لا يقتصر تأثير الطقس القاسي على البشر فقط، فموجات الحر وحرائق الغابات والجفاف والعواصف تهدد العديد من الأنواع الحية، سواء البرية أو الداجنة.
أجرت جيني ديورانت أبحاثًا حول صحة النحل لأكثر من 10 سنوات، مع التركيز على نحل العسل. في عام 2021، وبدأت تسمع لأول مرة من المربين عن تأثير الجفاف الشديد والأمطار على صحة خلايا النحل.
ظروف الجفاف في غرب الولايات المتحدة عام 2021 تسببت في جفاف غذاء النحل المتمثل في رحيق الأزهار وحبوب اللقاح، اللذين يحتاجهما النحل لإنتاج العسل والبقاء بصحة جيدة. وحدَّت الأمطار الغزيرة في الشمال الشرقي من أوقات طيران النحل بحثًا عن الغذاء.
في كلتا الحالتين، كان نحل العسل يتضور جوعاً، وكان على النحالين إطعامه بالمكملات كالماء المحلى بالسكر وحبوب اللقاح، أكثر مما يفعلون عادة، للحفاظ على حياة خلاياهم. وفقد المربون ما بين 50٪ إلى 70٪ من خلاياهم خلال شتاء 2021-2022.
كل عام، تستضيف وزارة الزراعة الأمريكية ووكالة حماية البيئة الخبراء الفيدراليين لمناقشة أحدث الدراسات العلمية حول صحة النحل والمُلقِّحات، وتقييم حالة هذه الحشرات والطيور والخفافيش الهامة. هذا العام اتضح أن تغير المناخ أصبح عامل ضغط جديدًا وهائلًا على النحل.
تبين ان تغير المناخ يهدد النحل في جميع أنحاء العالم. في أستراليا، تسببت حرائق الغابات والجفاف في مقتل ملايين النحل في السنوات الأخيرة.
الحشرات التي تقوم بتلقيح النباتات، ومنها النحل، تساهم بما يتراوح من 235 إلى 577 مليار دولار سنويًا للزراعة العالمية، بناءً على قيمة المحاصيل التي يتم تلقيحها.
أحد أكثر التهديدات خطورة على نحل العسل هو طفيل الفاروا، وهو سوس طفيلي يتغذى على أنسجة “الجسم الدهني” للنحل، وهو مثل الكبد في الثدييات، يقوي مناعة النحل، ويساعده في تكسير المبيدات الحشرية والبقاء على قيد الحياة خلال فصل الشتاء.
ويمكن للفاروا أيضًا نقل مسببات الأمراض القاتلة إلى نحل العسل، مثل فيروس الجناح المشوه. ويعد التحكم في أعداد الفطر أمرًا صعبًا، حيث يحتاج إلى استخدام مبيد حشري في الخلايا. ومن الصعب العثور على مركبات قوية لقتل الفطر دون الإضرار بالنحل.
وأظهرت الدراسات بالفعل أن تغير المناخ يعطل الروابط الموسمية بين النحل والزهور. حلول الربيع في وقت مبكر من العام، يجعل الأزهار تتفتح في وقت مبكر أو في مناطق أخرى بعيدة، وقد لا يكون النحل موجودًا ليتغذى عليها. حتى إذا تفتحت الأزهار في أوقاتها ومواقعها المعتادة، فإنها قد تنتج حبوب لقاح ورحيقًا أقل تغذية في الظروف الجوية القاسية.