وديننا الحنيف حريص على بناء الشخصية السوية القوية القويمة المستقيمة الرشيدة
والبناء الوطني للشخصية أحد أهم مرتكزات بنائها
و لبناء الشخصية خمس ركائز : الإيمان ، والأخلاق، والقيم الإنسانية ، وإتقان العمل ، وحسن الولاء والانتماء للوطن.
والإيمان الحقيقي يجعل الإنسان في أعلى درجات الصدق مع النفس ومع الخلق
ويؤكد:
ديننا دين الإنسانية في أسمى معانيها
ونحن أمة يجب أن تعمل وأن تأكل من عرق جبينها
وتحية واجبة لأبناء هذه المحافظة الباسلة في يوم من أيام التضحية والفداء
وتحية تقدير لقواتنا المسلحة الباسلة وشرطتنا الوطنية ولكل وطني محب لدينه ووطنه
كتب عادل يحيى
في إطار دور وزارة الأوقاف التنويري والتثقيفي ومحاربة الأفكار المتطرفة، وغرس القيم الإيمانية والوطنية الصحيحة، ألقى معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف اليوم الجمعة 21/ 10/ 2022م خطبة الجمعة بمسجد “الرحمة” بمحافظة السويس، تحت عنوان: “مراحل وسمات بناء الشخصية في السنة النبوية”، بحضور السيد اللواء/ عبد المجيد صقر محافظ السويس، وأ.د/ شوقي علام مفتي الجمهورية، وقنصل المملكة العربية السعودية بالسويس الوزير المفوض/ خالد بن علي الشمراني، والسيد اللواء/ عبدالرحمن هريدي مساعد وزير الداخلية مدير أمن السويس، والدكتور/ عبد الله رمضان نائب محافظ السويس، والأستاذ/ خالد سعداوي السكرتير العام للمحافظة، والعميد/ إيهاب حسن مساعد سكرتير عام المحافظة، والدكتور / سيد الشرقاوي رئيس جامعة السويس، والدكتور/ علي الحسين نائب رئيس جامعة السويس، والدكتور/ عبد العاطي لاشين نائب رئيس جامعة السويس، والشيخ/ ماجد راضي مدير مديرية أوقاف السويس، والشيخ/ محمد فتحي مسلم مدير الدعوة، وعدد من القيادات الدعوية والتنفيذية والشعبية بالمحافظة بمناسبة العيد القومي للمحافظة.
وفي خطبته أكد أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف حرص ديننا الحنيف ونبينا الكريم (صلى الله عليه وسلم) على بناء الشخصية السوية القوية القويمة المستقيمة الرشيدة على خمس ركائز صحيحة هي: الإيمان، والأخلاق، والإنسانية، والعمل، والولاء للوطن، فأما الإيمان فهو باب الراحة والسعادة في الدنيا والآخرة وهذا ما علمه النبي (صلى الله عليه وسلم) لأمته أطفالًا وشبابًا وشيوخًا، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم) لسيدنا عبد الله بن عباس (رضي الله عنه): “يا غلام، إني أعلمك كلماتٍ: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألتَ فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعـوك بشيءٍ لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيءٍ لم يضروك إلا بشيءٍ قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام، وجفَّت الصحف”، يقول الشاعر:
وإذا العناية لاحظتك عيونها
نَـمْ فالمخاوف كلهن أمانُ
ويقول الآخر:
إذا صح عون الخالق المرء لم يجد
عسيرًا من الآمال إلا ميسرًا
ويقول الآخر:
إِذا لَم يَكُن عَونٌ مِنَ اللَهِ للِفَتى
فَأَولُ ما يَجني عَلَيهِ اِجتِهادُهُ
ويقول الإمام الشافعي (رحمه الله):
يا صاحبَ الهمِّ إنَّ الهمَّ مُنْفَرِجٌ
أَبْشِرْ بخيرٍ فإنَّ الفارجَ اللهُ
اليأسُ يَقْطَعُ أحيانًا بصاحِبِهِ
لا تَيْأسَنَّ فإنَّ الكافيَ اللهُ
اللهُ يُحْدِثُ بعدَ العُسرِ مَيْسَرَةً
لا تَجْزَعَنَّ فإنَّ القاسمَ اللهُ
إذا بُلِيتَ فثقْ باللهِ، وارْضَ بهِ
إنَّ الذي يَكْشِفُ البَلْوَى هو اللهُ
كما أكد أن الإيمان الحقيقي هو الذي يجعل الإنسان في أعلى درجات الصدق مع النفس، حتى إن بعض العلماء عرَّف الإيمان بأنه: الصدق؛ فقال: الإيمان الحقيقي أن تقول الصدق مع ظنك أن الصدق قد يضرك، وأن لا تقول الكذب مع ظنك أن الكذب قد ينفعك، ذلك لأن المؤمن يدرك أنَّ ما أصابه لم يكُنْ لِيُخطِئَه، وما أخطأَه لم يكُنْ لِيُصيبَه، مشيرًا إلى أنه لا إيمان بلا أخلاق، ولا إيمان بلا قيم، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): “أَكْمَلُ المُؤمِنِينَ إِيمَانًا أَحسَنُهُم خُلُقًا”، ويقول (صلى الله عليه وسلم): “لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَهْدَ لَهُ”، وعندما سُئل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن أكثر ما يُدخل الناس الجنة قال: “تقوى الله وحُسن الخلق”، مؤكدًا أن من أهم هذه الركائز إتقان العمل فنحن أمة يجب أن تعمل وأن تأكل من عرق جبينها، وأن علينا أن نتقن أعمالنا من منطلق قول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “إن اللهَ تعالى يُحِبُ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أنْ يُتقِنَهُ” فالإتقان سمة من سمات المؤمن في كل حركات حياته وسكناته.
كما أكد معاليه أن الإيمان بالله (عز وجل) هو مفتاح كل خير على مستوى الأفراد والأمم والدول، حيث يقول سبحانه: “وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ”، فالدول التي لا تبنى على الأخلاق تحمل عوامل سقوطها في أصل بنائها، وكما قال الشاعر :
وإذا أصـيبَ الـقومُ في أخلاقِهمْ
فـأقمْ عـليهم مـأتماً وعـويلا
وقال آخر:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
مؤكدًا أن ديننا هو دين العمل، فلا مكان لعاطلين أو متقاعسين عن العمل، وصافح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) رجلاً فوجد يد الرجل خشنة من آثار العمل اليدوي فقال (صلى الله عليه وسلم): “هذه يد يحبها الله ورسوله”، يقول شوقي:
وَقَفتُمْ بَينَ مَوتٍ أَو حَياةٍ
فَإِن رُمتُمْ نَعيمَ الدَهرِ فَاشْقَوا
مؤكدًا أن ديننا دين الإنسانية في أسمى معانيها، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”، ويقول (صلى الله عليه وسلم): “من فرج عن أخيه المؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة”، يقول الشاعر:
الناس للناس مادام الوفاء بهم
والعسر واليسر أوقات وساعات
ﻻ تقطعنّ يد المعروف عن أحــد
مـا دمـت تـقدر والأيـام تـــارات
وأكرم الناس ما بين الورى رجل
تقضى على يده للناس حاجات
واذكر فضيلة صنع الله إذ جعلت
إليك لا لك عند الناس حاجـــات
قد مات قوم وما مــاتت فضائلهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات
ولذا قالوا: ما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط، لاسيما في الأوقات التي تحتاج إلى التكاتف والتراحم من منطلق ديني وإيماني ووطني.
كما أن من تلك الركائز ركيزة الانتماء والانتماء للوطن، يقول شوقي:
وللأوطان في دم كل حر
يد سلفت ودين مستحق
كما أن مصالح الأوطان من صميم مقاصد الأديان، والوطنية ليست مجرد كلام أو ادعاء، فالوطنية عمل وفداء، فتحية واجبة لأبناء هذه المدينة والمحافظة الباسلة إذ نحتفل بعيدها القومي بيوم من أيام التضحية والفداء، حيث شكل أبناء السويس إلى جانب إخوانهم من أبناء الجيش المصري والشرطة ملحمة عظيمة هي ملحمة الفداء والوطنية تدعو للفخر والعزة، وهذه ضريبة الوطن علينا أن ندفعها جميعًا، فتحية تقدير لقواتنا المسلحة الباسلة، وشرطتنا الوطنية، ولأبناء السويس، ولكل وطني محب لدينه ووطنه.