دومًا لا يرضى الرئيس عبدالفتاح السيسي إلا بالريادة في كافة الملفات والمجالات، والتي يأتي على رأسها ملف الحفاظ على البيئة والريادة المصرية له على مستوى الشرق الأوسط وإفريقيًا بل وفي كل المحافل العالمية، فضلًا عن ما قدمته مصر خلال السنوات الثمانية الماضية من خطوات للحفاظ على البيئة بتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي تعتبر علامات فارقة في تاريخ الدولة المصرية، ووضع الملف البيئي على الأجندة الوطنية المصرية وقاد خطوات ومفاوضات الحفاظ على المناخ دوليًا ووحد الأصوات الأفريقية.
يؤمن الرئيس عبدالفتاح السيسي بقضايا البيئة وتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاقتصاد الأخضر مواكبة للأجندة المناخية العالمية، ووجه خلال الفترات الماضية بتحسين منظومة البيئة في مصر بما يسمح باستغلال الموارد البيئية لتحقيق نظام بيئي رشيد على سبيل المثال لا الحصر استخدام الطاقة النظيفة من الغاز الطبيعي واستكمال منظومة التعامل مع المخلفات الصلبة ومخلفات البناء في ظل المشروعات القومية ومشروعات البنية التحتية التي تنفذها الدولة، وهو ما يعكس حرص الرئيس على الحفاظ البيئي مهما كانت نقلة نسبة الانبعاثات والأضرار مقارنة بما تنتجه دول الاتحاد الأوروبي على سبيل المثال.
وتنفيذًا لتوجيهات الرئيس السيسي، بدأت الدولة المصرية إنتاج الوقود الحيوي من النفايات في إطار المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وإطلاق مشروع قومي لتطوير قرى الريف المصري، وتدشين
برامج للتوعية البيئية والمشاركة المجتمعية، وإقرار حوافز خضراء للهيئات والمنشآت والأفراد التي تساهم في زيادة معدلات تحسين الأداء البيئي، ووضعت الدولة استراتيجية وطنية لإدارة مخلفات البناء والهدم، وتخصيص 3 مدافن لاستيعاب كميات المخلفات المتولدة بالمدن الجديدة، والبدء في تنفيذ مشروع تحويل المخلفات إلى طاقة بقرية قلهانة بمركز إطسا بمحافظة الفيوم، تصل سعة المحطة إلى 2.5 طنا في اليوم بقدرة إنتاجية 100 كيلووات، وهو ما يعتبر إنجازًا بيئيًا لم تشهده مصر من ذي قبل.
ونظرًا لتضمين الرئيس السيسي الملف البيئي ضمن استراتيجية مصر 2030 ووضعه تحت مظلة رئيس الوزراء ووزيرة البيئة، شهدنا إنجازات بيئية منها تدشين الإدارة المستدامة للملوثات العضوية الثابتة التي نجحت في التخلص من 185 طنا من المعدات والزيوت الملوثة بمادة PCBs و241 طنا من مادة اللاندين عالية الخطورة والمتراكمة بميناء الأدبية منذ ما يقارب 30 عاماً، بالإضافة إلى 471 طنا من المبيدات المهجورة من مخازن وزارة الزراعة بالصف، حيث تم شحنها والتخلص الآمن منها بمنشآت متخصصة خارج البلاد.
وكعادته كزعيم إفريقي بل وعالمي قاد الرئيس عبدالفتاح السيسي مفاوضات عالمية لتحقيق مصالح المنطقة الإفريقية والعربية، بدأت خلال مفاوضات اتفاق باريس 2015، حيث قادت مصر المجموعة الإفريقية ونجحت في إطلاق مبادرتين هامتين وهما المبادرة الإفريقية للتكيف مع آثار التغيرات المناخية والمبادرة الإفريقية للطاقة المتجددة، كما استضافت في 2018 مؤتمر الأطراف لاتفاقية التنوع البيولوجي وحرصت على رفع المطالب الأفريقية، وفي قمة المناخ سبتمبر 2019 تبنت إعلانًا سياسيًا انضم له أكثر من 110 دول و70 منظمة، بجانب رصد تمويل إضافي لموضوعات التكيف، واستطاعت مصر حشد 561 مليون دولار لتنفيذ مشروعات تغير المناخ.
وكللت مصر جهودها البيئية خلال استضافتها قمة المناخ السنوية بمدينة شرم الشيخ، بل وأضفت على القمة اهتماما بأن وصفتها ووضعت لها عنوانًا “لحظة فارقة” في حياة الشعوب لتعكس خطورة الوضع البيئي الذي تسببت فيه عدد من الدول واستطاعت مصر تقريب وجهات النظر والضغط على الدول ذات الإنتاجيات العليا والمتسببة في الظواهر المناخية السلبية في أن تلتزم بسداد تعويضات ومساعدات بيئية التزامًا لما تم في قمة باريس.
عميد أسنان القاهرة