حقيقى أنه ب «حسبة الزمن» وبقواعده التى لا نعرف غيرها صار
عمره بينئا الأن سنة واحدة، إذ أطفا «شمعته الأولى»الأسبوع الماضى،
وبالتحديد فى ١٣ مارس، لكننى أكاد أجزم أن الأمر لم يكن كذلك
بالنسبة للتحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى الذى ولد كبيرا،
بحجم دوره المجتمعى، ونبل فكرته الرائدة، واللذين لخرجا معا للنور،
تزامنا معاعلان الرئيس عبد الفتاح السيسى «٢٠٢٣٢» عاما للمجتمع
الدني
كان باديا من اليوم الأول، والاجتماع الأول، أن المشاركين فيه يدركون
أبعاد المطلوب منهم بدقة بالغة، ويغون قبل ذلك أنهم سيكونون دوما
فى سباق سع الزمن، وهو ما ارتضود بحب وإخلاص، واتضج مع الأيام
المتعاقبة قدر حماسهم له.
«صف واحده هكذا انعكس فكرهم على أسلوب عملهم، وتأسس
منهجهم بناء على رسالتهم الواحدة.. فوقف جنبا إلى جنب نحو ٣٤
كيانا تنمويا تمثل كبري مؤسسات وجمعيات العمل الأهلىإضافة
إلى الاتحاد العام للجمعيات الأهلية، والذى يضم فى عضويته ٣٠
اتحادا نوعيا، و٢٧ اتحاد اإقليميا، تعمل بمختلف مجالات التنمية على
تنوعها، من لخدمية وصحية وتوعوية، وتعليمية، وعمرانية، وغيرها.
٣٠٠ ألف شاب مصرى انضموا إلى كتيبة المتطوعين لهدا العمل
الوطنى والإنسانى، كانوا كذلك رقما مهما فى المعادلة الجديدة،
التى أثبتت بالدليل والبرهان العملى، كيف يمكن لفكرة من خارج
الصندوق أن تساهم بالكثير فى تغيير الواقع للأفضل.
ودعونى أؤكد أن الأفضل هنا، وفق منخظورى الخاص، لم يكن قاصرا
على ما تحقق ويتحقق وسيتحقق بالمشاركة الفاعلة بأدوار فى خدمة
المجتمع، ولكن فى مبدا ومعنى هده المشاركة فى حد ذاتها، قليس أهم
من أن يشعر الجميع أنهم «واحد» وأنهم معا على «سفينة واحدة
وواجب عليهم، كما هو حق لهم، أن تواصل رحلتها بثبات، لتصل بكل
من على متنها إلى بر الأمان.
«كتف فى كتف» أحدث مبادرات التحالف الوطني للعمل الأهلى
التنموى.. وتعد من حيث تجهيراتها وتكلفتها وجهود القائمين عليها
هى الأكبرمقارنة بمثيلاتها فيما يخص الحماية الاجتماعية، ليس
فقط فى تاريخ مصر، بل وفى العالم بأسره.
الاسم غاية فى البلاغة، ويفى ويكفى، وهو بمفرده مطبوع على نحو
٦ ملايين «كرتونة» مساعدات غذائية، أقرب ما يكون إلى رسالة بعلم
الوصول، تنقل صدق الإحساس بكل المساندة والتكافل والدعم، لأهلنا
وناسنا من «الأولى بالرعاية والأكثر احتياجاه بمختلف المحافظات.
القرارات التاريخية للرئيس عبد الفتاح السيسى بحرمة مالية هى
الأكبر فى تاريخ مصر لزيادة الأجور والمعاشات ومساعدات تكافل
وكرامة. كانت على الأرجج هى الباعث الأول لهذا الحرص الشديد
من جانب القائمين على المبادرة الجديدة، كى يعجلوا بها، وبخاصة
قبيل حلول شهر رمشان الكريم.
الهدف على ما يبدو لى، كان أن تتناغم وتترامن مع تلك القرارات
«كتف فى كتف» وغيرها من المبادرات المجتمعية المشابهة، مضافا إليها
ما سبقها على مدار شهور من جهود وطنية مخلصة للمساهمة فى
خفض أسعار السلع الأساسية، عبر منافد القوات المسلحة، ومبادرة
«كلنا واحدومنظومة «أمان» التابعتين لوزارة الداخلية، علاوة على
معارض «أهلا رمضان» لتتسق فى مجملها مع مسار الدولة الأساسى
الأن، بالتخفيف عن كاهل المواطنين، فى ظل «التضخم المستورده
نتيجة الأزمة الاقتصادية العالمية.
مؤسسة «حياة ريمة» قالت إن مبادرة «كتف فى كتف» لن تكتفى
بصناديق المواد الغذائية، التى يكفى الواحد منها الأسرة طوال الشهر
الفضيل، لكن مطابخ يجرى الاعداد لها على مستوى الجمهورية
لتوفير الو جبات الساخنة للمحتاجين إليها، لتكون بحق أكبر مبادرة،
وبخاصة من حيث عدد المتطوعين.
بقى أن نعلم أن أهم ما يميز مبادرات التحالف الوطنى «فى الخير»
هو أنها تصل قولا واحدا إلى المستحقين، دون غيرهم، إذ تعتمد
على قواعد بيانات تتسم بالدقة والشفافية الشديدتين، بالرجوع
الجماعى لقوائم الأسماء المسجلة لدى مؤسسات التحالف نمسها،
والتنسيق الكامل أيضا مع وزارة التضامن الاجتماعى، ما يكفل
بالتبعية العدالة الواجبة فى التوزيع.
إذا كانت بذلك التحية واجبة، لكل القائمين على التحالف الوطنى
للعمل الأهلى التنموى، ولجميع المشاركين فيه، سواء بالمال أو الجهد
أو الوقت، أو بها جميعا، فإن دعوة أخرى أراها أكثر وجوبا لمن لم
يستقل بعد،قطار الخيره من بين صفوف القطاع الخاص المصرى،
الذى يبرهن كل يوم بحق أنه «مصرى» ويرد الجميل للدولة التى لا
تدخر وسعا فى سبيل تمكينه، وتهيئة مناخ الاستثمار له، الأمر الذى
شجعه فى المقابل على تفعيل دوره بالجانب الاجتماعى، وأن تكون له
مساهمات مهمة فى العمل الأهلى.
الاقتراح الذى أرجو أن يلقى أيضا قبولا وترحيبا، أن تأخذ أغلب إن
لم تكن كل الشركات العالمية العاملة على أرض مصرخطوات واسعة
على «الطريق الاجتماعى» بتخصيص ولو لسبة بسيطة ودائمة من
ميرانية إعلاناتها، بدءا من شهر رمضان،لدات الفرض النبيل، الدى
أوقن أن مردوده عند الناس سيدعم صورتها الإيجابية، ويخدم
حتى أهدافها التسويقية والربحية، التى ترتبط يقينا بالناس
و»مؤشررضاهم ليس فحسب بجودة السلع ومستوى الخدمات، ولكن
بدرجة القبول والتقدير المجتمعى، لتلك الشركات.
بمد الخط على استقامته، لا يفوتنى هنا أن ألقى مزيدا من الضوء
على ضرورة ريادة مساحة التكافل بين الناس، وعلى وجه الخصوص
فى رمضان، وحبدا لو كان الشهر الكريم بداية لتراحم يستمر معتا،
ويظلل على المحتاجين، إلى أن تنقشع هده الأزمة العالمية التى طالت
تبعاتها الاقتصادية جميع الشعوب، من شرق الأرض إلى غربها، ومن
شمالها إلى جنوبها.
mhamid.gom@gmail.com