ترددت كثيرا قبل ان اكتب هذه السطور عن الفن المصرى وخصوصا الدراما الرمضانية وسبب ترددى راجع لسببين الاول اننى لست متخصصا فى الفن ولم اعمل محررا فنيا ولو ليوم واحد طوال مسيرتى المهنية التى بدأت ١٩٨١ وحتى الان ولذلك لن اؤمن انا بما اكتبه ولن اقتنع به لايمانى بالتخصص السبب الثانى اننى لست متابعا لمسيرة الفن المصرى ولا اعرف الا الفنانين الذين طغت شهرتهم واغرقت كل البلاد والعباد وانا واحد منهم . لكن الذى دفعنى لكتابة هذا المقال اننى كنت امر على القنوات المصرية فتوقفت لمدة ثلاث دقائق او يزيد عند مسلسل رمضان كريم وشاهدت المشهد التالى امرأة جميلة لديها فتاة فى مقتبل عمرها وميعة صباها او على وشك ان يأخذ جسدها الغض مظاهر الانوثة المكتملة غضبت من زوجها وتركت له المنزل وتحكى لامها واخيها امام ابنتها سبب غضبها فتقول انه جاء بامرأة اخرى على سريرها بغرفة نومها ورأت المشهد بام عينيها فيرد اخوها هى فلانة فتقول له نعم كيف عرفت فيرد انا عارف جوزك ماشى شمال واخاف على امى منه وعندئذ دخل ممثل اخر اسمر اللون ذو شارب ابيض واقنع الزوجة الغاضبة المجروحة فى كرامتها بان تعود الى منزلها وتعهد بمحاسبة زوجها .
بعد المشهد غيرت المحطة وتذكرت حوارا جرى منذ سنوات بينى وبين سيدة خليجية من اصول صومالية حول فيلم لاحمد بدير عما يجرى فى سجن النساء واحتجت هذه السيدة على المشاهد والالفاظ غير اللائقة فى الفيلم ويبدو ان مثل هذه الالفاظ مازالت مسلسلا مستمرا او انتقلت الى الدراما المصرية وهى تعكس افلاسا لى كتاب المسلسلات ومخرجيها فالفاظ مثل بيلعب بديله ده يعملها مع امى والخيانة الفاظ شائعة فى الدراما حتى الرمضانية منها دون حياء .
ولاشك ان الدراما المصرية التى يقوم ببطولتها ممثلون كبار مثل نور الشريف او محمود ياسين او فريد شوقى رحمهم الله اوغيرهم ممن اجادوا التمثيل والتشخيص واداء الادوار هى دراما جيدة نشاهدها دون ملل وقد رأينا فريد شوقى فى دور البخيل وانا ونور الشريف وعبلة كامل فى مسلسل الحاج عبد الغفور ومحمود ياسين فى السحت وغيرهم .
بيد ان الدراما المصرية شهدت تراجعا كبيرا خلال السنوات الماضية ومن الاخطاء الكبيرة التى ارتكبت فى حق الدراما المصرية هو محاولات تسييسها وتوظيفها لخدمة اتجاه سياسى معين .
الدراما المصرية شأنها شأن الاعلام هى مراة تعكس واقع المجتمع وحالته ومشكلاته .. لم اشاهد مثلا مسلسلا عن الطلاق فى مصر وانعكاس هذا على الابناء ولم اشاهد مسلسلا يعالج ظاهرة الزواج العرفى وهى شائعة فى مصر ولم اشاهد سهرة عن ارملة مات عنها زوجها ولاتزال بها بقية من شباب ودرجة من الجمال وتعيش صراعا نفسيا بين حاجتها الى الزواج ورغبتها فى التضحية من اجل ابنائها او رجل توفيت عنه زوجته وكبر ابناؤه وتركوه يواجه المتاعب فى اواخر عمره .. قضايا كثيرة يعج بها المجتمع المصرى وغائبة عمن يجيدون كتابة الدراما .