العيد في الساحل البحري عيدان بعد إنهاء خصومة ثأرية على يد علماء الأزهر
د. عباس شومان: الصلح دعامة أساسية للأمن وفضيلة دعت إليها شريعة الإسلام
د. عباس شومان: لا نعرف في التاريخ صراعًا أو نزاعًا بين الأفراد أو الدول كان حله بالسلاح وإنما بالعقل والحكمة
كتب عبد العزيز السيد
تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أنهت اللجنة العليا للمصالحات بالأزهر الشريف بالتعاون مع الأجهزة التنفيذية والأمنية وعدد من نواب البرلمان والوجهاء والحكماء بسوهاج خصومة ثأرية امتدت لنحو 7 سنوات بين أبناء العمومة من عائلة «البوابة» بقرية الساحل بحري بمركز البلينا محافظة سوهاج.
وشارك في جلسة الصلح اللواء طارق الفقي، محافظ سوهاج، وفضيلة الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الأسبق ورئيس لجنة المصالحات بالأزهر، واللواء محمد شرباش، مدير أمن سوهاج، وعدد من القيادات الأمنية ونواب البرلمان من مختلِف مراكز سوهاج ووجهاء وحكماء البلاد ونحو 10 آلاف مواطن من سوهاج ومن المحافظات المجاورة في جلسة صلح كبرى أقيمت على مساحة خمسة أفدنة بقرية الساحل بحري.
وأكد اللواء طارق الفقي، محافظ سوهاج، أن هذا الصلح جاء في أيام عظيمة تزداد فيها الطاعات والحسنات، ويتقرب فيه الناس إلى ربهم، وهي أيام عيد للمسلمين جميعًا، وسيكون هذا العيد بطعم مختلف على أهل هذا البلد بعد الصلح بين أبناء العمومة، فالجميع أصبح في أمان وسعادة وإخاء، داعيًا إلى تبادل الزيارات والمودة بين العائلات ومساعدة الأجهزة التنفيذية والأمنية في القضاء على ظاهرة الثأر في سوهاج، التي تسعى المحافظة بكل قوة للقضاء عليها ومواصلة البناء والتنمية.
وقال الدكتور عباس شومان إن العيد عيدان في الساحل البحري بسوهاج بعد هذا الصلح، لأنه يأتي في أيام مباركة ويعكس صلاح النفس وإزالة الوغر منها ويجمع شمل المتخاصمين ويزيل الفرقة والشقاق، والصلح دعامة أساسية للأمن والاستقرار، وفضيلة دعت إليها شريعة الإسلام الغراء، مؤكدًا فضيلته أن التغلب على النزاع والخلاف ضرورة يحتاجها الوطن ويحتاجها الناس في كل مكان، وأننا لا نعرف في التاريخ صراعًا أو نزاعًا بين الأفراد أو حتى الدول كان حله بالقوة أو السلاح، وإنما يكون دائمًا بالعقل والحكمة والحوار والتفاهم والبحث عن قيم الأخوة.
وأعرب الدكتور عباس شومان عن شكره وتقديره لما يقوم به رجال اللجنة العليا للمصالحات بالأزهر وكذلك السادة النواب والحكماء والعمد وكل المساهمين في المصالحات، بالتعاون مع الأجهزة التنفيذية والأمنية، وما يُبذل من جهود مضنية في مواجهة ظاهرة الثأر والقضاء عليها وعلى كل الخلافات في ربوع المحافظة، داعيًا كل العائلات المتخاصمة في مختلف المحافظات إلى مساعدة اللجنة في عملها والقفز إلى المرحلة النهائية بالذهاب إلى الصلح والبعد عن أهل الشر والفتن.
من جانبه، أعرب اللواء محمد شرباش، مدير أمن سوهاج، عن تقديره لكل من كان سببًا في هذا المشهد الرائع الذي يعكس حرص ووعي أبناء العمومة من عائلة «البوابة»، وأن هذا الصلح وإن كان قد تأخر إلا أنه جاء في أيام مباركة، وأنه رغم العراقيل فإن الأجهزة والقائمين على الصلح تمكنوا من التغلب على المعرقلين وأهل الإفساد، مؤكدًا أن جهود المديرية تأتي في ظل توجيهات السيد اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، بإنهاء الخصومات والقضاء على المشكلات في مهدها، ليسود الأمن والاستقرار في المجتمع، مع التنبه إلى المسؤولية الوطنية لاستكمال مسيرة البناء والتنمية.
وأشار الشيخ محمد زكي بداري، الأمين العام السابق للجنة العليا للدعوة بالأزهر، عضو اللجنة العليا للمصالحات، إلى أن هذا الصلح وهذا المشهد المبارك سبقه جلسات وجهود كبيرة لأعضاء لجنة المصالحات بالأزهر ودعم الأجهزة بالمحافظة ومساهمة أهل الخير من النواب والحكماء والعمد، وهذا ما ينبغي أن نسعى إليه بالقضاء على ظاهرة الثأر التي تؤرق المجتمع وتعوق الأمن والاستقرار، سائلا المولى أن ينعم على مصر بالأمن والسكينة وسائر بلاد المسلمين.
وحضر الصلح، الدكتور أحمد حمادي، رئيس منطقة سوهاج الأزهرية، والشيخ محمود الحويط، مدير عام منطقة وعظ الأزهر بسوهاج، ونخبة من علماء الأزهر ووعاظ مجمع البحوث الإسلامية، ونواب البرلمان وعمد وحكماء البلاد من مختلِف مراكز سوهاج وبعض المحافظات المجاورة.