كتبت: سامية الفقى
استقبل مستشفى سرطان الأطفال مصر 57357، شباب الفرنسيسكان في مصر، والذين تجمعوا من كافة محافظات مصر من أجل غاية مثلى، وهي إسعاد أطفال المستشفى مرضى السرطان، ورسم البهجة على وجوههم، ومنح الشباب الفرنسيسكان طاقة إيجابية، من خلال تنمية روح الإنسانية فيهم وحب الخير والإحساس بالآخرين.
كما نظم فريق كورال الشباب الفرنسيسكاني بمصر، فقرات استعراضية غنائية للأطفال، ومشاركتهم في عرض الأغاني الوطنية والحماسية وكذلك أغاني الأطفال التي يحفظونها، والتي اندمج فيها الأطفال مرددين الكلمات على عزف الأوتار الموسيقية، بحضور عدد من أسرهم، والتقطوا الصور التذكارية أيضا أمام بهو المستشفى.
وأكد الأب فريد كمال، منسق الشباب الفرنسيسكان في مصر، أن 120 شابا وفتاة حضروا من كافة محافظات مصر من أسوان وحتى الاسكندرية وبورسعيد، ويتبعون روحانية رهبنة الآباء الفرنسيسكان، ويتجمعون مرة كل عام في مؤتمر تكويني ينعقد لهم على المستويات الاجتماعي والديني والإنساني، ثم يزورون مستشفى 57357، وانتهجوا هذه العادة على مدار 9 سنوات، وذلك تلبية للمشاركة المجتمعية، وبهدف زيارة الأطفال المرضى ودعمهم، وربط الشباب بالجوانب الإنسانية، ودعم التكوين الإنساني والاجتماعي لديهم.
وأشار إلى أن شباب الفرنسيسكان تعودوا على مؤازرة الأطفال في رحلة المرض والعلاج، كما ينشدون تغذية الفرحة وسط الأطفال والشباب على حد سواء، عبر فقرات تضم الترانيم والأغاني والموسيقى، واندماج الجميع مع بعضهم البعض، مشيرا إلى أن الترانيم تكون عبارة عن جمل “تسبيح لله” وأغاني وطنية وللأطفال، منها “مشربتش من نيلها”، وجميعها يعلمها الأطفال، ونهدف من الأغاني الوطنية تنمية روح الانتماء والولاء، فعناصر الفرحة بالأغنية هنا تحقق الانتماء، لأنه يشعر بفرحة انتماءه لشئ يحبه، ومنه الانتماء لبلده ووطنه ويفيتخر به، فالإنسان الذي ليس له انتماء يشعر وكأنه “مقطوع من شجرة” ولا يفرح، فالإنسان ما هو إلا عدد من الانتماءات، للوطن والأهل والأصدقاء
وقال الأب فريد كمال، أن مستشفى 57357 تعالج الأطفال من السرطان، وتحارب الموت بقدرة الله، ويخففون آلام المرضى مجانا، وترتفع عندهم نسب الشفاء، وفي سبييل ذلك ينفقون الكثير، ويحتاجون للدعم المتواصل لاستمرار آداء رسالتهم الإنسانية، ولذلك يجب علينا جميعا مؤازرتهم، وهو ما فعله شباب الفرنسيسكان في زيارتهم الأخيرة للمستشفى
وأكد على أن فريق الكورال الفرنسيسكان، يردد الأغاني التي يحفظها الأطفال فعلا، لكي يشعرونهم بأنهم مجتهدين، ويعلمون الكثير، ولا نحاول عرض كلمات لا يعرفونها لكي لا نشعرهم بالعجز أو الضيق، خاصة أن أحد الأطفال نتيجة مرضه قد يكون قد نسى كلمات أغاني معينة كان يحفظها في الماضي، ولذلك يوجد تخطيط جيد لفقرات الزيارة قبل تنفيذها
وواصل: في الكتاب المقدس، سيدنا موسى عندما كلمه الله، قال له “اخلع نعليك” لأن هذا المكان مقدس، ونحن نقول للشباب قبل زيارة مستشفى 57357 أن هذا المكان مقدس بآلام الناس، وأن يركزوا في كلامهم وتعاملاتهم وأفعالهم داخل المستشفى مع الجميع، فالتعامل يكون بقدسية واحترافية، وبعيدا عن منطق الشفقة، فالشباب هنا يكتسبون الكثير من المعاني من هؤلاء الأطفال، حيث يرون أشخاصا يتسمون بالإرادة والتحدي والصمود، فهم حضروا للمستشفى لكي يحصلون على تلك المعاني السامية، ويتعلمون منها الإرادة، خاصة أن الكثير من الشباب يفقدون الإرادة بمجرد مرورهم ببعض المشكلات أو التحديات في الحياة، ولكنهم يعتبرون كل ذلك أشياء صغيرة بجانب ما يرونه من صمود وكفاح داخل مستشفى 57357، حيث يجددون روح العزيمة والتفاؤل، ويعودون لديهم تجديد للقوة والإرادة، ويعودون بانطلاقة جديدة تتسم بروح من التحدي.