.. نعم ..انهم يغتصبون الأرض والفرحة ويسرقون كل غال ونفيس أيضا..وهذا هو دينهم الأكبر ومهمتهم الرئيسية لا هم لهم في الحياة إلا اغتصاب الأرض ومزيد من الارض والتنكيل بأصحابها وتهجيرهم بكل اشكال وطرق التهجير جاءوا من أصقاع الأرض مشحونين بكل صنوف الحقد والكراهية ومزودين بكل ادوات البطش لا يعرفون حقا ولا عدلا ولا إنسانية ومطلوب منهم إلا يعرفوا اي شيء منها أو عنها حتى لا تهدأ داخلهم جذوة الغضب وشهوة الاغتصاب والرغبة العارمة في الانتقام من البشر والحجر على السواء .. أنهم بنو صهيون ..انهم وبحكم التخصص يغتصبون الأرض ويسرقون الفرحة من الوجوه والبسمة من على الشفاه..ويقطعون كل واد لا يسمحون للسعادة أن تمر ولا للبهجة أن ترتسم ولا للراحة أن تستقر ولا للخير أن يتسرب وينبت ويزدهر ليشرق نوره وضياه إلى خلق الله في ارض الله حتى ولو كانت مقدسة ..
مشاهد الأسرى المحررين خاصة من أبناء القدس المحتلة كانت لافتة ومثيرة وكاشفة عن الوجه الحقيقي المقزز واللاانساني للاحتلال البغيض..همجية وصلف وغرور بالقوة بلا حدود..ولا احد يتكلم ولا احد يحتج لا من أصحاب حقوق الإنسان ولا القانون الدولي ولامن اصحاب الشعارات إياها الذين يختفون ولا تشهد لهم أي أثر عندما يتعلق الأمر بشأن عربي او اسلامي.
أنهم يريدون أن يتحكموا في المشاعر يريدون نسفها نسفا كما يفجرون البيوت على رؤوس ساكنيها بلا رحمة أو شفقة سواء بيوت المقاومين أو المقدسيين الذين يريدون أن يهجروهم قسرا ظلما وعدوانا..لا يريدون أن يروا لهم ظلا ولا أثرا يريدون أن تنشق الأرض وتبتلعهم..كما تمنوا ان يبتلع البحر غزة في أي لحظة من ليل اونهار..
السلوك الاستعماري المجرم الرهيب مع الأسرى شيء لا يصدقه عقل او منطق..سلوك غير مسبوق في التحكم والسيطرة وإرهاق عباد الله المؤمنين..تحكم حتى في طريقة الاستقبال للأسرى المفرج عنهم ومن يحضر ومن لا وفي اي مكان في بيت العائلة لا..في بيت أقارب لا في بيت في المنطقة كذا لا.. اذهبوا لمكان آخر يحدده الاحتلال! ممنوع أي مظاهر للفرح ممنوع اللقاءات الفضائية..ممنوع ممنوع.. ليس هذا فحسب بل يتم اعتقال رب الأسرة والاقارب وتهديدهم في حال اعلان الفرح أو رفع العلم الفلسطيني أوالهتاف للمقاومة..والا الاعتقال وتوقيع غرامة قيمتها سبعون ألف شيكل!!.هل رأيتم أو سمعتم بمثل هذا في الاولين والاخرين؟!
إسرائيل ما كان لها أن تفعل ما تفعل وتتمادى في غيها إلا لأنها قد امنت العقاب والحساب بالفعل..وأنها تشعر دائما بأنها فوق القانون اي قانون دولي أو غيره وهي تعلم أن أي انتقاد لها ما هو إلا مجرد كلام كما نقول في العامية “برو عتب”..أو مجرد تسجيل موقف لا أكثر لايقدم ولا يؤخر في كل الحالات.. ولا مانع أن يسمحوا به أمام الكاميرات فقط لكن تحت الطاولة وفي الحجرات إياها مغلقة ومفتوحة الأمر مختلف تماما..
يتحدثون وبكثرة الان عن حل الدولتين وأنه الدواء الناجع والاكيد ليحصل الطرفان على الأمن ويعم الاستقرار..وهذا صحيح..لكن لاأحد يتحدث عن كارثة ووباء الاستيطان الطاعون المدمر لحل الدولتين ..الاعتراض عليه يبدو خجولا ومجرد تحذير فقط من اخطاره وهي كلمات باتت محفوظة ويسمعها الاحتلال من القاصي والداني ولايعيرها إهتماما حتى وإن بلغت صرخات الفلسطينين أصحاب الأرض عنان كل قارات العالم ومنظماته ومؤسساته الأممية..فقطار الاستيطان منطلق بأقصى سرعة منذ ايام الاحتلال الأولى وحتى الآن ولم تؤثر فيه اي اتفاقات للسلام البعيد أوحتى الابراهيمي القريب والمنتظر..رغم إعلان الجميع أن الاستيطان ضد القانون الدولي ويتعارض وحقوق الإنسان والشعوب الخاضعة لقوة الاحتلال..ومع هذا يلتهم كل يوم المزيد من الأراضي ويجبر السكان على التهجير قسريا وبشتى الطرق الملعونة حتى التهم أكثر من ٨٠%من الأراضي التاريخية لفلسطين وما نصت عليه قرارات الأمم المتحدة المتعاقبة منذ قرار التقسيم وقرارات الحقوق الفلسطينية غيرالقابلة للتصرف وغير ذلك من اسماء رنانة..
قد يتعجب المرء من أنه رغم الحرب على غزة الان وحالة الجنون الصهيونية في القصف والتدمير المتواصل ليل نهار بلا هوادة..فإن وتيرة الإستيطان في ظل هذه الحالة هي الاسرع والأشد..وآلات الاستيطان الجهنمية هي الأخرى أعلنت حربا أشد ضراوة على التجمعات العربية وتهجيرها قسرا وإبعاد أهلها إلى مناطق نائية وهدم منازل المقدسيين خاصة وإبعادهم خارجها..وهو ما سجلته بوضوح حركة السلام الآن داخل إسرائيل المعروفة باسم “بتسليم” واكدت في أكثر من تقرير أن وتيرة الاستيطان تتسارع في ظل الحرب على غزة وقدمت إحصاءات موثقة بالاسماء والمواقع وعدد المنازل التى تم هدمها والأسر المهجرة جزئيا أو كليا.. والمناطق التى تم اخلاؤها بالكامل ..والمزارع التى تم إتلافها والاستيلاء عليها وقطع أشجار الزيتون منها رغم أنها مصدر الرزق والحياة لكثير من الفلسطينيين..
قالت بتسليم في اخر تقريرلها عن الاستيطان :منذ بدء الحرب في غزة كثّفت إسرائيل بصورة كبيرة مساعيها لتهجير سكان تجمعات الرعاة الفلسطينيين في تلال جنوب الخليل من منازلهم وأراضيهم بمن فيهم الذين يسكنون في "منطقة إطلاق النار 918".ويتعرض السكان إلى عنف يومي استثنائيّ في حدّته وكثافته من المستوطنين الذين يعملون بدعم الدولة وبرعاية الجيش والشرطة.
الممارسات يتم تنفيذها بشكل متواصل بالنهار والليل إذ يقتحم مستوطنون مسلحون منازل السكان ويهاجمونهم يقلبون أغراضهم ويبعثرونها ويأخذون هواتفهم الخلوية لمنعهم من توثيق الاعتداءات. كما يقومون بتخريب أنظمة الكهرباء الشمسية وخزانات المياه يُحرقون المباني ويسرقون المواشي.بل إن المستوطنين في بعض الحالات كما في خربة سوسيا هددوا السكان بأنهم سيقتلونهم إذا لم يرحلوا خلال وقت قصير.”
إسرائيل لم تأبه للأصوات المنادية بحل الدولتين وارادت أن تقدم ردها الواضح والصريح عمليا على ذلك وكأنها تخرج لسانها للجميع..فقد أعلنت حكومة اليمين الأشد تطرفا منذ يومين فقط عن تخصيص أموال جديدة وبنسب كبيرة لإقامة مستوطنات جديدة وتوسيع القائمة بالفعل..وهو ما يعني توجيه ضربة قاصمة لحل الدولتين.
على ما يبدو ان الأمر استفز مسئول الشئون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل وهو أحد الذين أعلنوا تأييدا اعمى للعدوان على غزة وغض الطرف عن الجرائم ضد الإنسانية للاحتلال في غزة وراوغ في وصف ماتقوم به اسرائيل بأنه جريمة حرب..اضطر بوريل للقول إن تخصيص أموال جديدة للاستيطان انتهاك للقانون الدولي وصفه بانه لا يعد دفاعا عن النفس!
قال بوريل بالحرف الواحد: “تخصيص «إسرائيل» أموال جديدة لبناء مزيد من المستوطنات غير القانونية خلال الحرب أمر مروع، بناء المستوطنات لا علاقة له بالدفاع عن النفس ولن يجعل «إسرائيل» أكثر أمنا”..
والجملة الأخيرة هذه كانت هي الشماعة أو التميمة الكبرى التى صدرتها إسرائيل لقادة العالم الغربي وحفظتها لهم لترديدها بمناسبة وبلا أي مناسبة ايضا لتبرير عدوانها الهمجي الوحشي على الأبرياء.
موقف بوريل هذا وغيره من المواقف الغربية المعلنة ضد الاستيطان تحتاج إلى تأكيد عملي وفعلي على الأرض اذ لم يعد الكلام فقط مجديا..والدول الغربية وامريكا خاصة مطالبة باتخاذ مواقف جادة ضد السياسات الاجرامية لحكومة إسرائيل خاصة في قضية الاستيطان والتهجير القسري .. وإلا فما جدوى الاعلان الظاهري بمعارضة التهجير لأصحاب الأرض وفي الوقت نفسه الصمت على الاستيطان ومشروعاته المستمرة بلا هوادة بل ودعمها إذا لزم الأمر!!
الأمر لم يعد يحتمل الصمت ولا مطالبة الفلسطينيين بالانتظار أكثر..لأن الانتظار لم يعد خيارا..
المثير للدهشة والاستغراب أن إسرائيل لاتتوقف عند حد الاستيلاء على الأراضي وسلب ممتلكات الناس ونهبها الا انها تحاول الان طمس معالمها وتغيير اسمها وبدأت خطة تغيير اسم الضفة الغربية وتوحي بمنع استخدامها وتسميتها باسم تواراتي..يهودا والسامرا!
ارجو الا تنساق وسائل الإعلام العربية وغيرها وراء الخطة الصهيونية والمشاركة عن قصد أو دون قصد في حرب المصطلحات الجهنمية للعبث بالعقول وتضليل الرأي العام وتزييف الحقائق لأغراض خبيثة في نفس يعقوب ومن يدعون له نسبا أو صلة وهو منهم ومن أفعالهم براء!
الهوس بالمستوطنات أو بمعنى أدق المغتصبات..(الأرض المغتصبة) كان حاضرا وبقوة في أول زيارة غريبة وعجيبة ل ايلون ماسك صاحب منصة اكس تويتر سابقا للكيان .بعد جفوة كادت تتسع لتضرب ماسك وكل ملياراته بسبب موقفه الرافض لما يحدث من جرائم حرب في غزة..اوبمعنى ادق محاولة امساك العصا من المنتصف..فجأة وفي تطبيق حي للمثل ما محبة الا بعد عدواة..احتوى سحرة الكيان ماسك واستقبلوه استقبال الملوك الفاتحين..ورغم الحرب لم يجد نتنياهو حرجا في أن يخصص وقتا مفتوحا لزيارة ماسك ويقوم معه بجولة في غلاف غزة والمغتصبات فيها..الأمر الذي أثار اسئلة كثيرة وطرح علامات استفهام مشبوهة..ترى ماذا يعني وجود ماسك في مستوطنات غلاف غزة في الوقت التي تدور فيه مفاوضات كبيرة وواسعة من أجل تمديد الهدنة وصفقة التبادل بين حماس والاحتلال؟!
قاد نتنياهو الرجل الأغنى في العالم في جولة داخل المستوطنات وهي جولة لم يقدمها للعديد من رؤساء الدول والوزراء الذين زاروا دولة الاحتلال.بعد الجولة غرد ماسك على منصة “إكس”: “الأفعال أعلى صوتًا من الأقوال” دون تفاصيل أو إشارة إلى زيارته لإسرائيل.
تساءل كثيرون عما قال نتياهو لماسك ؟!
قال له وفق المصادر الاسرائيلية:”إذا أردت سلام دمر حماس، إذا أردت الأمان دمر حماس إذا أردت حياة أفضل لأهل غزة دمر حماس”، وهو ما وافق عليه ماسك بالقول: “ليس هناك خيار آخر..أود أن أساعد أيضًا”!!
حظي ماسك أيضا بلقاءات كبار مسئولي الكيان وعدد من اسر الاسرى.
الفقرة المهمة في زيارة ماسك انه شاهد الفيلم الذي أعده جيش الاحتلال عن عملية 7 أكتوبرالعظيم والذي يتضمن الرواية الإسرائيلية حصرًا للأحداث وعملية غسيل المخ التي جرت لقادة العالم الغربي وفي مقدمتهم بايدن!!
طرق الحديد وهو ساخن بات امرا حيويا لحسم الأمور التي تجيد الصهاينة التلاعب بها والمماطلة في تنفيذها..لابد من البناء على ما حققته المقاومة حتى لاتذهب التضحيات ادراج الرياح..
والله المستعان..