يتناول سكان العالم أكثر من ملياري كوب من القهوة يوميًا. وقد يعتقد البعض أن القهوة تمنحه الطاقة اللازمة للقيام بعمله النهار لكنها قد لا تمنحك بقدر ما تعتقد.
المنشط الرئيسي في القهوة هو الكافيين. ويتسبب الكافيين في تغيير طريقة تفاعل خلايا المخ مع مركب يسمى الأدينوزين.
تقول ايما بيكيت، محاضر أول علوم والتغذية بكلية علوم البيئة والحياة في جامعة نيوكاسل، إن الأدينوزين يسهم في تنظيم دورة النوم والاستيقاظ، وهو أحد أسباب شعورنا بالتعب عند ارتفاع مستويات النشاط. فمع استمرار بذل الجهد خلال الحياة اليومية، ترتفع مستويات الأدينوزين، حيث يتم إطلاقه كمنتج ثانوي عند استهلاك الطاقة في خلايانا.
في النهاية يرتبط الأدينوزين بمستقبلاته (أجزاء من الخلايا تستقبل الإشارات) التي تطلب من الخلايا التمهل والإبطاء في العمل، وهذا يجعلنا نشعر بالنعاس أو الحاجة إلى النوم. لذلك نشعر بالتعب بعد يوم طويل من النشاط. أثناء نومنا، يقل استهلاك الطاقة فتنخفض مستويات الأدينوزين. وعندما نحصل على قسط كاف من النوم ونستيقظ في الصباح نشعر بالانتعاش.
عندما نشعر بالنعاس عند الاستيقاظ، يمكن أن يساعدنا الكافيين لفترة من الوقت، فهو يمنع الأدينوزين من الارتباط بالمستقبلات، فيمنع الشعور بالنعاس.
لكن هناك ثمن لتناول الكافيين. هذا الثمن لا يتمثل فقط في النقود التي تشتري بها البن!! فالحيوية، التي نشعر بها عند تناول الكافيين هي مجرد “قرض” للشعور باليقظة، وليست وليدة أي طاقة جديدة.
في النهاية يهبط مستوى الكافيين، ويترك المستقبلات تتلقى الأدينوزين الذي كان في الانتظار ويعود الشعور بالنعاس، أحيانًا يحدث كل ذلك دفعة واحدة.
لذا، فإن الدين الذي تدين به للكافيين يحتاج دائمًا إلى سداده، والطريقة الحقيقية الوحيدة للسداد هي النوم.
إذا كان الوقت متأخرًا جدًا في اليوم، يمكن للكافيين أن يجعل من الصعب عليك النوم. وتتعامل أجسامنا مع الكافيين بشكل مختلف، لذلك يتلاشى تأثيره لدى البعض بسرعة أكبر. قد يكون مدمنو القهوة أقل تأثرًا بالكافيين.
يمكن للكافيين أيضًا أن يرفع مستويات الكورتيزول، وهو هرمون التوتر الذي يجعلك تشعر بمزيد من اليقظة. ربما يكون الكافيين أكثر فاعلية في الصباح، لأن لديك بالفعل ارتفاعًا طبيعيًا في الكورتيزول عند الاستيقاظ.
وإذا كان المشروب المحتوي على الكافيين مشروبًا سكريًا، فقد يؤدي إلى تفاقم الشعور بالذروة والانهيار. ونظرًا لأن السكر يمنح الجسم طاقة فعلية، فإن السكريات في المشروب يمكن أن تسبب ارتفاعًا في نسبة السكر بالدم، مما يجعلك تشعر بالتعب.
القهوة، بالطبع، ليست المشروب الوحيد الذي يحتوي على الكافيين، فهو موجود في الشاي ومشروبات الطاقة وغيرها ويؤثر على الجسم بنفس الطريقة.
يمكن أن يكون الكافيين مفيدًا، لكنه ليس سحرًا. ولتوليد الطاقة وإعادة تنشيط أجسامنا، نحتاج إلى ما يكفي من الطعام والماء والنوم.