لا تبحث فى ذاكرتك كثيراً عزيزى القارئ عن قصص الحب الجميلة لتتذكر متى سمعت بهذا الثنائى الرائع فهما ليسا من المشاهير على مستوى العالم ولا حتى على مستوى الجمهورية، لكن الكثير من أبناء الأقصر يعرفونهما جيداً.ربما لو جاء هذا الثنائى فى زمن أديب عالمى بحجم وليم شكسبير مثلاً لوجدت اسميهما مخلدين بين سطور روائعه التى بقيت على مر التاريخ، تدرس فى المدارس والجامعات.
حجاج الصعيدى وسهام شمس بارك الله فى عمريهما من رجال وسيدات التربية والتعليم سابقاً. حصل الرجل فى بداية حياته على دبلوم التجارة وحصل على وظيفة فى السكة الحديد لكنه لم يكتف بذلك ومع الوظيفة حصل على ثانوية عامة ليلتحق بكلية التجارة حيث الطموح والأمل فى مستقبل أفضل. كيف لا والرجل معجون بالتحديات التى أوصلته لأن ينهى سلمه الوظيفى فى أعلى مرتبة وكيلا لوزارة التعليم بالأقصر. أما عن سهام شمس الدين خريجة كلية البنات فحدث ولا حرج عن تلك العقلية الراجحة ورمانة الميزان التى احتلت المكانة اللائقة بها فى قيادة دفة تربية الأولاد وإدارة شئون زوجها وبيتها كأحسن ما يكون الإدارة دون أن يؤثر ذلك على سلمها الوظيفى فى مجال المكتبات حيث تولت عدة مناصب قيادية فى تخصصها.. ارتبط حجاج وسهام وتزوجا منذ أن كانت طالبة فى كلية البنات، تحصد فى كل عام المركز الأول، وهو فى بداية مشواره العملى. حدث أن أنجبت سهام طفلاً وقد اقترب موعد الامتحانات للسنة النهائية وكان لزاماً عليها السفر للقاهرة.. فقرر هو أن يتحمل مسئولية الطفلة مع جدتها بالأقصر وسافرت هى القاهرة للامتحان. وظل هكذا وفى كل عام مسانداً لزوجته، يمنع عنها أى أخبار سيئة مثل مرض شخص عزيز أو وفاة قريب أو حبيب. حدث مرة أن توفى قريب غالٍ جدا على سهام أثناء امتحاناتها بالقاهرة وكان حجاج يدرك أن سماع سهام للخبر سوف يخرجها عن تركيزها. فلم يخبرها بحالة الوفاة وسافر إليها للقاهرة، خشى حجاج أن يتسرب الخبر عن طريق أى طالبة من الأقصر تقطن المدينة مع سهام فأخذ زوجته من المدينة الجامعية ليحجز لها فى أحد الفنادق مبررا ذلك بتوفير جو مناسب. وانتظر معها حتى انتهت من امتحاناتها حتى أخبرها بأن صاحب الودائع استرد وديعته.
بين حجاج الصعيدى وسهام شمس وجريدة الأخبار علاقة تستحق هى الأخرى أن يفرد لها صحفاً بأكملها.. أتحدى أن يكون هناك قارئ لم يفته ولو حتى عدد واحد من الأخبار غير حجاج وسهام. وهما الآن مع تقاعدهما عن العمل وتزويج الأولاد والبنات يعتبران أن الأخبار هى التى تربطهما بالعالم الخارجى. توصلا لاتفاق يرضيهما معا: فمن يقرأ أولاً يقوم بالقراءة بصوت مرتفع فيسمع الآخر فى نفس الوقت، فإذا تعب حجاج من القراءة قرأت سهام والعكس صحيح.. من سوء حظ الحياة السياسية فى مصر أن حجاج الصعيدى وسهام شمس لم يمارسا السياسة بمفهومها المعروف، ولو فعلا، لكسبت الحياة السياسية فى مصر عقليتين فذتين تفهم كل منهما جيدا فى علم السياسة والاقتصاد والثقافة والفن والتدبير والتخطيط، ثنائى يجيدان تطبيق ما يفهمانه على أرض الواقع.فالموضوع ليس مجرد علوم نظرية.لذا نجح حجاج وسهام فى حياتهما ولا يزالان. فشكرا لهما على أن قدما للمجتمع خمس قصص نجاح من خلال الزهرات الثلاثة الجامعية شيماء وطبيبة النساء اللامعة أسماء والمحاسبة إسراء والشابين الرائعين الطبيب العالم أسامة الذى تتسابق الدوريات العالمية على نشر أبحاثه القيمة والمحاسب الكبير أحمد.وكل الدعاء لهذه الأسرة الجميلة بدوام الصحة والعافية لتقدم للبشرية كلها دروسا فىالإنسانية والنجاح.