كتب عادل احمد
تلقى الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، تقريرًا مفصلا من الدكتور حسام عبد الفتاح عميد كلية الهندسة، كتبه نخبة من الأساتذة الكبار حول أبرز الجامعات الأمريكية المتقدمة في مجال الدراسات الهندسية، والتي تطبق نظام الساعات المعتمدة بنظام يعطي إمكانية التخرج خلال 4 سنوات دراسية للطالب المتميز، خاصة مع الدراسة الإضافية الاختيارية في الفصل الصيفي في 4 فصول دراسية إضافية، مما يفتح المسارات للتقدم أمام الطلاب المتميزين، أما الطالب العادي حسب قدراته فيتخرج في مدة أطول تزيد على أربع سنوات.
وأكد الدكتور محمد الخشت أن جامعة القاهرة ماضية في تطبيق استراتجيتها الجديدة التي اتبعتها في السنوات الأخيرة في التجديد والتطوير في كل مجالات العلوم الطبيعية والإنسانية والاجتماعية، والمتوافقة مع الخطة الاستراتيجية المعلنة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي؛ ولا بد من مواكبة الثورة الصناعية الرابعة والخامسة.
ووجه الشكر إلى الدكتور محمد أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي وأحد أكبر قامات مهنة الهندسة والتعليم الهندسي على صدور القرار الوزراي باللائحة الجديدة لكلية الهندسة بجامعة القاهرة الذي وافق عليها المجلس الأعلى للجامعات بناء على تقرير لجنة قطاع الدراسات الهندسية بالمجلس الأعلى للجامعات، منوهًا إلى أن التقرير الفني المتخصص من كلية الهندسة انتبه إلى أن التجديد والتطور سمة من سمات الحياة، ومن الطبيعي أن يشمل التطور مجال التعليم والذى هو أساس للتقدم والارتقاء للحياة على الأرض. فلا يمكن أن يظل التعليم بأنظمته متجمداً خلال عقود زمنية طويلة، لا سيما إذا كنا نتحدث عن التعليم الهندسي والذي يعد أساسا لتطور وتقدم الحياة كلها وخاصة في عصر تتسابق فيه الابتكارات والاختراعات، فى عصر المعلوماتية والتطور التكنولوجى غير المسبوق.
وأشار التقرير، إلى أنه لأول مرة في مصر يتم تطبيق هذا النظام الذي يسمح للطلاب بإمكانية التخرج للطالب المتميز وفوق المتوسط خلال 4 سنوات دراسية، وهو الأمر الذي استلزم جهدًا كبيرًا ودراسة متأنية خاصة في ظل مبادرة د. الخشت لسد الفجوة المعرفية التي أعلنها منذ سنوات والتي دعا فيها كليات الجامعة لدراسة التخصصات المميزة في الجامعات الأمريكية والأوروبية واليابانية والصينية، وهو ما نتج عنه احتلال هندسة القاهرة المرتبة 134 عالميًا في عام 2022 من بين 30 ألف جامعة، ودخل أحد تخصصاتها في أفضل 50 جامعة في العالم، بالإضافة إلى أن اللائحة الجديدة تتوافق مع نظم الدراسة الأكثر شيوعاً في الجامعات العالمية الكبرى، حيث تزيد من فرص الخريج المصري على وجه العموم في أسواق العمل الإقليمية والدولية –ليس فقط دارسي الهندسة– بل فى كل مجالات التعليم الجامعي.
وأوضح التقرير، أن هناك عددًا كبيرًا من الجامعات الأمريكية ذات التصنيف المتقدم عالميًا بشكل عام وفي القطاع الهندسي بشكل خاص، تطبق هذا النظام للساعات المعتمدة وتتراوح من 120 إلى 134 ساعة دراسية وهي ما تسمح للطالب بإمكانية التخرج خلال 4 سنوات دراسية، مضيفا أن أبرز الجامعات هي جامعات : ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) 134 ساعة، و يو سي بيركلي (UC Berkeley ) وستانفورد (Stanford ) 120 ساعة، وجورجيا تيك (Georgia Tech ) 122 ساعة، وميتشجان (Michigan, Ann Arbor ) 128 ساعة دراسية، وجامعة إلينوي (Illinois, Urbana-Champaign ) التي تطبق 128 ساعة دراسية.
وأكد التقرير أن اللائحة الجديدة بكلية الهندسة من مميزاتها إنشاء البرامج التخصصية وتنقيح المقررات الدراسية وتركيز عدد الساعات المعتمدة المطلوبة للتخرج لتصبح تتراوح بين 154 إلى 159 ساعة معتمدة حسب الاختلاف بين برنامج وآخر لتتماشى مع توجهات الدولة نحو مواكبة الجامعات العالمية وبما لا يتعارض مع جودة العملية التعليمية، مشددًا على أن اللائحة الدراسية الجديدة تأخذ بعين الاعتبار مواصفات الخريج، وذلك بعد دراسة اهتمام أصحاب المصلحة المتمثلين في المجتمع الصناعي والخدمي ودمجها ضمن البرنامج الدراسي. علاوة على إتاحة فصل دراسي كامل بالصناعة طبقًا لشروط محددة وزيادة جرعة التطبيق العملي، مع التوسع فى إنشاء المعامل الافتراضية (Virtual Labs) والسماح بدخول المعامل فى غير أوقات الحصص المجدولة.
وشدد التقرير على أن اللائحة الجديدة تجعل كلية الهندسة ذات دور كبير في توفير خريجين فى تخصصات بناء على متطلبات سوق العمل، ليكونوا داعمين لبناء مصر المستقبل وتوفير الخريجين المؤهلين لقيادة المشروعات القومية في جميع المجالات، بالإضافة إلى كونها تتماشي مع النظم الدراسية بالجامعات العالمية حيث تسهل تنقل الطلاب بين الجامعات فى دول العالم.
كما أضاف التقرير أن جودة التعليم تعتمد على أسلوب التعلم: التحول من نظام الفصول الدراسية – الموحد الثابت القديم – إلى نظام الساعات المعتمدة المرن أو نظائره؛ لذا وجب التوافق مع النظم العالمية، وإتاحة فرص لكيفية معادلة البرنامج الدراسى بما يناظره بنظام الساعات المعتمدة الأمريكي أو المقاصة مع نظام النقاط المعتمدة الأوروبي، ليكون هناك توافق مع النظم العالمية تسمح بالانتقالية للطلاب وتساعد على الاعتراف الدولي بنظام التعليم الهندسي المصري مما يسمح بتشجيع انتقال الطلاب بين الجامعات مع ضرورة التأكيد على أن لوائح الكليات تسمح بانتقال الطلاب بين الجامعات داخل وخارج مصر من خلال عقد اتفاقيات إطارية بين الجامعة الأم والجامعة المضيفة تتيح إجراء (Credit Transfer).
والمطروح فعلياً في التطوير هو التأكد من عدم احتواء المناهج على الحشو والتكرار عديم الجدوى فى المحتوى وكذلك السماح للطالب المتفوق بالتخرج دون التقيد بعدد معين من السنوات حال الانتهاء من متطلبات التخرج وهي سماحية يعطيها نظام الساعات المعتمدة حيث يسمح هذا النظام للطالب المتفوق من زيادة حمل الدراسة فى الفصل الدراسى كما يسمح بالمثل للطالب المتعثر من تسجيل مواد أقل منعاً لتكرار الرسوب. علاوة على وجود فصول دراسية صيفية إضافية. وعليه فإن ما تم حالياً من دراسات لتطوير التعليم الهندسى يصب فى الصالح العام ومهنة الهندسة طبقا لأحدث النظم العالمية بالدول المتقدمة المواكبة للثورة الصناعية الرابعة والخامسة.