ثواب الفريضة قاصر على من أداها فقط بينما يعود الإنفاق بالأجر والثواب على الشخص المنفق وغيره
هناك أعمال تعدل آداء فريضة الحج في الثواب كالإنفاق على الفقراء والمحتاجين في أوقات الشدائد والأزمات
كتب عبد العزيز السيد
ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر، فضيلة الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الأسبق، ودار موضوع الخطبة حول “خير القربات أنفعها للناس”.
وقال الدكتور عباس شومان، إن مواسم الطاعات والقربات لا تنتهي، فما أن ينتهي شهر الصوم إلا ويبدأ المسلم بالاستعداد لآداء أعظم فريضة وهي فريضة الحج، فقد حدد المصطفى ﷺ خمسة أركان عليها يكون الإسلام فعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ، “قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ” رواه البخاري ومسلم.
وبيّن وكيل الأزهر الأسبق أن الله عز وجل أراد للأمة الإسلامية أن تتنقل بين مواسم الخيرات ولا تعود إلى المعاصي وارتكاب الآثام، فالاستقامة على العمل الصالح شأن المسلم قال تعالى “إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ”، لافتا إلى أن الله تعالى جعل مواسم الخير والعبادات فرصة عظيمة لتكفير الذنوب والآثام ولو كانت كالجبال.
وأضاف فضيلته أن المسلم ينتقل بعد ذلك إلى موسم طاعة جديد وهو موسم الحج الذي قال عنه نبينا ﷺ “مَن حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ، ولَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَومِ ولَدَتْهُ أُمُّهُ”، فمن امتلك القدرة البدنية والمالية وجب عليه الحج، أما من لم يستطع الحج لعدم قدرته المالية فهناك أعمال كثيرة ربما تعدل آداء فريضة الحج في الثواب والأجر ، كبناء المساجد في المكان الذي لا تتوافر به مساجد، وكذا الإنفاق في أوجه الخيرات، فقد اتفق الفقهاء على أن الإنفاق على الفقراء والمحتاجين في أوقات الشدائد والأزمات وكفالة الأيتام أفضل من حج الفريضة.
واختتم وكيل الأزهر الأسبق خطبته أن ثواب الفريضة قاصر على من أداها فقط، بينما يعود الإنفاق بالأجر والثواب على الشخص المنفق وينتفع به الفقراء والمساكين، فلقد جعل الله تعالى الفقراء والمساكين في مقدمة من يستحقون الزكاة في قوله تعالى “إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ”.