هل يمكن لأحدهم أن يفهم كيف يُخبئ القسوة تحت المظهر الخارجي اللطيف ؟
إنها تعلم تمام اليقين أنها خاضت معركة في مخاض الأسى
لكنها عاشقة في أغوار الصمت عليها أن تُهذب أنفاسها وتخرس أنياب الشوق الا تُساق خلف نزوات امرأةٌ بالاربعين
كان السخف بعينه أن تُنصت بأذان صاغية لنبضها الثأر
وفي ليلةٍ ظلّت مُستيقظة تماماً تبكي لفترةٍ طويلة
تَسترجع رحلتها الأولى ورحلةٍ مُبطنة لدهاليز صنعاء
مدينة الحب بأجوار البساتين ثمة قبلة عالقة على ظهر قلبها
ثمة رجفة في كل خطوةٍ ونشوة الحديث وأمنية واحدة تسترتها بخفةٍ تسترجع نوادر تفاصيلها لِيملأ جُلّ كيانها بأسى
مُتلبس كأنه ظل سحابة تعبر نهر روحها لِتدفن وجهها الحانق المبتل بين ذراعيها وتتكتم الأنين فأنهمرت بغزارة دموعها لدرجة ان كمها الرطب لم يعد يجدي نفعاً فلم تكترث بتجفيف وجهها وعيونها لم تكن لِتستطيع أن توقف البكاء ضِيقة صدر لاتوصف يبدو أنها ترتجي عودة تلك اللحظات لِتتعايشها من جديد ولكن على نحو آخر كأن تُعيد ترتيب المشاهد وتُجيب
العجوز أنها بالفعل زوجتة لا أن يبتلع الخجل صمتها فتتلعثم
دون شفافيةٍ كأن تلتصق بجسده على كرسيٍ واحد كَطفلةٍ
تُصاب بدوار القطار أو تختطف من عينيه نظرةٍ
أشياء كثيرة عجزت عن وصفها وما إن رفعت رأسها من بين ذراعيها في سواد ليلٍ قائظ بالتفاصيل حينذاك كان الوقت قد تجاوز منتصف الليل كل المنازل مظلمة فيما عدا وميض ضوءٍ خافت وحيد وما من اصواتٍ بالخارج الا نعيق بومة عجوز
حطّت على قمة شجرة أمام منزلها الغريب
كلّ شيءٍ رتبت له أطاحت به الأقدار حتى صمتها إغتالوه رمياً
بالصراخ
هي إمرأةٌ من وحي القصيد لِوجهها ملامح الأسرة
لشفتيها نكهة التوت تتسم بصدقٍ ثابت ومرحٍ خفيٍ
تملك اسلوباً يشد الانتباه في عينيها خطوطٍ سافرة
وتناقض عجيب لاتُبدي اهتمامها للأشياء الا النادر الفريد
في عقلها مايشبه متاهة روحية من التفكير والتأمل
من الصعب إدراكها الا إن فتحت الأقفال المؤصده
وهذا محالٌ بالتأكيد ..