وبعد..
لم يُجدِ فيهم حضورك نفعا؟!..
ولم تجد فيهم كل هذه اللهفة موضعا؟!..
كن عزيزا إذن، وترفع..
دع الغياب يخبرهم..
ودع صمتك يزلزلهم..
يليق بقلبك هذا الكبرياء..
بقدر كل ذلك الحب الذي حملته بين ضلوعك، دون أن تشكو..
وإن عالمك الفارغ، أفضل من كل زحامهم الملوث..
وإن كانت كلماتك تبدو الآن بلا قيمة..
فثق أنهم سيبكونها غدا، قهرا وحرمانا..
سيتمنون لو عادت الأيام، وجُدت..
ولو بحرف..
سيتمنون، لو عادوا لأول الدرب..
ليحظوا بنصف فرصة، من تلك التي تأتي بلا موعد..
سيرتبون لها ألف موعد..
وحينها، ستخلف كل ظنونهم..
ستدير لهم ظهرك ببطء..
وتبتعد..
فقد اقتص لك الزمان منهم..
دون أن تنهك روحك..
أو تنحدر إلى دركات الانتقام..
وإني لأعلم جيدا، أن لذة الانتصار حينها ستكون بلا معنى..
ليس لفقر الشعور..
لكن لأن الجراح أنضجت قلبك على مهل..
وعلمتك أن تمضي، دون أن تلتفت..
فما عاد المقام مقام بكاء..
وإنك حين أدركت، أن العتاب في ناقص الود ضرب من جنون..
فعدت عاقلا، صلبا..
لا يثنيه الحنين..
ولا يرده وجع الاشتياق..
يعرف كيف يربط على قلبه..
يعرف،،،
كيف يسمو بروحه عن رد الأذى بمثله..
فيحترق من ابتدر بالأذى..
بذات النار التي أشعلها بداخلك يوما،،،،،
ومضى..
انتهى..