النور خمرٌ والكؤوس ببالي
مِن قطرةٍ صُبَّتْ تَغَيَّر حَالِي
قالت أتيتُ
وحول خَصْرِي دولةٌ مفتونةٌ
من حظوةٍ ورجالِ
حالُ الزيارةِ للمحبِّ
بأن يرى عبر المسافةِ
لذَّةَ الترحالِ
فإذا أقامَ
فبالعناية يُصْطَفَى في العينِ
بين محبة ووصالِ
وأنا التي زارتْ فليسَ مَسافَةٌ
مثل العَمَامةِ فِي ضُلوعِ الشَّالِ
وَعَرَفْتُ أني أستطيع ولايةً
وبأن تاجي فوق عرش خيالي
وبِأَنَّ أورادًا تَشفُّ كرامةً
تُلِيَتْ على اسمي
لحظةَ الإقْبَالِ
وبأن ما بيني وبينك كالصلاةِ
وَسِرُّها بغواية أوحى لي
هل أبصروا ضوئين
نورَك نارها
لا شك في الإبدال والإحلالِ
لن يعرفوا ما دارَ
سيفك مشهرٌ
ويبيح من باحوا
وليس يبالي
هذا طريقي للكمالِ
فدلني لطفًا
لأقطفَ لذتي بكمالي
إني عفوتُ وقد ملكتُ قلوبَهمْ
صارت سلامًا فتنةُ الإشعالِ
ما عاد لي إلا بياضُ سكينةٍ
عبرت من الضوء الشهي خلالي
هذا الفتى الصوفي
شيخ في صباهُ
ومهرتي ستلينُ للخَيَّالِ
أشجارُ هيبتهِ
تَدَلَّى ضوؤها لفمي
فسالَ الشهدُ في أوْصَالي
وَتَفَتَّتْ مِثْلَ البُرادةِ مهجتي
وجدًا
ليَجْذِبَها بقطب الحالِ
إني ممغنطةٌ
وروحي حرةٌ في أسرها
وأطيرُ في أغلالي
يا لائمي فيما رأيتُ
ولو رأي جبلٌ
لذابَ برعشة الزلزالِ
لم أرتكب في الشوقِ إلا عزةً
لم ألتمس في الحبِّ غير جلالي
لن تفهموا كيفَ الصلاةُ بنظرةٍ
وبلمسةٍ تَرِدُ الجنابَ العالي !
أو كيف تُقْطَفُ وردةٌ بإجابةٍ
ويظلُّ يندى عطرُها بسؤالي
طنطا
وما كان المكانُ مكانةً
إلا به
كالماء للشلالِ
يا سيدي البدوي
حزبك غالبٌ
وهي التي غلبت بحزب جَمَالِ
لن يدركوا
من أين جاءتْ بالذي يخفى
وسرُّ الكشفِ في الإيغالِ
ملكت مفاتيح القلوب بسرها
وبها سيأتي الذكرُ في الأمثالِ
وبأنها تبني وتهدم أنفسًا
وتظل شامخةً على الأطلالِ
هذي حكايتها ..تسيل محبةً
وحنينها عزفٌ بلا إخلالِ
فإذا سمعتم نبض شعرٍ سبحوا
هي بنتُ بري أنشدتْ موالي..