لكل منا شاطيء …. شاطيء الذكريات ترسو عليه سفينه الذكريات وهي تحتضن الماضي بكل مرارته وقسوته … واحيانا حلاوته …في تحدي للأيام والزمن لا نملك من الماضي إلا الذكريات المحفورة في القلوب والعقول …نقف أمامها احيانا مبتسمين أنها مرت وعدت وأصبحت ذكري وان الوجع والألم لم يعد موجودا … واهم من يعتقد ذلك …. حتي لو الوجع والألم والحنين أصبح ذكري فالذكريات تعود بنفس الوجع ونفس الالم .. نحن لا نملك مفاتيح للقلوب نغلقها وقتما نشاء بل نحن أسري لا نمتلك خيارا في اي شيء حتي عندما تلاحقنا الذكريات نفتح لها دون إرادة ابواب وشبابيك لتطل علينا من جديد معلنه أنها ابدا لن تموت يوما …
شاطئ الذكريات … يحمل بين ضفتيه سفن عديدة …مختلفه ترسو عليه …لأشخاص وأشخاص لم يعرفوا بعض يوما أو كانوا يوما احبه. … او اصدقاء … اوتربط بينهم علاقه عابرة في الحياة قد لا تتجاوز ساعات أو أيام ولكنها تركت ذكري … ذكري تعيش بداخلك وعلي شاطيء ذكرياتك العمر كله .. لا تعتقدوا إن الزمن مر ..وتاخذكم الدنيا في دوامتها التي لا تنتهي …. قد تكون الذكريات انتهت بحساب الوقت والزمن ولكن بحسابات القلوب فهي تسكن اعماق القلوب في مكان مختبيء عن العيون …. انت فقط من تعرف المكان والزمان وابطال الحدوته ….
كنا نقف علي الشاطيء احيانا برغبه منا في أن تستدعي تلك الذكريات لنعيش معها بعض الوقت رافضين الواقع بكل ما فيه مستسلمين طواعية دون مقاومة …. او رغبه في التغيير للأفضل .. تتعلق قلوبنا بذكريات حلوة تدخل الضحكة والبهجة علي قلوبنا فنضخك بصوت عالي معلنين اننا هنا في مكان ما .. تأخذنا الأمواج العاتية في رحلة … قصيرة في الخيال لنقابل أشخاصا تركونا بداخلنا اثر كبير .. قد يكون سببا في تحول حياتنا من مرحلة إلي مرحلة أخري … ولكننا في كل الأحوال لا نتمني أن تتنهتي الرحلة الخيالية ابدا … كل مرة نعود دون مقاومة مثلما ذهبنا دون مقاومة .. كل منا يهرب بمشاعرة ووجدانه في هدنه من كل شيء … يجلس علي شاطئه الخاص به ممسكا بفنجان قهوته … متحديا العالم في صمت وابتسامه تخفي أكثر ما تعلن .. أنه شاطيء الحب والذكريات … كل شخص منا لديه شاطيء الذكريات ..كل الذكريات هي حياة بعيدة قريبه …. بعيدة عن الواقع قريبه من القلوب عندما تستدعيها نعيش ونحيا وتاخدنا الحياة بكل صراعاتها وصخبها ولا تأخذنا من تلك اللحظات التي نعود فيها إلي الوراء معلنين الهروب من واقع مرير الي ماضي وذكريات مرت عليها سنوات لنختبيء في رداء الماضي بكل قسوته وحنانه وقوته وضعفه بكل ما فيه ..نتمني الا نعود مرة اخري حتي لو كان الواقع جميلا … فالذكريات هي جزء من تكوينك الإنساني تركت في وجدانك وقلبك اثر عميقا شكلت الحاضر وساهمت في بناء من انت عليه …. احتاج الي وقت للذهب الي شاطيء ذكرياتي قد اجد فيه يوما مرسي لاحلامي … قد نتقابل يوما معا ..علي شاطيء الذكريات
