لسنا آلات ياسيدي
من حقنا أن نصرخ
أن ننهار
أن نتبدد
أن نتهاوى
أن نُجن
إذاً….
لماذا تصر أن تبدو بتلك الصلابة وذاك الصمود
لماذا تتقن دور المرأة القوية بهذي الدقة
حدّ أن تلاشت فيه
ظلت تخبىء ضعفها
هشاشتها
انكسارها
هزائمها
خيباتها
الصفعات التي باغتتها بها الحياة
خذلانها مقابل البذل
لماذا تظل تستمع
تربت
تجابه
تدعم
تعين
وهى كومة ركام
تغالب انفعالات تعتلج داخلها
و لا تعلن
لا تتأوه
لا تصرخ كفى
تصطدم روحها بكريات الغضب في دمها
تنفجر فيها
وظاهرها متماسك
قاس أن تخفي غليانك
ألا تمنح بخار وجعك
ثقبا ليتسرب خارجك
قاس وحارق
أن تمضي
وأنت تود الهرب
أن تبسم وكل مافيك بكاء
أن تكمل وأنت توقن النهاية
قاس ألا تكون أنت
وأشد قسوة
أن تكور أيامك ..
تدسها تحت ركام اللاشىء
وتتحرك كدمية
تكمل طبق اليوم
ترتيب الغرف
كيّ الملابس
رص الكتب
تمسح الغبار عن الأشياء وتعجز أن تمسحه عن روحك
تعجز أن تكسر تحفك وقد صرت تشبهها
أن تقف لتستدر
تغير دربا استنزفك
تعلن ثورة
تهدم سجنك
وتصارع ذاك التيه لتنجو
قاس ألا تفعل
أن تصمت
أن ترتب الأشياء والفوضى داخلك
أن تكتسي ملامحك بالهدوء
تدعي الثبات
بينما يعلو الصراخ بأرجاءك
يبتلعك بركان وأنت تضع على شفتيك ابتسامة
كأنك بخير
بدلا من أن تضرب رأسك في حائط
وتنفجر باكيا !!