من المشاهد المذهلة التى تم رصدها في المسابقات العالمية للقران الكريم ظاهرة جديدة في الحفظ..فاقت ما كان يعرف باصحاب الذاكرة التسجيلية ..اطفال وشباب ينافسون اجهزة الكومبيوتر في حفظ ايات القران الكريم في التعرف على مواضعها وعددها وصفحاتها وارقام الايات وغير ذلك بسرعة مذهلة حتى قبل ان ينتهي السائل او الممتحن من طرح السؤال وشاهدنا نماذج خارقة اطلقت عليهم اسماء مثل الاسرع من الكومبيوتر او حاسوب القران البشري او المعجزة القرانية وغير ذلك من القاب عظيمة..
المدهش ان الظاهرة لم تتوقف عند بلد معين عربي او اسلامي بل كانت اكثر وضوحا بين غير الناطقين بالعربية في اسيا وافريقيا واوروبا وبين اطفال صغار لم يتتجاوز اعمارهم التاسعة او العاشرة فضلا عن الشباب والعجائز الذين لم يكن لهم حظ من التعليم اصلا..
ومن نعم الله ان هذه النماذج تملأ الفضاء الالكتروني على السوشيال ميديا يشاهدها ويتعجب منها ولها خلق الله وكانت محل ترحيب واسع على الفضائيات بصفة عامة سواء في شهر رمضان المبارك او في غيره.
يمكنك ببساطة شديدة التعرف على العديد من النماذج المبهرة بمجرد كتابة كلمة حفظة القران الكريم على اي من محركات البحث على النت مثل جوجل واخواتها..
من مصر ستجد العشرات من النماذج المبهجة والمفرحة اخرها الطفل المعجزة سعيد ابراهيم سعيد شويته 16 سنه ابن محافظة كفر الشيخ والذي حصل على المركز الثالث عالميا في المسابقة العالمية التاسعة والعشرين للقرآن الكريم والتي نظمتها وزارة الأوقاف بالفرع الثالث “حفظ القرآن الكريم مع تفسيره وتطبيقات علوم القرآن الكريم” وقام الرئيس السيسي بتسليم جوائز الفائزين الاوائل في احتفال مصر بليلة القدر الاسبوع الماضي.
سعيد بدأ حفظ القرآن الكريم منذ السنة الثالثة من عمره وأتم حفظه وعمره 7 سنوات وحصل على إجازة القرآن من الشيخ حسين الشريف وحصل على إجازة أخرى من الشيخ محمد عبد الغنى الغلبان، صاحب أعلى سند من مدينة دسوق.
وقد اطلقوا على سعيد لقب حاسوب القران لانه يحفظ أرقام الصفحات والآيات ويحددها بدقة حتى يخيل اليك ان المصحف بصفحاته وأرقام آياته كأنه يراها أمامه فيجيب من يسأله في سرعة فائقة أسرع من الحاسوب!
والطفل شريف سيد مصطفى لم يتجاوز الحادية عشر من عمره، نجح في أن يحفظ القرآن الكريم كاملا وبالقراءات العشر إضافة إلى حفظ 11 ألف حديث نبوي وصحيح الامام البخاري ومسلم في غضون اربعة اشهر .
قد يقول البعض ان مصر بلد القران وطبيعي ان نشاهد ذلك او ليس غريبا على مصر واهلها ونوابغ القران فيها كثر.
الحقيقة ان النماذج من خارج الدول غير العربية كانت اكثر ابهارا
ساضرب نماذج سريعة اكثر اعجازا.. ذلك الطفل الروسي ايام الدين فخر الدين يحفظ القران كاملا بارقام الايات والصفحات ومواضع الايات داخل الصفحة في اعلاها او اوسطها او اسفلها وهل الصفحة جهة اليمين ام جهة اليسار وكذا رقم ترتيب السورة في المصحف وفي اي ربع او حزب اوجزء شيء مذهل في سرعة الاجابة ودون تردد او تلعثم.
تتأمل كيف يحدث هذا في بلد غير عربي وبلد كانت شيوعية وكان بينها وبين القران عداء شديد وكان القران على وجه التحديد يحارب بقسوة اذا ظهرت اي نسخة منه او تلاه احد او عرف انه من اهل القران كان يتم التنكيل بهم هذا ايام الشيوعية.. وقد اذهل ايام الدين لجنة التحكيم في المسابقة العالمية للقران الكريم في دبي حتى ان المحكمين كانوا يطلبون من المشاهدين قول ماشاء الله تبارك الله..
من ايران جاء الشاب محمد مهدي المعجزة يحفظ القرآن على ٦٣ طريقه إبداعية واثبت قدرة فائقة أسرع من الكمبيوتر في معرفه مواضع الآيات وترتيب السور وصفحات المصحف..
وفي السعودية وامام الشيخ السديس امام الحرم وفريق لجنة التحكيم للمسابقة العالمية للقران الكريم بمكة اظهر الطفل السعودي جهاد المالكي قدرات خارقة في الرد السريغ والمفحم على اسئلة المسابقة في التعرف على الايات وامكانها وترتيبها بسرعة مذهلة..
وهناك نماذج كثيرة جدا من دولة الجزائر بينها اطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة اكثر حفظا واشد في المنافسة رغم الاعاقة الطبيعية منهم الطفل يوسف المصاب بمرض التوحد وهو مشاكس ظريف ويتمتع بقدرة فائقة لا تملك امامها الا ان تقول سبحان الخلاق العظيم ..
ومع ذكر ذوي الاحتياجات الخاصة نشير الى نماذج مصرية رائعة حفظت القران ليس فقط بالعربية بل حفظت ترجمات معانيه باللغات الاجنبية الفرنسية والانجليزية بفضل الله وكرمهمنهم محمد الكريتي شقيق زميلنا جمال الكريتي بدموع الندم ..
ونشير الى معجزة اخرى مع الطفل الإيراني ” مهيار حسين ” الذي وُلد وهو غير قادر على النُّطق وظل كذلك حتى الخامسة من عمره.ولكنه بعد ذلك تمكن-بفضل الله – من أن يحفظ القرآن الكريم بأرقام الآيات والأحزاب والأجزاء وَجِهة الصفحات وانطلق لسانه فأصبح يرتل القرآن ترتيلاً !!
من مشاهد الاعجاز المبهرة مع القران واهله ايضا ماحدث مع العجوز الاردنية أم طه الأُمِّية التي لا تقرأ ولا تكتب ولكنها حينما تجاوزت الستين من عمرها ورأت أنها على حافة القبر قالت لنفسها:” كيف سأقابل ربي وأنا لا أستطيع كتابة اسمه؟!”
فطلبت من إحدى قريباتها ان تعلمها كتابة لفظ الجلالة ( الله ) فبدأت تعلمها ففرحت أم طه بذلك وأمسكت بالمصحف لتبحث عن كل لفظ الجلالة فيه فكانت ترى الصفحة أمامها طلاسم إلا لفظ الجلالة وكلما رأته فرحت به فرحاً شديداً وظلت هكذا تبحث عنه من أول المصحف إلى آخره فلما رأت أن الأمر سهل طلبت من قريبتها أن تعلمها بقية الحروف العربية وفعلاً بدأت ولم تيأس حتى تعلمت قراءة القرآن نَظراً من أوله إلى آخره.!ولكنها لم تقف عند هذا الإنجاز بل أرادت أن تحفظ ولو شيئاً يسيراً من القرآن فبدأت بالفعل وفي خلال سنتين ختمت كامل القرآن الكريم !!
السؤال الان ماذا يعني كل هذا ؟
الجواب ببساطة .. ان رسائل واشارات بان عطاءات القران الكريم المعجز والمذهلة لن تتوقف ابدا وحتى قيام الساعة وستظل الفيوضات على اهل القران مستمرة ولو كره الكارهون ومهما تطاول المبطلون ومن حالفهم وساندهم وحرضهم..
الوقائع المعاصرة ليست سوى مجرد رد عملي بسيط على من يحاربون القران الكريم ويريدون احداث قطيعة بين القران واهله بالترويج لحجج واباطيل خاوية بان الامر في غاية الصعوبة وانه يؤثر على قدرات الاطفال ويعيق تحصيلهم الدراسي وغير ذلك من اكاذيب ليس لها من هدف الا ابعاد الناشئة عن القران وتخويفهم وترهيبهم..وينسى هؤلاء المبطلون انهم يطالبون بتحفيظ الاطفال بدلا من ذلك الاغاني وما شابه وهم يدركون تماما ان الطفل طالما هو قادر على حفظ اغنية ببساطة ومن باب اولى يحفظ ايات القران الكريم.
ولا ننسى في هذا الصدد تلك الفرية التى زعموا من خلالها علاقة القران بالتطرف وربطوه بصناعة التطرف والارهاب وهي فرية ليست بعيدة عن الاذهان.
قبل كل ذلك التاكيد على ان القران هو الحصن الحصين للامة وابنائها وهو الدرع الواقي ضد حملات التمييع والعبث في تكوين وتشكيل الشخصية المسلمة التى لا يكف الاعداء عن العمل عليها ليل نهار.
ان ما يحدث هو تذكير دائم لكل مسلم بان القران الكريم هو السلاح الامضى والاقوى في مواجهة الفتن التى تهب على الامة من كل صوب.. تذكير دائم بالتوجيه النبوي الخالد ” تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي ابدا “.تذكير دائم بان ” أهل ُالقُرآن هُم أهل ُالله ِو خاصَّتُه ” وان” الماهِرُ بالقٌرآن مع السَّفَرَة الكِرم البرَرة و ان الذي يقرأ القرآن وهو يتتعتَعُ فيه وهو عليه شاق فله أجران ” وان” خيرُكُم مَن تعلَّم القرآن وعلَّمَه ” وان “من أراد الدنيا فعليه بالقرآن ومن أرد الآخرة فعليه بالقرآن ومَن أرادهما معا ًفعليه بالقرآن “و “إن لله تعالى أهلين من الناس أهل القرآن هم أهل الله وخاصته”..
** من بديع ما قرأ قول الدكتور يحي الغوثاني- المتخصص في الدراسات القرآنية – أن” الطفل إذا حفظ القرآن منذ صغره اختلط القرآن بلحمه ودمه””..
والله المستعان ..
megahedkh@hotmail.com