سأبدأ الحديث في هذا الموضوع من قعر الحياة من الأجداد والجدات ثم أصعد شيئا فشيئا إلى القمة إلى الحاضر الذي نسكنه اليوم،
تأملوا معي الحياة الزوجية لزوجين من اجدادنا وقد بلغا من الكبر عتيا وما زالت قافلتهما الزوجية تسير شاءوا ام أبوا ذلك لأننا في الشرق نؤمن بالتقاليد.
والتقاليد تقول أن لابد للزواج أن يستمر إلى أن تنتهي الحياة، لاسبيل للفرار لأنه عيب وعار كبير ،
الشرق يرى المهم ولايرى الأهم
فالمهم لديه هو أن تبقى البيوت عامرة ظاهريا ويستمر النسل وتوافد السلالات من زوجين تحت سقف واحد لايهم كيف هو شكل تلك الحياة بينهما ففي المجتمع الشرقي المهم هو أن يستمر المجتمع حتى لو كان الثمن هو القضاء على الفرد.
من لديه منكم جد وجدة فليتأمل قليل في ماهما عليه اليوم وكيف يعاملان بعضهما البعض، هل هي تفهمه من نظرة عينيه؟ وهو يلبي رغباتها دون أن تطلبها؟ هل يقضي الوقت الثمين الباقي من عمره معها في استرخاء، يثرثران كثيرا مع بعضهما رغم المرض وكوليسترول الدم المرتفع وآلام المفاصل المبرح والإزعاج الذي يسببه طقم الأسنان في فمه وفمها؟!.
أم هما عبارة عن إعصار وزوبعة لاينتهيان؟ .أو كعنصري أوكسجين وهيدروجين في حالتهما الكيميائية الحرة أحدهما يشتعل والآخر يساعد على الإشتعال ؟!!
لكن مالذي يعنينا هنا من حياة الاجداد ؟!!
الحقيقة مايعنينا هو هل استطاعا هذين الزوجين الذين اجبرا على الإستمرار معا بحكم التقاليد الشرقية التي تنبذ الطلاق من التفاهم وفهم لغة أحدهما الآخر أم أن ذلك لم يحدث واستمر الجحيم منذ بداية زواجهما إلى نهاية المطاف؟.
ولو افترضنا أنهما كانا يعيشان سلسلة لاتهدأ من الأعاصير التي قد أورثت لنا أبناء وأحفاد تغمرهم العقد النفسية بسبب ماعاصروه من أبويهما، كيف لنا أن نتلمس الخلاص من هذه البئر الشرقية التي وقعنا فيها؟
في الحقيقة الطلاق ليس حلا أبدا .
لأن الزواج الثاني قد يمر بنفس حلبة الملاكمة التي مر بها الزواج الاول،وتذكير صغير لبعض النساء ، عزيزتي
السحر والدجل والشعوذة لتطويع زوجك ليس حلا أبدا لان الأمانة والثقة من أساسيات الحياة الزوجية هذا ان صح القول بوجود الشعوذة من الأساس.
لكن هل تذكرين ماكانت تقول لك جدتك عندما تأتين إليها باكية تندبين حظك العاثر وزوجك المزعج ؟
كانت تقول (يابنيتي كل الرجال يأتون بالسياسة . فكلهم من نفس الطينة).
ماذا كانت تعني تلك الجدة التي هي المستشار العائلي للزواج؟!
كانت تعني أن تفهمي لغة الحب الخاصة بزوجك وتقومي بتوفيرها له لكن لأنها جدة شرقية فهي لاتجرؤ أن تأمر زوجك أيضا بمسايستك (فهم لغة الحب الخاصة بك ) ولأن السياسة من طرف واحد غالبا مصيرها الفشل لذا فالجدات يعطيننا نصف نصيحة وهذا لن ينفع في حل المشكلة الزوجية فيد واحدة لاتصفق.
في الغرب يوجد مستشار للزواج وهو شخص متخصص يشرح للزوجين أسباب عدم اتفاقهما ويرشدهما الى سبيل النجاة .
ومن أشهر المستشارين العالميين للزواج هو (جاري تشامبان) مؤلف كتاب (لغات الحب الخمس) ،
يقول تشامبان أن للحب خمس لغات:
(كلمات التشجيع ، تكريس الوقت، تبادل الهدايا، الأعمال الخدمية ، الإتصال البدني )
فلايوجد زواج عصي على الإصلاح بشرط توفر الرغبة لدى الزوجين بالإصلاح .
لغة الحب التي يتكلم عنها تشامبان في كتابه يقصد بها الطريقة التي نفهم من خلالها الحب والحياة .فلكل منا لغة حب رئيسية وأخرى ثانوية،
المشكلة ماذا لو كانت لغة الحب لديك تختلف عن لغة حب شريكك؟ كيف سيستمر الزواج ؟
لاداعي لليأس الموضوع في غاية السهولة لو مددنا يد المساعدة لبعضنا فالحل هو أن نفهم لغة الحب للشريك ونقوم على توفيرها له.
يعني بشرح مبسط آخر لو كانت زوجتك تتذمر طوال الوقت من عطل حنفية الماء في المطبخ وأنت لم تستجيب للنداءات المستمرة لإصلاحها ،
او هي منزعجة منك لأنك تترك العشب في حديقة منزلكما لوقت طويل دون أن تقوم بجزه وتنعتك بالمهمل و تتهمك بأنك زوج كسول ولاتحضر البقالة وتضطر هي لإحضارها دوما في حين تهمس انت لنفسك بكلمات الخيبة وبأن زوجتك لاتفهمك وان كل ماتطلبه انت هو زوجة وديعة تهتم بنفسها وتضع لك عطرا فواحا ولا تهمل رغباتك الزوجية واحيانا تجد نفسك تحرق سيجارتين وراء بعضهما وأنت تشاهد إعلانا لغسول الجسم تظهر فيه امرأة ناعمة جميلة تتمنى لو كانت زوجتك مثلا .
إذا كنتما هكذا عزيزي فأنتما تتكلمان لغتي حب مختلفتين، فلغتك هي الإتصال البدني بينما لغة زوجتك هي تقديم الأعمال الخدمية .
هكذا تفهمان انتما الحب والحياة والزواج بلغتين مختلفتين لذا تنشب بينكما المعارك وتشعران بالخيبة من هذا الزواج .
لكن الأمر بسيط فتشامبان يقول لك افهم لغة الحب لزوجتك ووفرها لها ولتوفر هي لك لغة الحب الخاصة بك وينتهي الأمر بالسعادة الزوجية.
قدم لهذه الزوجة التي لغتها الأعمال الخدمية . كل ماتطلبه واشرح لها نوع لغة الحب الخاصة بك لتوفرها هي لك .
وكذا في حال إن كانت لغة الحب هي تكريس الوقت .فهنا المطلوب هو توفير وقت للشريك خالص له هو مهما كان قصيرا المهم أن لاتشاهد التلفاز او تتفحص هاتفك او تنشغل بمكالمة هاتفية خلال هذا الوقت الذي خصصته للجلوس مع شريكك.
وكذا في حال كانت اللغة هي تبادل الهدايا أو كلمات التشجيع.
يقول تشامبان في مقدمة الكتاب:
(هو يرسل لك الزهور عندما يكون ماتحتاجين إليه حقا هو وقت للمحادثة ، وهي تعانقك في الوقت الذي تحتاج أنت فيه بالفعل إلى وجبة منزلية جيدة الطهو ، لاتكمن المشكلة في حبك بل في لغتك للحب ).
بالمناسبة لإطفالنا كذلك لغات حب كهذه تماما حاولوا ان تتعرفوا عليها ليسهل عليكم التعامل معهم .