أعرف ؛
أنني إنسانة ذات خوفٍ دائم ، يرافقني القلق لا يبارح أضلعي ، إنسانة تعترف بهزائمها لتلوي رقبتها وتنتصر !
أنا لا أكترث بما يجري حولي ، لا أكترث بالنملة التي تمشي على يدي ،
لا أكترث بصفقة القرن ، ولا خطابات السياسة المُدوّية ، ولا بمن طرق باب بيتي قبل قليل …لا أفهم ولا أوجه الوعي نحو التفاصيل الكبيرة في الحياة .
أنا مُنشغلة في تأمل التفاصيل المِجهرية الدقيقة ، التي تصنعُ عقلي ، وتعجن روحي في دهاليز العَظَمَة .
صباحاً حين أضع كفي على وجهي ،
وكوعي على حافة النافذة ، أُراقب وجوه الأطفال الذين يَشتِمونَ طريق الذهاب إلى المدرسة ، في هذا البرد الشديد ، أنظر إليهم مُبتسمة ، وأهمس إلى ملامحهم البريئة ، كم تشبهون الطفلة التي في داخلي .
أتمنى تلك اللحظة التي أصرخ بها بأعلى صوتي أنادي كلّ واحدٍ منهم ،
(بصباح الخير ياحلو).
أضمهُ وأقول له !
إنه أملٌ جديد يا كرنوش .
إنها كذبة جديدة ، ومأزقٌ آخر.
وأن نصائح أمك صباحاً لن تنفعك في الكبر .
بل حين ستكبر ستعيد تدويرها ، لأن العالم فاسدٌ وظالمٌ جداً يا صغيري ،
الخُلاصة ؛
صباح الخير ..
لنا نحن المُسلحون بالإيمان ، بأن القادم أقبح ، لكنّنا سنضحك كثيراً حتى آخر ضرسٍ فينا .
سنتجاوز كل الكسر ونحن الحُفاة لأن ما بعد العسرِ إلاّ يسراً…
ذاك القلب المُتشقق من القهر ، لا زال فيه الدماء والنبض ، والورد والأحلام رُغماً عن أنف الحياة الطويل ، والبرد القارس ، الذي أشعر به الآن
لكني سأظلُّ بفرح وأمنيات الطفلة التي بداخلي ، كي أستطيع مواجهة الحياة ، وتراكماتها وصدماتها ، بل وانكساراتها …!