ثم أي..
وصارت الأيام تمضي بهذه الطريقة..
دون أن يفتقدني أحد..
أو يسأل عني..
وكأنما راقني تجاهلهم لي..
ثم شيئا فشيئا ألفت الأمر..
ثم اعتدته..
ثم أحببته..
وكأني تلك البقعة المنسية التي سقطت من المدى..
لكن أغرب ما في هذه الخرافة..
أنهم صاروا يسقطونني واحد تلو آخر..
بينما كنت-رغم تظاهري بالتجاهل التام-أزيد جرعة الذكريات في كل مرة..
ليبقى باعث الأسى أكثر وأكثر..
أغذيه سهوا بماء حرماني..
وأرقبه قهرا، ريثما يكبر..
-#يليه..
جائرٌ، هو الشعور بأنك غير مهم لدى أحد..
حينما يسقطونك من حساباتهم..
من ذاكرتهم..
من قواميس بحثهم..
من المدونين لديهم في سجلات الغائبين المرتقب قدومهم..
والأكثر جورا..
أن يظلوا عالقين بك..
كجنين معلق برحم..
لم تسقطه محاولات الإجهاض المتكررة..
ملعونٌ هو، عمق الشعور الذي يخلف وراءه كل تلك اللعنة..
كل هذه الغصة..
التي تنام داخل حنجرتك فلا عتاب تستطيع..
ولا صراخ..
أنت وحزنك..
وسنابلٌ ملأى..
قصة حصاد خائن..
أعطاك غير الذي زرعت..
ففيمن كان العيب يا ترى؟!..
هو السؤال الذي يبقى لما بعد الموت معلقا..
وهل يفيد الميت أن يخبروه..
من جهز السهم؟!..
من بلله بالسم؟!..
ومن أطلقَ؟!..
انتهى..
النص تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..