ثم_أي..
وسكت الكلام فجأة..
وكأنما سقط في فجوة ما..
في فراغ الوجع..
أو في مضيق الحزن الذي يتسع لكل شيء..
إلا الشكوى..
-#متى؟!..
ذات مرة..
حينما أقنعت قلبي الساذج..
بفكرة أن الجميع يرحلون..
مهما كانت وعودهم بالبقاء..
لم أعاني معه رغم عناد الأطفال الذي يملأه..
أخبرته..
أن الحقائب المطوية متى أعدت..
فليعد نفسه لمواسم الصدمات، وهي كثيرة..
عودته ألا يندهش بعد أن انقضت فصول الانتظار، وخاب كل توقع..
لأنهم سيطهون الحجج جيدا لأستطيع مضغها بسهولة..
دون أسئلة مقيته، لا جواب لها..
وكأنه يعز عليهم جدا أن ألوكها بفمي نيئة..
لكن لا شيء عليهم حينما يزرعون الغصات بحلقي..
ويسقونها خذلانا تلو آخر..
ماذا عليهم بعد كل هذا العناء مع بور أرضي..
حرث وغرس وسقيا..
لم يبق إلا أن تميل السنابل وتنضج الخسارات..
وبم أطمع إلا في حصاد يكفي خزائن صبري؟!..
لتنفد وتنفد..
و…
تنفد..
-#أتعرف يا صديقي؟!..
كان الأمر يشبه تماما، من يمنحك ثوبا لا يلائمك..
لا رحمة منه..
وإنما ليمنح الرصاص فرصة كاملة..
ليرديك دون عناء..
دون سبق إصرار، ولا تدوينة واحدة في سجلات الترصد..
لن يكمن لك في الظلام..
ولن يتبعك في الأزقة الضيقة..
سيقتلك بيد طاهرة..
تعرف جيدا كيف تمحو آثار الجرم..
لا تهمة..
لا أدلة..
لا عقوبة..
رفعت الجلسة قبل أن تبدأ..
براءة تامة..
وبراح متسع..
إنه لم يكن يحميك كما ظننت..
وإنما كان يشفق على الرصاصة البائسة..
ألا تعاني أبدا..
حتى تستقر في أحشائك..
روح عارية..
وقلب يتيم..
ماذا أكثر؟!..
مت قرير العين إذن..
-#أتعرف؟!..
إنما العيب في قلبك، الذي كان يهرب في كل مرة..
مارق أنت..
أرهقت يد الصياد..
ولم ترحم وجع البندقية..
تمت..
النص تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..