**يبقى على الوصول للقمة واللقاء المرتقب مع كأس الأميرة الإفريقية خطوة واحدة..تكررت حتى الآن ١٦ مرة ولكن هذه المرة بمذاق مختلف بقيادة المدير الفني البروفسيور كولر ونكهة عناصر المفاجأة فيها قريبة من مدرسة- طيب الذكر مانويل جوزيه-أيقونة التدريب في القلعة الحمراء..
**مباراة في الشطرنج خاضها هذه المرة كولر مع مدرب جديد للترجي جاء ليلملم آثار هزيمة رادس الجمعة الماضية حاملا الآمال في ريمونتادا يستعيد بها التوازن ويطمح بالتأهل للنهائي ،اعتمادا على ما تتميز به الساحرة المستديرة من مفاجآت .
**تصدى كولر للهجمات المسعورة المتوقعة من لاعبي الترجي الذين ربما طمعوا أكثر في النتيجة لغياب الحارس الشناوي للإصابة والاختبار الجديد للحارس على لطفي -صاحب الامكانيات المجهولة -قابل كولر تيار الغضب العصبي الجارف بامتصاص رائع لخط الدفاع الذي نجح في عرقلة جميع الهجمات ولم يتوانى عن تحويلها إلى ضربات ركنية..واثقا من قدرة الفريق وحارس المرمى على إفشالها وإبطال مفعول هذه الهجمات وفي نفس الوقت كان رجال الوسط على أهبة الاستعداد في تمويل الكرات المرتدة لتصل إلى لاعبي المقدمة وراعى اللاعبون هذه المرة عدم الوقوع في مصيدة التسلل فكانت الدقيقة ٢٢ من الشوط الأول “وش السعد ” على الفريق ليسجل حسين الشحات هدفا ولا أروع من واحدة من الهجمات المرتدة السريعة بتمريرة ذكية من بيرسي تاو ..ليزيد من اطمئنان الأهلي بالصعود إلى النهائي حيث أصبح الأهلي متقدما ب ٤ أهداف أو ٧ اعتبارية (لأنه سجل خارج أرضه) احسبها كما تشاء ولكن بات مستحيلا -تقريبا- أن يخترق لاعبو الترجي دفاعات القلعة الحمراء الحصينة ليسجلوا ٤ أهداف تحقق لهم الأمل الواهي ولكنه في عالم المستديرة هو أمل مشروع بكل اللغات ..
**حول كولر المستطيل الأخضر إلى رقعة شطرنج ..تجاوب مع نقلاته السحرية الجماهير والنقاد والمحللون حيث نجح في الارتفاع بالاستحواذ إلى ما يقرب من ٧٠ % في الشوط الثاني كما كان الأداء أفضل رغم الإجهاد ونجحت مغامرته بإشراك حمدي فتحي الذي نجا من إنذار ثالث بينما حصل مروان عطية على إنذار ثاني وكهربا وعلى معلول على إنذار أول مع احتفاظ الجميع بفرصة لعب المباراة الأولى سواء كانت أمام صن داونز أو الوداد.
وحافظ كولر أيضا على تشكيلة اللاعبين إلى الوقت الذي اطمأن فيه إلى النتيجة والصعود إلى النهائي المرتقب فجاءت تغييراته في الربع الأخير من الشوط الثاني مستهدفة من لاعبي الدكة لاعبين قد يفكر في الدفع بهم أساسيين في المباراتين القادمتين..
**رغم أنه من السابق لأوانه الحديث عن الفريق الذي سيلاقيه الفرسان الحمر في النهائي سواء كان صن داونز أو الوداد(وأنا هنا أتحدث عن انطباعاتي بعد مشاهدة لقاء الذهاب) فإني أعتقد أن الوداد كان محظوظا على أرضه بالتعادل الثمين مع طرد لاعبين أربك صن داونز الخطير وألغى له الحكم هدفا فيه شك كبير ومع ذلك تتمثل فرص صن داونز في الفوز في لعبه على أرضه وبين جمهوره صاحب التشجيع الأسطوري وذلك الحلم بالتتويج الذي ظهر جليا خلال مبارياته بالبطولة ..ولأن التعادل السلبي لا ينفع أيا من الفريقين فتزداد احتمالات الفوز بالضربات الترجيحية مالم ينجح أحدهما في تسجيل هدف في البداية يستعيد به التوازن ويجدد آماله في الصعود وفي كل الأحوال تثق جماهير الأهلي ومشجعوه أن عند مستر كولر الحل في مواجهة أي فريق منهما وعلينا أن نكثف دعواتنا للأهلي لكي يستعيد بطولته المفضلة التي ضاعت منه العام الماضي بفعل فاعل وأحداث خفية نرجو ألا تتكرر في المباراة النهائية.
صالح إبراهيم