أما بعد..
فقد كان أرقي الليلي يزعجني جدا..
وارتعاش ظلي الذي يتسكع على الجدران خلف الأضواء الباهتة..
كان يؤرقني كمُّ الشوق والحنين، واللهفة التي تتضخم بداخلي..
السهد والحيرة..
وكمُّ الأسئلة المعلقة في ذهني كالقناديل، بلا جواب..
وتلك الليالي الطويلة من الترقب والانتظار بلا فائدة..
أما الآن..
فما يزعجني حقا، أني صرت لا أنزعج أبدا..
لا أبالي،،،
لا أقلق..
لا أهتم..
ولا أنشغل..
لا أحزن ولا أفرح..
لا أتساءل..
ولا أنتظر..
ولا أمل من وحدتي الطويلة بعدما هجرني الجميع..
ليس لبلادة الشعور كما ظننت..
وإنما هو النضج الذي غزانا مبكرا جدا..
واغتال أشياءنا القديمة كلها دفعة واحدة..
وكان حريا بنا أن نظل أبرياء أكثر..
أن نظل نقلق ونخاف ونتمنى ونتألم..
ونعترض ونمتعض ونتأفف ونتأسف..
بعفوية الصغار كما كنا..
تلك الأشياء التي كانت الخيط الذي يربطنا بشعور أننا ما زلنا على قيد الحياة..
لكنه الحزن..
سامحه الله..
سلبنا تلك الأشياء بمنتهى القسوة..
وتركنا صرعى على أسِرّة اللا مبالاة..
اللا ألم..
اللا دهشة..
اللا وجع..
حتى من السقوط والصدمات..
انتهى..
أنين متعب..
بقلمي العابث..