أما بعد..
وستعود يا صديقي يوما..
تبكي الذكريات والطرق..
يُؤلمك الحصى والملامح والرماد..
ستبكي..
بلا دمع..
بلا صوت..
بلا نحيب..
لا شيء حينها سيفرحك..
حتى ذلك الفراغ المتسع..
تغاير الوجوه وتباين الأحداث..
أتعرف؟!..
لن تغريك كل النداءات..
ولن يبقيك بكاء النايات..
مهما لمس حنينك الغابر..
أَعلمُ أنك لن تغامر..
ستعاند..
وتكابر..
وتخفي وتجاهر..
لكنك لن تعود لتلك المشاعر..
فأي قلق يا ترى ينهشك الآن من الداخل؟!..
في أرض يا صديقي تركت طمأنينتك القديمة؟!..
وأين يا ترى..
ودعت مسافات الأمان؟!..
ما الذي جعلك تخاف إلى هذا الحد؟!..
حتى من ظلك الملعون..
المصلوب قهرا على الجدران..
انتهى..