بالتأكيد ان ما نراه على شاشات التليفزيون حاليا من مباريات كرة القدم فى منافسات كأس العالم ليس له علاقة بكرة القدم التي نعرفها ونمارسها فى مصر.ما على هذا تربينا ولا على هذه السرعة فى المباريات اعتدنا.كيف يمكن أن تجتمع كل تلك الإثارة والمتعة فى مباريات كرة القدم التى يمارسها فى العالم بينما ليس لنا نصيب من هذه اللعبة سوى التعصب والفرقة والتشرذم والخناق؟!, ما هذه الروح الرياضية التى نراها عقب كل مباراة فيها فائز وخاسر ويخرج الاثنان يتصافحان,الفائز يطبطب على الخاسر الذي لا يجد أي غضاضة فى تهنئة الفائز.ماهذا الحماس منقطع النظير الذي تشهده المدرجات ثم ما هذه المدرجات أصلا التى تعج بكل صنوف البشر جاءوا ليحتفلوا وينبسطون فى احتفالات كرنفالية مبهجة ثم يغادرون الملعب بنفس الحماس الذي جاءوا به بغض النظر عن نتيجة فريقهم الذي جاءوا يشجعونه,فهى فى النهاية مجرد مباراة فى كرة القدم لا تعني نهاية الدنيا سواء كنت فائزا أو غير ذلك.لا ينبغى تحميل الأمور أكثر مما ينبغى.
أما عن سرعة إيقاع المباريات فهذه قضية أخرى تؤكد ما سبق ان بدأت به المقال من انه حرام ان نطلق على ما نمارسه فى الماتشات عندنا كرة قدم فهو شيء أقرب للعبة قديمة كنا زمان نمارسها فى الحارات اسمها فى الصعيد”الحجلة” وفى القاهرة والوجه البحري يسمونها الاولى وهى لمن لم يمارسها أو يعرفها عبارة عن رسم مربعات على الأرض ووضع طوبة فى احدى المربعات والشاطر هو من يحرك تلك “الطوبة” من مربع لآخر وهو يحجل برجل واحدة رافعا الثانية لاعلى.ومع احترامى لتلك اللعبة القديمة إلا أن كرة القدم عندنا عبارة عن لعيبة يحجلون فى أرض الملعب دون فكر أو هدف.
لعلي لا أبالغ لو قلت أننى أفكر فى عدم الفرجة على بقية ماتشات كاس العالم نظرا لذلك الإيقاع السريع الذي يجعلنى ألهث طوال التسعين دقيقة والوقت بدل الضائع وكأننى ليس فقط اشاهد المباراة فى الملعب بل وكأني اشارك فى اللعب نفسه.قلبى لم يعتاد على متابعة كرة قدم بهذه السرعة وأخشى عليه من فرط الانفعال.أفكر جديا فى العمل بنصيحة صديق طبيب قلب استشرته تليفونيا فقال منزعجا:يا مجنون حد يعمل كده؟ تشاهد ماتشات كأس العالم السريعة وانت فى هذه السن, طبعا جرعة ثقيلة على القلب.فلما سألته عن العلاج قال:ليتك تتوقف فورا, والافضل من باب الاحتياط أن تشاهد مباراة او اثنين فى الدورى أو الكأس المصري حتى تهدأ ويعود قلبك للعمل بمعدلاته الطبيعية!!