كل مقدمة خطها قلم الناقد الكبير سعادة الدكتور أيمن تعيلب Ayman Tealip ، لسلسلة كتابات نقدية، إبان رئاسته تحريرها، لها تقدير كبير جدا عندي.
تبين هذه التقدمات عن فلسفة الكتابة النقدية لديه، فهو ينحو منحى فلسفيا، تأويليا، بغية الكشف عن الجوانب الجمالية وآليات اشتغال النصوص.
كما تشكل هذه التقدمات ضفيرة فكرية وثقافية لا تنفصل عن فكر الناقد الذي يقدم له، بل إنها تضيء كثيرا من جوانب فكر صاحب الكتاب، وتضيف إليها الجديد في موضوعها، وتربط بين سياق الدراسة وغيرها من الدراسات الأخرى في مجال اشتغالها.
وتكشف هذه التقدمات، أيضاً، عن ذكاء ولماحية، عبر تهيئة أفق انتظار القارئ، وتشويقه كذلك، للقراءة وطرق باب الدراسة متسلحا بما تحويه المقدمة من أدوات ووعي بالقضية المطروحة، فهي بمثابة النور الذي يهتدي به السائر في دروب النص الوعرة.
ويمكن القول، من دون مبالغة، إن هذه التقدمات وغيرها من مؤلفات تعيلب تكشف، أيضاً، عن منهجه النقدي، الذي أراه يركز على الجانب الفلسفي التأويلي، دون إغفال جماليات التلقي، بما يوكد موسوعية القراءة الفلسفية كمدخل رئيس لدراسة النقد، وذلك ما نفتقده كثيرا في دراساتنا الأكاديمية، بل الثقافية بعامة.
وهو ما يوضحه أكثر ، في كتابه “خطاب النظرية وخطاب التجريب” بقوله: “لا بد من إحداث تطويرات تنظيرية منهجية جذرية وأصلية في جميع طرائق وعينا الجمالي والمعرفي والاجتماعي والسياسي والقيمي باللغة والعالم والواقع والذات، والتقاليد الجمالية المتوارثة والمعاصرة معا، مما يستتبع بالضرورة تغيير الوعي الجمالي بالنص الأدبي معا”
أحيل القارئ إلى قراءة هذه المقدمات، وأبرزها، نموذجا، كتاب “قراءة النص”، للعالم والناقد الكبير المبدع د.عبدالرحيم الكردي، وغيره من مؤلفات سلسلة “كتابات نقدية”.