بسهولة يمكن ان ترصد الثلاثي اللعين اوالمشئوم للكافيهات والمولات وصالونات الحلاقة..تحالف يعتبر بحق شاهد اثبات صادق ومروع على ما حدث للشخصية الشبابية من انحطاط وتدهور في مقاييس الرجولة وارتفاع معدلات الميوعة والتحلل القيمي والأخلاقي باسم المدنية والتحضر وأشياء أخرى ما أنزل الله بها من سلطان أدت إلى تآكل صفات الرجولة.
أثار الافتتاح المهول لصالون الحلاقة في الحي الشعبي حالة من الجدل الصاخب ما بين مؤيد وغير مبال ومؤيد بكل قوة ورافض غاضب حد النقمة على ما يجري من تغيرات اعتبرها فجة أو وقحة أو مستفزة على أقل تقدير.
المرحبون المغالون يرون في الأمر نقلة حضارية وفيه ارتقاء بالذوق وتحسين للشكل والأهم عناية صحية فائقة في ظل مخاوف من موجات تلوث أوعدوى بأي طريق..ولا يفتأ هؤلاء يشيرون إلى مكامن الخطر تحت موس ومقص الحلاق خاصة في فترات المد الأليم لفيروس سي اللعين الذي اكل أكباد المصريين ولولا فضل من الله ورحمة بمشروع ١٠٠ مليون صحة لكان الأمر خارج نطاق اي سيطرة.
الفريق الآخر المستفز والمتوجس خيفة ويضع يده على قلبه ينظر إلى الأمر من زاوية أشد خطراً مرتبطة بالاخلاق بالسلوك العام بشكل ومظهر الشباب مستقبل الأمة.. يرى أن صالونات الحلاقة -ومعهم كل الحق- قد تحولت إلى شيء آخر يتجاوز قصات الشعر والفورمات الخاصة بالمشاهير من فنانين ولاعبين ونجوم إلى اللعب والعبث في شخصية الشاب والانحراف بها نحو الميوعة ولا ابالغ الى استنساخ اشكال أنثوية لا علاقة لها بالرجولة والمرجلة ولا بأدنى مظاهرها.وكأن صالونات الرجال في منافسة حامية مع كوافيرات الحريم في العبث بشخصية المرأة والشباب.النساء قلبت “الا جرسون” والشباب نحو كثير من “الفيمنيست”!
ولا يخفى على أحد تلك الظواهر الصارخة في الشوارع وفي التجمعات الشبابية ولا تكاد تفرق احيانا بين الشباب والصبايا في طريقة اللبس قصات الشعر وكم من مرة تساءل المارة مندهشين ولد ام بنت؟! مع صب اللعنات واللعنات على البنين والبنات في آن واحد ولا مانع من الآباء والأمهات.
بسهولة يمكن ان ترصد الثلاثي اللعين اوالمشئوم للكافيهات والمولات وصالونات الحلاقة..تحالف يعتبر بحق شاهد اثبات صادق ومروع على ما حدث للشخصية الشبابية من انحطاط وتدهور في مقاييس الرجولة وارتفاع معدلات الميوعة والتحلل القيمي والأخلاقي باسم المدنية والتحضر وأشياء أخرى ما أنزل الله بها من سلطان أدت إلى تآكل صفات الرجولة.
وهذا هو مربط الفرس وممكن الخطر الحقيقي مع ارتفاع نسب الميوعة والميل نحو التخنث من الأولاد والاسترجال من الفتيات. والذي يقرع كل الاجراس للتحذير من أن الرجولة في خطر وأنه لم يعد من اللائق والمقبول عقلا ونقلا أن تكون صالونات الحلاقة وغيرها مراكز للعبث في شخصية الشباب والإساءة إلى معاني الرجولة وأبسط مظاهرها.
دعونا لا ندفن الرؤوس في الرمال ونسأل بجدية كم من اب أو أم احتجت وصرخت في وجه ابنها الشاب رفضا لقصة شعره إياها ليس فقط لغرابتها ولكن لأنها ذات لمسات أنثوية صارخة او لانها لاتناسب كونه رجلا أو شابا محترما!!
ما يحدث أحد مظاهر وتجليات مدارس التغريب والتقليد الاعمى للغرب في طريقة اللبس والمظهر العام حتى وإن كان صادما للمجتمع وغير لائق أو متفق مع المعايير الأخلاقية والقيمية وحتى للذوق العام.
لا ابالغ اذا قلت ان ما وصلنا إليه هو جانب من جوانب الحصاد المر للدعوات التغريبية للتمرد على القيم والأخلاق وما يسمونه الثورات النسوية نحو التحرر والسفور والتى انقلبت إلى مجون وفجور.وايضا دعوات المساواة بين الرجل والمرأة فصار كل فريق يسعى للتشبه بالآخر تأنيثا وتخنيسا واسترجالا بالمخالفة للطبيعة والفطرة التي فطر الله الناس عليها فارتفعت نسب الميوعة وضربت مظاهر الرجولة والانوثة في مقتل وأصبحت الرجولة في خطر حقيقي وباتت المجتمعات تعاني من أنوثة مشوهة ورجولة مزيفة!!
من المفارقات أو المضحكات المبكيات أن دول الغرب والشرق ايضا قد تنبهت مبكرا للقضية وواعترفت بان الرجولة في خطر وتعمل بجد على الخروج من المأزق المدمر فيما تسير البلاد العربية والمسلمون وباصرار عنيد نحو التقليد الأعمى لما يلفظه الغرب ويبحث له عن علاج بجدية .
الناس هناك لا يعرفون الصراخ والعويل والطنطنة بأن الرجولة في خطر ولكن يضعون الأمر تحت مجهر الدراسة العلمية وهم مشغولون منذ عقدين على الأقل بالبحث عن وسائل لتنمية الرجولة والحديث عنها يشغل الجميع في مراكز صنع القرار والمؤسسات العلمية والتعليمية أيضا لتصحيح الأوضاع ووضع خطط لتشجيع الرجولة والرغبة الاكيدة في أن تستعيد مصانع الرجولة مكانتها وتمارس دورها الحيوي في المجتمع لدفع خطط التنمية الحقيقية.
مع بداية الألفية الجديدة صدرت في فرنسا دراستان على جانب كبير من الأهمية في الموضوع.الأولى: لطبيب متخصص في الأطفال انتوني كلير وعنوانها «الرجولة في خطر» وقد احدث صدمة كبيرة هناك ولاتزال.
والثانية للكاتبة لاتيتارونار وعنوانها:هل عفا الزمن على الرجال؟!
انتوني كلير يقول إن الحياة المعاصرة في الدول المتقدمة أفقدت الرجال خصائصهم الجسدية والنفسية والأخلاقية وفي الوقت نفسه اقتربت صورة الرجل لتتشابه مع المرأة إلى حد «خطير» فبات نجوم الغرب الذين هم القدوة والمثل وصناع الموضة ويظهرون بالأقراط في أذانهم والباروكات على الرؤوس ويعلنون وهم في كامل مكياجهم عن زواجهم بمثليين!
اما الكاتبة لاتيتارونار فتؤكد في كتابها تراجع ترتيب الرجال فالمرأة استفادت كثيراً من التكنولوجيا في سد حاجتها عن الرجل بفضل التخصيب الصناعي وغيرها من الأمور في الوقت الذي لم تعد فيه القوة البدنية للرجال ذات قيمة أو فائدة اجتماعية وتتهكم قائلة:أعتقد أننا نطلب المستحيل من الرجال أن يكونوا أقوياء وضعفاء في نفس الوقت وقساة ومتفهمين وشديدين من الخارج ولطفاء ورومانسيين بالمنزل لذلك أصبح الكثير من الرجال يميلون إلى الفرار من الواقع تاركين مسؤولية إدارة العالم للنساء فيزيد الطلاق والعزوف عن الزواج ويكثر العزاب من الرجال والنساء وبأيدينا أفسدنا فطرة الله في خلقه بأفكار شاذة وقوانين مشجعة على ذلك وفقد الرجل دوره وأصبح يتعامل بالمثل فخرج لنا مجتمع ميم ليتزوج الرجل من رجل للحصول على بديل انتقامي من المرأة!! هذا كلام خبراء فرنسيين وليسوا عربا ولا مسلمين.
وهناك دراسات غربية أخرى تحذر من ظهور طيف جنس ضعيف جديد من الذكور وتؤكد أن التقدّم الذي تمّ على صعيد المساواة بين الجنسين خلال العقدين الأخيرين أدّى إلى هشاشة الهوية الذكوريّة لدى الفتيان خاصة في المدرسة!
الصين أيضا استشعرت الخطر وصرخت الرجولة في خطر في أعقاب تحذير الباحثين هناك من أن الأمة تعاني من أزمة رجولة وطنية!
وعلى الفور صدر قرار لوزارة التعليم الصينية بإعداد خطط لتنمية الرجولة لدى الأولاد في رياض الأطفال وحتى الثانوية وتتضمن المبادرة زيادة توظيف الرجال كمعلمين في الصفوف الدراسية ومدرسين في الصالات الرياضية وممارسة الطلاب الرياضات الجماعية الخشنة..
احد الخبراء الصينيين حذر من ان الأولاد سيصبحون قريباً حساسين وخجولين وربما شاذين ما لم يتم اتخاذ إجراء جاد لمعالجة القضية وشدد على أن تأنيث الأولاد الصينيين يهدد بقاء الصين وتنميتها المستقبلية!
الرجولة واستعادتها بقوة لم تعد قضية ترف بل تحتاج الى تحرك عاجللانقاذ مايمكن.
** في قصيدة جميلة للاديب الكبير مصطفى صادق الرافعي عنوانها مدادك في ثغر الزمان رضاب يقول:
وما عجبي أنَّ النساءَ ترجّلتْ
ولكنَّ تأنيثَ الرجالِ عجابُ !!
والله المستعان..
Megahedkh@hotmail.com