متضادين بيحركوا الأحداث منذ فجر التاريخ.. والسؤال هنا.. بلدنا مصر.. موقعها ايه من قوي الخير والشر؟..
لما تعرف حجم الاسهام الحضاري لبلادنا وسحقها لقبائل الهسكسوس.. وتصديها وسحقها للتتار في عين جالوت بعدما صنع التتار أكبر إمبراطورية في التاريخ الانساني من حيث الحجم..
ولما تعرف ازاي انتصرنا في حرب اكتوبر بعبقرية ورغم فارق التسليح بينا وبين الاعداء.. هتعرف اننا قوة خير.. قوة غير معتدية حتي وهي في أقوي فتراتها التاريخية..
بل إن مصر رأس حربة لقوة الخير.. قوة العمار والفلاح في الارض .. ومواجهة أشرس الأعداء وأكثرهم همجية بحكمة وتروي ..
طيب إيه اللي بيحصل مع رأس الحربة لقوة الخير؟..
اللي بيحصل هو استهدافها بشكل مؤذي وكبير..
طبعا حضرتك كمواطن.. عايش في أمان كبير مقارنة باللي زيك وعايش في العراق وسوريا وليبيا وتونس واليمن والصومال وفلسطين والسودان.. فممكن يكون صعب عليك تبقي شايف استهدافات كبيرة ضد بلدك..
مع إن الحقيقة.. إنه بفضل ربنا ثم القيادة والجيش وامتلاك مصر لأقوي منظومة استخباراتية وشعب عظيم ومتجانس وواعي.. نجونا من سيناريوهات مروعة..
لكن ده لا يعني ان المعركة انتهت.. بالعكس .. احنا لسه في الجيم.. الفارق بس ان فيه دول انهارت.. فأتمكن منها أهل الشر.. وفيه دول واقفة وبتقاتل كيانات مجرمة في صمت زي مصر..
عارف ليه احنا نجونا وغيرنا لأ
لأن البلد دي فضلها ربنا سبحانه وتعالى عن باقي بلاد الدنيا
خلقها الأول ثم خلق كل بلاد الأرض
جعلها بطبيعتها غير قابلة للكسر أو العزل
أمة في حد ذاتها
دولة قوية في حد ذاتها
عمرك سألت نفسك يعني إيه دولة قوية؟
سؤال مهم.. واجابته بتتخلص في ان دولة قوية يعني قوة عسكرية واقتصادية .. واستقرار سياسي واجتماعي .. وتنمية شغالة على مدار السنة ..
كل ده عظيم لكن الأهم والأبقى
وجود سند تاريخي وحضاري بيتحكم وبيصيغ قيم المجتمع وسياسات الدولة.. من اول السياسات الداخلية لحد سياسات الأمن القومي..
ده باختصار مفهوم الدولة القوية بمفهومها الشامل..
يعني لو سألتك ايه أهم مقوم من مقومات الدولة القوية مصر بتمتلكه؟
الإجابة وبصورة مباشرة، هو السند التاريخي والحضاري.. ده طبعا لا ينفي ابدا قوة مصر العسكرية الجبارة.. وده مش علي صعيد مبالغة .. ده واقع شايفينه من خط سرت الجفرة لغاية بغداد.. ومن دمشق لحد منابع النيل.. ده مجالك الحيوي اللي بتقدر دلوقتي تحط فيه خطوط حمراء ومحدش بيتجرأ عليها..
لكن الفرق بينا وبين غيرنا إننا بنتحرك بميراث وأصالة أكتر من ١٠ تلاف سنة تحضر
مصر قامت على قانون الماعت.. و ده قانون العدل والمساواة والاتزان والانسجام
قانون قائم بين الانسان المصري.. والكون ككل..
ضمير مصر.. هو الماعت..
الكلام ده معناه، ان مصر قوة ضمير.. قوة خير .. قوة عدل .. قوة اتزان في وسط نظام فوضوي ..
والواقع الجيوساسي حوالينا خير دليل على ده..
قد يبدو الكلام ده ملوش وزن في وسط نظام عالمي مادي بحت..
لكن قيمة إدراكك للحقيقة دي مهم عشان تعرف
ان كل فترة تاريخية بتصعد فيها مصر كقوة كبيرة.. بيكون على عاتقها مهمة تتعدي المهمة الوطنية والقومية في النهوض بالأمة.. وبتتحول مصر لقوة استقرار لإقليمها والعالم
شوفنا الكلام ده في حملات الملك المصري المحارب تحتمس الثالث.. اول امبراطور في التاريخ.. وصاحب أكبر خريطة لمصر في تاريخها القديم.. وشوفنا ده في عهد محمد علي باشا .. وحالياً بنشوفه في عهد قائد مصري عظيم اسمه عبد الفتاح السيسي..
مستغرب مش كده؟
عشان متستغربس شوف الدول اللي حولينا بتشتغل إزاي واحنا بنشتغل إزاي
هل مصر ليها علاقات مع جماعات مسلحة وارهابية بتقوم بتوظيفها لمصالحها الخاصة؟..
هل أشد الحاقدين على مصر اتهموها يوما بالتآمر على اشقائها أو بتتورط في عمليات إرهابية ومخططات تدمير وتقسيم؟..
هل أشد الكارهين لمصر اتهموها يوما بالإشتراك في تأجيج الفتن الطائفية والمذهبية؟.. بلاش .. هل مصر بالرغم مما تحوزه من قوة عسكرية جبارة بقت تستبيح دول جوارها الضعيفة؟
الإجابة لأ.. و عارف ده معناه ايه؟
معناه ان مصر فعلا وبدون شعارات، بتطبق قانون الماعت..
النظام في مواجهة الفوضى..
التعمير في مواجهة التدمير ..
التنمية في مواجهة التخريب ..
العدل في مواجهة ظلم مشاريع الهندسة الطائفية للمنطقة..
اللي مايعرفهوش اللي مدور صناعة الحروب والإرهاب والجوائح والأوبئة والأزمات
إن مصر غير قابلة للكسر أو الانهيار
ان مصر حددت اعدائها من ١٠ تلاف سنة.. وسمّتهم بالأقواس التسعة.. ودول أعداء مصر التقليديين اللي بينطلقوا من نفس الاتجاهات الاستراتيجية اللي اتهددت منها مصر من ٢٠١١ إلى اليوم
ملوك مصر المحاربين هزموا الاقواس التسعة.. ويبدو ان هناك من يعي تاريخ الاجداد وعقيدتهم ويقتال نيابة عنهم وعن العالم.. لحماية قدس الاقداس.. مصر..
سقطت بغداد.. وصمدت دمشق.. وستقتص القاهرة للجميع..