كثيرا ما وجدت عقلي أشبه بمتاهة كبيرة، أتخبط فيها من دون هدى، يمتصني الماضي ويرعبني المستقبل بغموضه المقيت، تهت كثيرا جدا حتى مللت السير والطرقات، استسلمت وهنت وتهاونت وهربت تاركة بعضي على قارعة الطريق يبكي وحيدا،حينها تعلمت العيش على الحافة حيث كل يوم حدث، عرفت أن في حياة المرء أزمنة ضلال تأتي مرخية ستائرها السوداء على الروح فتفض بكارتها بأبشع الطرق، تطاردنا أسألة عقيم تدفعنا للجنون، لكننا مع الوقت نتقبل حقيقة أن لا جواب، حقيقة أن الوعود طويلة الأجل أشبه بالرقص على حبل معلق بين جبلين، نموت الف مرة قبل أن نصل، لذا لم أعد أؤمن بشيء سوى اللحظة، فلا تبحث معي عن غد.