الامر الذي لاشك ولا مراء فيه ان مصر هي الصخرة الحقيقة التي تتحطم عليها كل أوهام الحالمين بمشاريع الهيمنة والسيطرة على المنطقة .. وهي الصخرة الصلبة ضد أوهام تصفية القضية الفلسطينية ..
والحقيقة انه ولأول مرة نشهد وعيا عربيا حقيقيا بمخطط التهجير وإفراغ الأرض للمحتل الإسرائيلي..مصر كانت في مقدمة من حذر ورفعت الصوت عاليا لا لتصفية القضية الفلسطينية لا لتهجير الفلسطينين خارج أرضهم وواجهت بقوة كل الضغوط والاغراءات..وهو ما لاقى صدى قويا حتى لدى الفلسطينين انفسهم وايدوا الموقف المصري بقوة..
وعندما أظهرت اسرائيل غيظها واستنجدت بحاميتها الأمريكية أكدت مصر أن أمنها القومي خط احمر ولا تفريط في الثوابت الوطنية والقومية وهو ما زاد الاحتلال غيظا وحنقا ..واضطرت الإدارة الأمريكية أن تعلن على لسان رئيس دبلوماسيتها بلينكن اليهودي بن اليهودي..كما وصف نفسه ..أن فكرة اخراج الفلسطينيين من بلدهم حيلة وفاشلة وذلك بعد اول جلسة مباحثات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي..
المعركة الضارية الحالية بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال كانت كاشفة لكثير من الأمور التى ينبغي التوقف عندها ودراستها بعمق:
** ان إسرائيل ومن وراءها لا تريد ان تستوعب معنى الخط الأحمر المصري وحدود الامن القومي وتتصور انها يمكن باي وسيلة ان تنفذ بمخططاتها حتى ولو بالخداع والتزييف والضحك على الدقون كما يقولون..
وكان من المدهش والمستغرب ان تعلن صراحة وتفصح عن نوايا الحقيقية في تهجير الفلسطينين الى سيناء وتلح على ذلك وتستخدم كل الأساليب في عرض الامر رغم ان مصر أعلنت مرارا وتكرار الرفض القاطع للفكرة من أساسها ليس الان فقط ولكن منذ سنوات وايان كان يتم الترويج لما كان يعرف بصفقة القرن إياها وبعد ان ماتت ظنت إسرائيل او توهمت ان عملية احيائها ممكنة..
**أن قوى الاحتلال ومن يساندها من قوى استعمارية حالية وسابقة فشلت فشلا ذريعا في قراءة ابجديات المقاومة الوطنية على مر العصور .. وأن التاريخ لم يشهد أن سحقت قوى الإحتلال قوى المقاومة مهما كان الفارق في القوة والعتاد والتسليح ومهما كان العدو يملك من عوامل الارهاب وأدوات الترهيب المفزعة .. وينسون أو يتجاهلون القاعدة والوعد الحق .. كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله..
قد يقول البعض وما علاقتهم بذلك؟.. ونقول أنهم يعلمون جيدا ويستشهدون بآيات قرآنية كثيرة لخدمة أهدافهم وعندما يستهدفون اي جماعات مسلمة ويرمونها بأنها تخالف ما قال الله وما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم..
يقفزون ايضا على قوة سلاح الإرادة لاصحاب الحق والاسرار الكامنة في تلك القوة الرهيبة التى تجعل أصحابها لا يهابون اي شيء مهما كان صغيرا أو كبيرا ..
**لا تزال تلك القوى الاستعمارية تجهل أو قل تتغافل حقيقية عن طبيعة ومعنى التضحية بالروح والنفس عند أصحاب الحق..وبين حقيقة وطبيعة قتال المرتزقة ومن لا يستطيعون القتال الا من وراء جدر أو من خلف الحصون المنيعة..
وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين..
**النقطة الأهم وهي أن العرب لا يمكن أن يلدغوا من نكبة مرتين..خاصة وأن شواهد النكبة الاولى لاتزال شاخصة أمام الأبصار وتؤرق الجميع.. وهذه النكبة الاولى لم تكن لتتحقق لولا عمليات التهجير القسرية وعدم ادراك حقيقة الخطط الجهنمية الصهيونية ومن وراءها من قوى استعمارية كانت ترسخ لإبعاد أهل البلاد الأصليين واتخاذ كل السبل الحيلولة دون رجوعهم أو تفكيرهم في العودة حتى ولو صدرت قرارات دولية تؤكد على حق العودة..وهي قرارت فرغتها أمريكا وإسرائيل من كل محتواها بل ويتم رفضها رفضا قاطعا..
كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أصدرت القرار رقم 194 والذي جاء في الفقرة 11 منه بأن الجمعية العامة «تقرر وجوب السماح بالعودة، في أقرب وقت ممكن للاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم والعيش بسلام مع جيرانهم ووجوب دفع تعويضات عن ممتلكات الذين يقررون عدم العودة إلى ديارهم وكذلك عن كل فقدان أو خسارة أو ضرر للممتلكات بحيث يعود الشيء إلى أصله وفقاً لمبادئ القانون الدولي والعدالة بحيث يعوّض عن ذلك الفقدان أو الخسارة أو الضرر من قبل الحكومات أو السلطات المسؤولة».
كذلك يدعو القرار إلى عودة اللاجئين في أول فرصة ممكنة والمقصود بهذا: عند توقف القتال عام 1948 أي عند توقيع اتفاقيات الهدنة، أولاً مع مصر في شباط/فبراير 1949 ثم لبنان والأردن وأخيراً مع سورية في تموز 1949. ومنع إسرائيل عودة اللاجئين من هذا التاريخ إلى يومنا هذا يعتبر خرقاً مستمراً للقانون الدولي يترتب عليه تعويض اللاجئين عن معاناتهم النفسية وخسائرهم المادية وعن حقهم في دخل ممتلكاتهم طوال الفترة السابقة.
وقد نص القرار أيضاً على إقامة لجنة توفيق تابعة للأمم المتحدة تكون مهمتها «تسهيل إعادة اللاجئين إلى وطنهم وتوطينهم من جديد وإعادة تأهيلهم الاقتصادي والاجتماعي وكذلك دفع التعويضات لهم».
ويتكون قرار 194 من 15 بنداً لعل أكثرها أهمية:
البند السابع: حماية الأماكن المقدسة وحرية وصول المواطنين الفلسطينيين إليها.
البند الثامن: نزع السلاح وفرض سيطرة الأمم المتحدة على مدينة القدس.
البند التاسع: حرية الوصول إلى مدينة القدس.
البند الحادي عشر: حق العودة للاجئين.
** واضح ان الكيان الصهيوني قد أصيب بمرض ادمان المخيمات وإقامة مدن الصفيح للمهجرين الفلسطينين وهم على مرمى حجر من ارضهم الاصلية التي ينعم عليها محتلون ومهاجرون جاءوا من اصقاع العالم ويسمونهم مستوطنون وهم في الأصل مستعمرون محاربون..
ونظرة سريعة على أوضاع المخيمات المنتشرة في دول الجوار على حدود فلسطين المحتلة او داخل الأرض التاريخية التي اغتصبتها أيضا إسرائيل لانشاء كيانها ستجد العجب العجاب .. مخيمات منذ العام 48 منذ فجر النكبة الأولى وحتى الان .. ولا تزال الماسي على اشدها في تلك المخيمات ولا تطرف عين أي قوة في المجتمع الدولي إزاء ما تتعرض له على مر السنيني وحتى الان ..
من اشهر مخيمات الضفة الغربية:مخيمات القدس وشعفاط ومخيمات نابلس ومخيم بلاطه ومخيم عسكر القديم الجديد ومخيم عين بيت الما ومخيم الفارعة..
في جنين مخيم جنين ومخيم طولكرم ومخيم نور شمس في طولكرم
ومخيمات رام الله والبيره ومخيم الجلزون ومخيم الامعري ومخيم قدورة
ومن مخيمات بيت لحم مخيم الدهيشه ومخيم بيت جبرين ومن مخيمات الخليل مخيم العروب ومخيم الفوار ومخيمات اريحا وعين السلطان ومخيم عقبة جبر.
ومن مخيمات قطاع غزة:مخيم جباليا والبريجو النصيرات والمغازيوالشاطئ والجرن وخان يونس ومخيم رفح ومخيم كيندا ومخيم بيت حانون ومخيم البرازيل ومخيم دير البلح..
لبنان فيها عدد كبير أيضا من المخيمات اشهرها مخيم نهر البارد /ثاني اكبر المخيمات الفلسطينية بعد مخيم عين الحلوه ويقع على بعد 15كلم شمال مدينه طرابلس ومخيم البداوي
وفي محافظه البقاع مخيم ويفل الجليل وبرالياس وتلعبايا وسعد نايل وهي تجمعات فلسطينية متداخلة في الوسط البناني..وفي بيروت مخيم برج البراجنة ومخيم شاتيلا ومخيم صبرا ومخيم مار الياس وفي جبل لبنان مخيمات منطقه الناعمة والدامور ومنطقة الجيه وزاروط
ومنطقه وادي الزينة ومنطقة شحيم في اقليم الخروب حيث يتوزع الفلسطينيون في الاقليم
وفي قضاء صيدا: احياء مدينه صيدا ضمن منازل مملوكه لساكينها الفلسطينين او مستاجريها ومخيم عين الحلوة اكبر مخيمات لبنان ومخيم المية ومية والغازية وطريق صيدا صور..ومخيم برج الشمالي ومخيم البص والريشيدية ومخيم معشوق والمساكن
وفي الأردن:مخيمات عمان مخيم الوحدات _عمان الجديد ومخيم الحسين
ومخيم الطالبيه ومخيم ماركه ومخيمات اربد ومخيمات جرش :جرش ومخيم سوف ومخيم الحصن ومخيمات الزرقاء..
اما في سوريا فتوجد العديد من المخيمات الشهيرة منها :مخيم اليرموك ومخيم النيرب بحلب ومخيم جرمانا وحماة مخيم حمص ومخيم سبينه ومخيم قبر الست ومخيم خان الشيخ ومخيم خان ذا النون ومخيم درعا الطوارئ ومخيم درعا..
ووفق خبراء الأمم المتحدة وغيرهم تدفع الصراعات المستمرة والناشئة وأعمال العنف مزيدا من الناس إلى النزوح في ظل غياب آفاق حقيقة للتوصل إلى حلول دائمة.
واعتبروا ان هذا الواقع مألوف للغاية للشعب الفلسطيني بعد 75 عاما من النكبة التي حطمت حياتهم وقطعت روابطهم مع أرضهم أثناء إقامة دولة إسرائيل”.وأضاف الخبراء: “منذ ذلك الوقت عانى الفلسطينيون من النزوح الإجباري مع حرمانهم مرارا وتكرارا من حقوقهم في تقرير المصير والتعويضات. على مدى 75 عاما، علت مطالبهم لتحقيق العدالة، المتجسدة في المطالبة بحق العودة، بتصميم لا يتزعزع”.
&& هذا الوجود الكبير للمخيمات في دول الجوار الفلسطيني على ما يبدو هو الذي اغرى ودفع قادة الكيان الصهيوني ومسئوليه الى القول صراحة وعلانية عبر الفضائيات بخبث ومكر شديدين كل الدول استقبلت لاجئين فلسطين أوقات الحروب فلماذا ترفض مصر؟؟
وقد نسي هؤلاء ان مصر هي اكبر مدافع ومساند عن الحق الفلسطيني وان موقفها ما هو الا رفض تام لخطط تصفية القضية الفلسطينية وتهجير أبناء غزة الى سيناء.. ونسوا أيضا طبيعة سيناء المقدسة ونسوا او تناسوا مواقف مصر الثابتة والراسخة لرفض التهجير او إقامة مشروعات او ما يسمونه مناطق حرة اقتصادية مفتوحة تسمح للفلسطينين بالتواجد الدائم في سيناء .. هذه الخطط رفضها الرئيس مبارك بشدة واكد عليها بقوة الرئيس السيسي .. لكنهم يحاولون اثارة الفتنة بشتى الطرق..
&& المشكلة الأكبر حتى الان ان إسرائيل وبعد 75 عاما على انشائها على انقاض القرى والمدن الفلسطينية لا تريد ان تطور فكرها الإرهابي الاجرامي والتخلص من فكرة استئصال الشعوب حتى بعد ان اصبح لها ما يشبه الشعب والدولة لا تزال تتصرف بعقلية وفكر منظمات الهاجاناه في الاربعينيات المحترفة للسرقة والسلب والنهب والاغتصاب منذ أيام الانتداب البريطاني على فلسطين.. لا تريد إسرائيل وقادتها ان يتسرب اليها وميض الحضارة الغربية التي تزعم انها منتسبة اليها وتحاول ان تتباهى وتوهم العالم بانها دولة ديموقراطية حديثة مع انها اشد أعداء القيم وابسط القواعد الديموقراطية خاصة الحرية واحترام حقوق الانسان واحترام القانون والشرعية الدولية ..
لايزال الحلم الصهيوني هو المتحكم في سياستها وهو محو التراث والوجود الفلسطيني والعربي والإسلامي في كل مكان في الأرض المحتلة وفي القدس وغيرها وتتوهم انها ستفلت بجريمتها..
الحقيقة الازلية التي لايجب ان ينساها احد في إسرائيل وغيرها ان الاحتلال مهما بلغت قوة البطش وقوة المساندة من قوى الشر فهو الى زوال.. وعسى ان يكون قريبا ..
والله المستعان..