعي يؤدى ذلك إلـى إعـادة خلـق الإطار الحضاري للمدن لتتناغم مع الأساليب الصناعية الحديثة. لذلك يصاحب التطور الصناعي تطور عمراني كبير وحضاري أيضا باستطاعته نقـل البلـد إلى سلم الدول المتقدمة ويشير تقرير المساحة الجيولوجية التابعة لوزارة الداخلية الأمريكيـة عن الصناعات المعدنية في العالم لعام ٢٠٠٩) والذي يغطى نـشاط التعـدين والصناعات القائمة عليه)، إلى أن مصر تحتل المرتبة ١١ عالميا مـن حيـث إنتاج الإسمنت، والمرتبة السابعة من حيث إنتاج الحديد، كما صـنف التقريـر مصر من ضمن الدولة المنتجة لبعض الخامات كالفلسبار والجبس والفوسفات والأمونيا.
وكما تشير بيانات الجهاز المركزي للتعبئـة العامـة والإحـصاء ، أن صادرات الذهب والمعادن النفيسة مدعومة بصادرات منجم السكري، قد بلغت ما يزيد عن مليار دولار، خلال الفترة من شهر يناير حتـى ديـسمبر ٢٠١٠، بينما بلغت صادرات الحديد الصلب ومصنوعات الحديد ما يزيـد عـن ٢٨,١ مليار دولار، في حين بلغت صادرات النحـاس ومـصنوعاته ٧٠٨ مليـون دولار، أما صادرات الألمونيوم فقد تجاوزت ٤٩٧ مليون دولار. على مستوى المعادن الأخرى المتوفرة في مصر، ويذكر أن الرمال البيضاء من العناصـر الهامة المتوفرة في مصر والتي يجب استغلالها اقتصاديا من خلال التـصنيع، حيث يبلغ سعر طن الخام منها ٧ دولار يصل إلى ٧٠٠٠ دولار فـي حالـة تصنيعها محليا وذلك خلال الفترة من يناير ٢٠١٠ إلى ديسمبر ٢٠١٠ .
ثانيا: على المستوى الاجتماعي
يساهم استخراج تلك المعادن في معالجـة الاخـتلالات فـي الهيكلين الاقتصادي والاجتماعي: ذلك أن استخراج هذه المعادن يعمـل علـى زيـادة الأهمية النسبية للقطاع الصناعي من ناحية الدخل المتولـد والأيـدي العاملـة المستخدمة فيه. بالإضافة إلى ذلك المساهمة في حل مشكلة البطالـة : نتيجـة الزيادة الكبيرة في عدد السكان وعدم قدرة القطـاع الأول (الزراعـة ) علـی استيعاب المزيد من الأيدي العاملـة، يـصبح القطـاع اسـتخراج المعـادن والصناعات التحويلية ذا أهمية کبيرة في استيعاب هذه الزيادة الكبيـرة سـواء في عدد العمال – كنتيجة طبيعية لزيادة السكان – سواء بـصورة مباشـرة أو بصورة غير مباشرة في المجالات المرتبطة باستخراج المعادن والـصناعة – كالنقل والصيانة – وغيرها، ولاسيما أن إمكانيات نموه غير محـدودة ، لـذلك يسهم استخراج المعادن وقيام الصناعات التحويلية في حل أزمة البطالـة فـي صورها المختلفة منها (سواء الدائمة، والمقنعة، والموسمية أو التخفيـف مـن حدتها) مما ينجم عن ذلك فوائد اقتصادية واجتماعية وسياسية عديدة.
وكذلك يمكن أن يتيح هذا القطاع فرصة استغلال العمالة غير الماهرة في أعمال المحاجر وغيرها من الأعمال الاستخراجية التي لا تحتاج إلى مهـارات فنية عالية، بالإضافة إلى أن مجال الـصناعات التحويليـة قـد يحتـاج إلـى المهارات والخبرات الفنية والإدارية الجديدة ورفع مستوی المهـارات القائمـة مما يوفر بدوره في زيادة الإنتاج وتحسين نوعيته وتخفيض التكاليف، ويتم ذلك من خلال التأهيل الفني والعلمي للكوادر سـواء علـ ی المـستوي العمـال أو الإدارة. وبذلك يمكن مساهمة كل أنواع العمالة (الماهرة، وغير الماهرة) فـي عملية استخراج المعادن وتصنيعها.
كذلك يمكن أن يسهم استخراج المعادن والصناعات التحويلية في تـوفير احتياجات السكان من السلع الإنتاجية والاسـتهلاكية الأمـر الـذي يخلـق استقرارا اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا ويقلل من درجة الاعتماد علی الخـارج الذي ووصل في بعض الأحيان إلى التبعية الكاملة للدول الأجنبية، والتفـريط بجزء كبير من السيادة الوطنية وبذلك يؤدي استغلال كافة المـوارد وخاصـة التعدينية إلى تحقيق الاستقلال السياسي والاقتـصادي والاسـتقرار والأمـن الاجتماعي.
بالإضافة إلى أن استخراج المعادن وتصنيعها من شأنه إحـداث زحـف للتقدم الحضاري من خلال الاحتكاك مع الدول المتقدمة صـناعيا ممـا ينـتج عنه علاقات اجتماعية متطورة وحضارية ومن ذلك يمكن أيضا تلخيص دور النشاط التعـديني وتـأثيره علـى الاقتصاد القومي من خلال قدرته على:
توفير الخامات الأولية للصناعة والتشييد والتعمير والأمن الغذائي.
تنمية وتطوير الثروات المعدنية.
تنمية الاقتصاد الوطني عن طريق تنويع مصادر الدخل.
توفير العملات الحرة للبلاد عن طريق تصدير الفائض من هذه الخامات.
المساهمة في تعمير الصحراء وخلق مجتمعات عمرانية جديدة وتطويرها.
توفير فرص عمل جديدة للعمالة الوطنية وتدريبها
ويعتبر الاستثمار في هذا القطاع من أهم العوامل الرئيسية التي تتحكم في معدل النمو الاقتصادي من ناحية، وفي كميته، وكيفية هذا النمو مـن ناحيـة أخرى. أي أن معدل النمو المطلوب، يتوقف على القدرة في جـذب التـدفقات النقدية المطلوبة، وهذا يتوقف على القـدرة فـي تـوفير الحـوافز والمزايـا والتسهيلات التي يكون لها تأثير نسبي على أصحاب رؤوس الأموال في اتخاذ القرارات بالاستثمار في أي بلد وبالتبعية التـأثير فـي حجـم الاسـتثمارات المطلوبة من المصادر الداخلية والخارجية كما أن للسيليكون استخدامات عديدة، يتمثل بعض منها في إنتاج الألياف الضوئية والرقائق الإلكترونية التي أصبحت تدخل في الأجهزة والمعدات كافة التي أصبحت من أهم محركات الحياة في العصر الحديث. بالإضافة إلى أنه يدخل في صناعة الخلايا الشمسية التي تبرز أهميتها هذه الأيام مع تزايد الاتجاه إلى الاستفادة من الطاقة الشمسية كأحد أهم مصادر الطاقة البديلة، ليس هذا فحسب، بل إن أبخرة السيليكا – وهي أحد النواتج الجانبية لصناعة السيليكون – تستخدم في صناعة الإسمنت الذي يعتبر المادة الأساسية في عمليات البناء والإعمار.