بعيدًا عن اتجاهات التنظير حول فوضى الفضاء الإعلامي الذي يهيمن عليه آراء فكرية شاذة ومتطرفة؛ يبدو لزامًا طرح السؤال التالي؛ لماذا الإصرار على المساس بالأسرة المصرية؟ لماذا الإلحاح على زعزعة العلاقة بين الزوجين؟ لما لهذه العلاقة من خصوصية وقدسية؛ لا يجوز تناولها دون وعي، ودون مراعاة للاعتبارات الأخلاقية القويمة.
تريند نريد صنعه؛ أم اللهث خلف الإعلانات؟ أم شهرة زائفة لمذيع أو مذيعة؛ وجدت مضللًا أقنعها أنها تنويرية ومثقفة؟ أم الإجابة كل ما سبق؟ من منح لهؤلاء تفويضًا بتقديم نصائح حول العلاقة بين الزوج والزوجة؟ نصائح لمجرد أنها أرادت ذلك؛ فوجدت على الفور منتجًا يصدقها، والأهم جمهورًا يتابعها وينشر مقاطعها؛ دون مرجعية أو خلفية ثقافية في أي مجال، أو فرع علمي.
ومع انتشار كل مقطع صار الأمر يتنامى تدريجيًا ككرة الثلج التي أخذت حيزًا كبيرًا؛ يفوق مكوناتها وجوهرها المتواضع؛ حقًا هو جوهر متواضع وهش وعديم المحتوى؛ ذلك المضمون الداع إلى تخلي المرأة عن كرامتها، واستفزاز ثوابت العلاقة الإنسانية الكريمة بين الزوجين؛ لا لسبيل من ذلك سوى إثارة الجدل والهوس الإلكتروني، وتصدر السوشيال ميديا التي صارت –للأسف الشديد- تكرم أشخاصًا، وتهين آخرين.
للمجتمع المصري دعائمه الأخلاقية التي تعززها أجهزة التنشئة الاجتماعية؛ بدءًا بالأسرة مرورًا بالمدرسة، والمسجد أو الكنيسة، والنادي، والجامعة، وستظل هذه الدعائم راسخة؛ لأنها قائمة على قيم أصيلة داعية داعية لأهداف سامية؛ تُعلي من فضيلة التسامح، والتآلف، والثقة المتبادلة بين الزوجين؛ هذه الثقة هي أساس التكامل والتعاون، والتناغم المشترك؛ من أجل قيادة دفة الأسرة الناعمة بالسكينة والراحة؛ تلك إذن تعاليم الدين، وأعراف المجتمع القويم.