كتبت: سامية الفقى
حقق مستشفى سرطان الأطفال مصر 57357، إنجازا كبيرا خلال الفترة الماضية، حيث ارتفعت نسبة الشفاء في أحدث تقييم عمل مطلع يناير الجاري، إلى 71.7% من عدد المرضى، بعد أن كانت، 71.2% في التقييم السابق، حيث أضيفت نسبة 5.% جديدة، وبذلك تقترب من النسبة العالمية في الدول المتقدمة والبالغة 80% .
وقالت المستشفى في بيان اليوم: عندما نتحدث عن الأرقام بشكل عام في حياتنا، نتصور أن ارتفاع نسبة من 71.2% إلى 71.7%، هو ارتفاع طفيف لا يُذكر، لكن الأمر يختلف عندما يكون الحديث عن فرص حياة أطفالنا، ونجحنا بفضل الله وكرمه في إضافتهم لقائمة البقاء على قيد الحياة، والاقتراب كل يوم من نسب الشفاء العالمية 80%.
فنحن في مستشفى 57357، هدفنا وأعيننا على نسبة الشفاء، ونحلم بأن كل طفل يدخل المستشفى يعود سالمًا إلى أهله، وبأي ثمن، وهذا ليس فقط حلم العاملين بالمستشفى، ولكن أيضًا حلم كل المصريين الذين كلفونا بهذه الأمانة.
وتساءل المستشفى، كيف يتم حساب نسب الشفاء؟، مجيبا: “مستشفى 57357، مميكنا بالكامل، ولديه نظام مميكن لحساب نسب الشفاء، يبدأ بتسجيل وحساب أعداد وبيانات المرضى، وكل ما يخص مراحل العلاج، مع تحديث ومتابعة هذه الأرقام أولًا بأول، طوال فترة العلاج وبعد الشفاء، وهو ما يجعل النسبة تتغير دائمًا، وفقًا لتجديد الأرقام والبيانات.
ولمزيد من الحرص على دقة البيانات ومصداقية الأرقام، يلجأ المستشفى دوريًا لمصلحة الأحوال المدنية، لمتابعة أسماء المرضى الذين انقطعت صلتهم بالمستشفى بعد العلاج والمتابعة، للتأكد من بقائهم على قيد الحياة، وإعادة تحديث البيانات تلقائيًا، وفقًا لهذه النتائج، حتى تكون معدلات الشفاء المعلنة محسوبة بمنتهى الدقة والشفافية، ويتم إعلانها مرتين في السنة في شهري يونيو، ويناير.
ولكن يبقى السؤال ما وراء هذا الارتفاع، وكم يساوي احتفال طفل بآخر جلسة كيماوي؟
الإجابة في 3 كلمات: “جودة.. رعاية صحية.. تعليم وبحث علمي”.
فهذه الكلمات، هي الأعمدة الأساسية لأي رعاية صحية سليمة، تتضمن أطباء متفرغين حريصين على التعلم المستمر، ويجرون في نفس الوقت أبحاث علمية، لأننا لن نتقدم إلا بالبحث العلمي، ومعامل حديثة مميكنة، لتلافي أخطاء العامل البشري، وقسم صيدلة إكلينيكية، يعد الجرعات الدوائية المناسبة لكل مريض وتسليمها في مواعيدها، وقسم هندسة طبية يُتابع شراء وتحديث الأجهزة، وفي نفس الوقت متابعة الصيانة الدورية للحفاظ عليها، وضمان عملها بأعلى كفاءة.
إضافة إلى الحرص على تطبيق إجراءات صارمة لمكافحة العدوى، ودقة وانتظام في عمل سلاسل الإمداد، وأنظمة صارمة للسلامة والصحة المهنية لحماية المرضى والعاملين، والمبنى نفسه، وقسم تغذية علاجية، للاهتمام بغذاء الطفل كعامل أساسي لرفع مناعته، والكثير من التفاصيل.. ندعوكم لرؤيتها بأنفسكم.
وواصل المستشفى: إننا ننظر إلى رقم واحد فقط، وهو نسب الشفاء، ونعمل على زيادة عدد أسرة زرع النخاع إلى ٢٧ سريرًا، لزيادة نسب الشفاء أكثر من ذلك، كما وعدناكم، ليس لأنها مؤسسة خيرية، لا يُمكنها أن تُقدم أفضل رعاية صحية، فكما تعودنا، عندما يمرض أي منا، البحث عن أفضل دكتور، وأفضل مستشفى، فألا يستحق أطفالنا أفضل رعاية صحية؟
وقالت: كل ما تم ذكره، ليس برفاهية، كما يتصور البعض، ولكن حياة أطفالنا، أمانة في أيدينا إلى أن يصلوا لبر الأمان، ولا يُمكن أن نقبل بالتهاون أو التهوين حينما يتعلق الأمر بأطفالنا، فما نفعله الآن هو إرث لأجيال قادمة.
كما قال الله تعالى في سورة الرعد: “فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ”، صدق الله العظيم، وهذه أمانة كلفنا الله بها، “وإن الله إذا كلف أعان”.