ثم أي..
أما عن الأماكن يا سيدي..
فهي مسارح الأحداث..
تحمل ذكريات ضحكة..
لقاء..
وربما..
بكاء..
حين وداع..
بقايا عطر عالقة بين ضلوع الأرائك..
وحديث صمت مات في عيون القمر..
قبل أن يولد..
أما نحن..
فحدث ولا حرج..
نحن المنبوذون، تبت يدانا..
لا بقينا على طهارة الأطفال فينا..
ولا استطعنا أن نعبر مسالك الظن..
إلى يقين تناخ عنده مطايا الرجاءات..
لا نحن يوما لحقنا بهؤلاء..
ولا نحن الذين خُلقنا..
ملائك..
أما عن أشخاص من ننعى..
فهم زائلون يوما ما..
فلا شيء يبقى بعد رحيل وجوهٍ أحببناها..
سوى غصة بالحلق..
وزلزال وجع بالعمق..
وتلك العاصفة القاتلة..
التي تضرب شواطئ أيسرنا آخر كل ليلة..
حينما تقرع أجراس الوحدة..
بين أرق لا تغمض بسببه العيون..
ورغبة قاتلة في أن نفقد وعينا لألف قهر قادم..
بلا جدوى..
حينما ينفضُّ عنا الجُلَّاس..
ويغادرنا الحاضرون على قيد الغياب..
ليحضرنا الغائبون على قيد الاحتلال..
ينفرد بنا غول الليل، لنقلب دفاتر الخذلان صفحة صفحة..
نجاهد لعنة الذكريات..
نحلم بأن نفقدنا..
نفقد ملامحنا..
مشاعرنا..
ومسارح أحداثنا التي غلبت شقوتها الأهوال والرزايا..
نتمنى لو نترك في فراغات الصبر وجعا يأبى أن يرحل..
يحضرنا الغائبون على قيد الحضور..
أو المرتقب حضورهم خيالا لا أكثر..
ينهشنا ذئب الانتظار حتى العظم..
وينشب مخالبه في أرواحنا..
حتى ينقطع اللهاث..
هو ألم..
ربما لا يمحوه عنصر الحياة الثاني..
الزمن..
لا مكان بغير زمان..
ولا زمان يدور في غير متسع..
وإلا أضحى على قيد المعدوم..
نلتقي غرباء فيجمعنا مكان..
حدث..
وزمن ربما لا يطول..
ثم نفترق..
وفينا تلك الأشياء التي لا تنسى..
ولا تُمحى..
لنغادر ونحن نحمل على عواتقنا وزر الشوق..
خطيئة الأمنيات..
وجرم البياض الذي يلوثنا..
بحثا عن أرض جديدة..
لا يكفر أهلها معتقد من قال:-
(وبعض الحب حياة)..
ليظل ما بداخنا الملطخ بالبياض..
محض أضغاث أحلام..
أو..
أمنيات جاهلة..
في زمن عقيم..
انتهى..
النص تحت مقصلة النقد
بقلمي العابث..
نص مؤجل من سنتين..