تقولُ رفيقتاي
وقد بكينا طويلاً
ما الذي نبكيه فعلا؟
أنبكي قسوةَ الخذلانِ؟
يكفي
تعوَّدنا جراحاً ليس تبلى!
أنبكي هجرَ من رحلوا؟
كفانا
من اختار النوى
(أهلاً وسهلا)!
أقول لهنَّ
بل نبكي عليهم
يكادُ القلبُ بالزلزالِ يصلى!
قضوا تحت الركامِ
فويح قلبي
على جرحٍ لمكلومٍ وثكلى!
على الشهداءِ
والأنقاضُ وحشٌ
بلا قلبٍ يرى شيخاً وطفلا
على الأُمَّاتِ
يا وجعي على مَنْ
ترى أطفالَها صرعى وقتلى!
وأهلُكِ هل هناك؟
فكادَ قلبي
يظنُّ (نعم) تقومُ مقامَ (كلَّا)!
نعم أهلي نجوا
لكنَّ قلبي
يرى كلَّ البُكاةِ هناك أهلا!